أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الجمعة، أن الوزير أنتوني بلينكن سيزور مولدافيا الأسبوع المقبل، في بادرة غربية جديدة لدعم الجمهورية السوفياتية السابقة في خضم توتر متصاعد بينها وبين روسيا.
وسيجري وزير الخارجية الأميركي الأربعاء محادثات في مولدافيا خلال توجّهه للمشاركة في اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي سيعقد في براغ، تحضيراً لقمة ستعقد في واشنطن في تموز (يوليو) بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لإنشاء التكتل.
وآخر زيارة أجراها بلينكن إلى مولدافيا تعود للعام 2022، بعد أسابيع على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأثار الغزو مخاوف بشأن خطوات تالية لروسيا التي تنشر نحو 1500 عنصر في منطقة ترانسديسنتريا الانفصالية الموالية لها في مولدافيا.
ولم تدخل مولدافيا على خط النزاع المباشر، إلا أن التوترات تصاعدت بين الحكومة في كيشيناو والانفصاليين، كما أثار تقرّب البلاد من الغرب غضب روسيا.
في الأسبوع الحالي وقّع الاتحاد الأوروبي ومولدافيا اتفاقية شراكة دفاعية وأمنية لمساعدة هذه الدولة المرشحة للانضمام إلى التكتل على مواجهة التهديدات الروسية بشكل أفضل، لا سيما على الصعيد السيبراني.
وقال مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون أوروبا جيم أوبراين في تصريح لصحافيين إنَّ بلينكن سيشيد بـ"التقدّم الذي أحرزته مولدافيا في مسارها نحو التكامل الأوروبي"، وسيسلّط الضوء على "مخاطر التدخل الروسي في عملياتها الداخلية".
وأشار إلى أن الولايات المتحدة لا ترى ان ترانسديسنتريا تشكل تهديداً عسكرياً وشيكاً، لكنها قلقة إزاء "عمليات تأثير روسية جارية" يستهدف جزء منها الرئيسة المؤيدة لأوروبا مايا ساندو في سعيها للفوز بولاية جديدة.
وأشاد أوبراين بساندو، لا سيما "نجاحها في تحقيق نتائج أفصل لمولدافيا وتحقيقها مزيداً من التكامل مع أوروبا".
وقال: "من الواضح أن شعب مولدافيا ستكون لديه فرصة لاتخاذ قرار. نريدهم أن يقرروا في بيئة حرة ونزيهة بأقل قدر ممكن من التدخل أو المعلومات المضلّلة".
وتدرس الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إطلاق محادثات الانضمام الشهر المقبل، وهو ما ستعقبه مفاوضات تستمر سنوات سيُطلب فيها من مولدافيا إجراء إصلاحات اقتصادية وإدارية.
تأتي زيارة بلينكن بعد أن أقرّت جورجيا، وهي أيضاً جمهورية سوفياتية سابقة، وبعدما كانت قد سلكت مسار تقرّب من الغرب، تشريعاً مثيراً للجدل لمواجهة "التأثير الأجنبي"، مما أثار احتجاجات كبرى خصوصاً بسبب تخوّف جورجيين من عودة البلاد للدوران في فلك روسيا.
والخميس قال بلينكن إنَّ الولايات المتحدة ستفرض قيودا على التأشيرات وستجري مراجعة للعلاقات مع جورجيا، رداً على إقرار التشريع.