طالب المرشّح الرئاسي دونالد ترامب بإجراء اختبار المخدّرات على الرئيس الأميركي جو بايدن قبل المناظرتين الرئاسيتين اللتين اتّفقا على المشاركة فيهما.
واستشهد ترامب بخطاب حالة الاتّحاد الذي ألقاه بايدن في آذار (مارس)، معتبراً أن "بايدن كان مثل الطائرة الورقية".
وقال: "أريد فقط مناظرة هذا الرجل، سأطلب بالمناسبة إجراء اختبار للمخدّرات، حقّاً أنا لا أريده أن يتكلّم كما فعل في خطاب حالة الاتحاد السابق، لقد كان منتشياً بشكل كبير".
وهذه ليست المرّة الأولى التي يطالب بها ترامب بإجراء اختبار مخدّرات لمنافسه بايدن.
والأربعاء الماضي، وافق بايدن ومنافسه ترامب على إجراء مناظرتَين قبل الانتخابات الرئاسية، الأولى في 27 حزيران (يونيو) والثانية في 10 أيلول (سبتمبر)، بعدما تحدى بايدن ترامب بإجرائهما، ووافق الأخير على الفور.
وأعلنت شبكة "سي أن أن" في بيان أن المناظرة الأولى بين الرئيس الديموقراطي وسلفه الجمهوري في إطار حملة انتخابات 2024، ستعقد عبر الشبكة في 27 حزيران (يونيو)، الساعة 21:00 بالتوقيت المحلي. وأكدت "سي أن أن" أن المناظرة ستجري في أتلانتا بولاية جورجيا، من دون جمهور وهو ما يفضله بايدن.
كذلك أعلن بايدن وترامب، الأول عبر منصة "إكس" والثاني عبر شبكته "تروث سوشال"، أنهما سيجريان مناظرتهما الثانية في 10 أيلول (سبتمبر).
وأكدت قناة "آي بي سي" ABC أنها ستستضيف المناظرة الثانية.
وتحدّى الرئيس الديموقراطي البالغ 81 عاماً والمرشح لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) ترامب قائلاً: "حالياً يقول إنه يريد أن يجري مناظرة معي مرة جديدة". وأضاف بايدن في مقطع فيديو: "في هذه الحالة... سأفعل ذلك مرتين"، الأولى في حزيران (يونيو) والثانية في أيلول (سبتمبر).
ورد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على الفور عبر شبكته "تروث سوشال" قائلاً: "أنا مستعد ومصمم على إجراء مناظرة ضد جو المحتال في الموعدين المقترحين في حزيران (يونيو) وأيلول (سبتمبر)".
وغالباً ما يستخدم ترامب لقب "جو المحتال" للإشارة إلى خصمه.
"أسوأ مناقش"
وأضاف ترامب البالغ 77 عاماً "أخبرني متى وسأكون هناك، حان وقت المعركة!!!"، معتبراً أن منافسه الديموقراطي "أسوأ مناقش" قابله.
وقال ترامب عبر شبكته "تروث سوشال"، "أقترح بشدة إجراء أكثر من مناظرتين".
وبخلاف المعسكر الديموقراطي الذي يطالب بمواجهة من دون جمهور، اعتبر دونالد ترامب أنه لإضفاء "مزيد من الإثارة" على المناظرة يجب أن تجري في "غرفة كبيرة جداً، حتى لو أنه يبدو أن بايدن يخاف من الحشود".
واقترح فريق حملة دونالد ترامب في بيان تنظيم أربع مناظرات: في حزيران (يونيو) وتموز (يوليو) وآب (أغسطس) وأيلول (سبتمبر).
وتتميّز الحملة الانتخابية الرئاسية الأميركية بالمناظرات، ويتوقع أن تكون المناظرتان محتدمتان، حيث أن العداء قوي بين الرجلَين المتنافسَين.
وستكون المناظرتان أيضاً بمثابة اختبار لحيوية المرشحَين وقدراتهما الذهنية، علماً أنهما الأكبر سناً على الإطلاق من بين من ترشحوا للانتخابات الرئاسية الأميركية.
ويواصل الجمهوريون مهاجمة جو بايدن بسبب زلاته ولحظات ارتباكه، بينما ينتقد الديموقراطيون تصريحات دونالد ترامب غير المتماسكة أحياناً.
وفي رسالته المصوّرة، قال جو بايدن ساخراً "لنختار التواريخ يا دونالد. سمعت أنك حر الأربعاء".
وأشار الرئيس الأميركي إلى اليوم الوحيد الذي تتوقف خلاله محاكمة سلفه أسبوعياً، إذ يتعين عليه أن يمثل خلال باقي أيام الأسبوع أمام المحكمة في نيويورك في قضية دفع أموال لشراء صمت ممثلة إباحية.
ويتوقع أن تنتهي المحاكمة قبل 27 حزيران (يونيو) الذي يصادف يوم خميس.
"ليست ترفيه"
وأرسل فريق حملة جو بايدن رسالة إلى اللجنة التي تنظم عادة المناظرات الانتخابية، موضحاً أن مرشحه لن يلتزم بالجدول الزمني وبالشروط المُحدَّدة من هذه اللجنة.
وجاء في الرسالة "لأسباب عدة، النموذج المعمول به منذ سنوات لم يعد يتماشى مع هيكلية انتخاباتنا ولا مع مصالح الناخبين". وكانت اللجنة قد حددت ثلاثة مواعيد هي 16 أيلول (سبتمبر)، و1 تشرين الأول (أكتوبر)، و9 تشرين الأول (أكتوبر).
واعتبر معسكر بايدن أن المناظرة الأولى يجب أن تتم قبل الصيف، للأخذ في الاعتبار الأميركيين الذين سيصوتون مبكرا اذ سيكون شهر أيلول (سبتمبر) متأخراً جداً بالنسبة لهم.
وكتبت رئيسة حملة جو بايدن، جين أومالي ديلون في الرسالة: "يجب أن تجرى المناظرة لصالح الأميركيين الذين يتابعونها على شاشات التلفزيون، وليس في شكل ترفيه أمام جمهور من مؤيدين ومانحين مضطربين أو يثيرون الفوضى".
وأوضحت قناة "سي أن أن" في بيان أنه للمشاركة في المناظرة، يجب أن يكون المرشح مسجلاً في عدد كاف من الولايات، وحائزاً على 15 في المئة على الأقل من نوايا التصويت في أربعة استطلاعات وطنية منفصلة، خلال فترة تتراوح من 13 آذار (مارس) إلى 20 حزيران (يونيو).
وفي حال عدم حدوث مفاجآت كبيرة، يتوقع أن تستبعد هذه العتبة أي مرشح آخر غير جو بايدن ودونالد ترامب، بما في ذلك المستقل روبرت ف. كينيدي الذي عبّر عن غضبه على موقع "إكس".
وكتب كينيدي "هذان هما المرشحان الأقل شعبية في التاريخ. ومن خلال استبعادي، يحاول الرئيسان بايدن وترامب تجنب النقاش حول ثماني سنوات كارثية من العجز والحروب والإغلاق والأمراض المزمنة والتضخم".