النهار

تشاؤم إسرائيلي بشأن اقتراح الهدنة الجديد... وبحث بدائل عن "حماس" لحكم غزة
المصدر: النهار العربي
أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي اليوم الأحد أن الولايات المتحدة تتوقع موافقة إسرائيل على اتفاق إنهاء الحرب في غزة إذا وافقت عليه حركة "حماس".
تشاؤم إسرائيلي بشأن اقتراح الهدنة الجديد... وبحث بدائل عن "حماس" لحكم غزة
فتاة فلسطينية في غزة (ا ف ب)
A+   A-
استهدفت الضربات الإسرائيلية المتواصلة مناطق عدّة في قطاع غزة الأحد، بما في ذلك مدينة رفح، غداة دعوة الوسطاء الدوليين إسرائيل وحركة "حماس" إلى "إبرام" اتفاق على وقف إطلاق النار، بعد ثمانية أشهر على اندلاع الحرب، بينما تتحدث تل أبيب عن بحثها في بدائل لـ"حماس" في حكم غزة.
 
وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي اليوم أن الولايات المتحدة تتوقع موافقة إسرائيل على اتفاق إنهاء الحرب في غزة إذا وافقت عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وأضاف كيربي في مقابلة على شبكة "إيه.بي.سي": "كان هذا اقتراحا إسرائيليا. نتوقع أنه إذا وافقت حماس على الاقتراح -كما نقل إليهم-... فإن إسرائيل ستقول نعم عليه".
 
ومع ذلك، قال مسؤول اسرائيلي لـ"سي بي إس نيوز" إن مجلس الحرب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وافقا على مقترح التبادل لكنهما ينتظران رد "حماس"، مضيفا أن "تصريحات نتنياهو تؤكد أنه لن يوافق على وقف دائم لإطلاق النار دون استيفاء الشروط... إسرائيل لن توافق على وقف دائم لإطلاق النار دون إعادة كل "الرهائن" وتدمير قدرات حماس".
 
ومساء اليوم، ذكرت القناة 13 العبرية أن تشاؤماً يسود في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حول إمكانية التوصل إلى صفقة، وأن الحديث يدور عن أن "حماس" لا تزال غير معنية بإتمامها، وأن النتيجة ستقود إلى نفس الطريق المسدود.

كما نقلت عن مسؤول إسرائيلي قوله إن "شروط الصفقة الآن أفضل مما سيكون عليه الحال بعد شهر".
 
من جهتها، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن "نتنياهو وعد شركاءه في الائتلاف بعدم وقف الحرب"، مشيرا إلى أن "فرص التوصل إلى اتفاق منخفضة جدا".

وكشفت هيئة البث أن "نتنياهو أخبر الائتلاف أن بايدن لم يعرض الشروط الحقيقية التي وافقت عليها إسرائيل".
 
وقالت إنه و"بأمر من الكابينت وخوفاً من التسريبات، لم يعرض الفريق المفاوض تفاصيل الاقتراح الإسرائيلي على وزراء الكابينت الموسع رغم طلب بعض الوزراء".  
 
وأضافت نقلا عن مصادر في كابينت الحرب أن "القرار اتخذه نتنياهو وكابينت الحرب خوفا من قيام وزراء الكابينت الموسع بتسريب التفاصيل، أو استخدام الاقتراح لأغراض سياسية والإضرار بفرص الصفقة". 
 
أما القناة 12 العبرية، فنقلت عن مسؤولين بمجلس الحرب خشيتهم من "تضرر مساعي التوصل لصفقة خلال انتظار رد حماس". 

 
"بدائل لحماس"...
من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت اليوم الأحد، إن إسرائيل لن تقبل استمرار حركة "حماس" في حكم قطاع غزة في أي مرحلة خلال عملية إنهاء الحرب، وإن إسرائيل تبحث في أمر بدائل للحركة.
وأضاف غالانت في بيان: "بينما ننفذ عملياتنا العسكرية المهمة، تعمل مؤسسة الدفاع في الوقت نفسه على دراسة جهة حاكمة بديلة لحماس".

وتابع قائلا: "سنعزل مناطق (في قطاع غزة) وسنبعد عناصر حماس من تلك المناطق وننشر قوات ستمكن من تشكيل حكومة بديلة.. بديل يهدد حماس".

ولم يذكر مزيدا من التفاصيل عن البدائل المحتملة.

وتدير حركة "حماس" قطاع غزة منذ 2007 بعد عام من فوزها بانتخابات برلمانية وإثر حرب أهلية لم تدم طويلا مع قوات أمن تابعة للسلطة الفلسطينية.

ومن المقرر أن يعقد مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي الذي يضم غالانت في عضويته اجتماعا في وقت لاحق من اليوم وفقا لما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية. وسيعقد الاجتماع بعد أن قدم الرئيس الأميركي جو بايدن اتفاقا إطاريا لإنهاء الحرب في غزة. ورحبت حركة "حماس" مبدئيا بالمبادرة لكنها لم تصرح بما يدل على أنها قد تتنحى أو تتخلى عن السلاح طوعا.

وقال غالانت في بيان من مقر القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي إن عملية الجيش مع إيجاد بدائل حكم محتملة ستسمح بإزاحة "حماس" عن السلطة وبإعادة الرهائن.

وتابع قائلا: "لن نقبل حكم حماس في غزة في أي مرحلة من أي عملية تهدف إلى إنهاء الحرب". 
 
ومساء السبت، دعت قطر والولايات المتحدة ومصر، وهي الدول الثلاث التي تقود جهود الوساطة بين طرفي الحرب، إسرائيل وحركة "حماس" إلى الموافقة على مقترح يؤسس لوقف دائم للنار.

ودعت الدول الثلاث في بيان مشترك "كلاً من حماس وإسرائيل لإبرام اتفاق يجسد المبادئ التي حددها الرئيس (الأميركي جو) بايدن... والتي تجمع مطالب جميع الأطراف".

وكان بايدن أعلن الجمعة خريطة طريق اقترحتها إسرائيل تهدف إلى تحقيق وقف دائم لإطلاق النار، على ثلاث مراحل ووفق شروط، مطالباً "حماس" بالقبول بها.

وأوضح الرئيس الأميركي أنّ المرحلة الأولى التي تستمرّ ستّة أسابيع تتضمّن "وقفاً كاملاً وتاماً لإطلاق النار، انسحاب القوّات الإسرائيليّة من كلّ المناطق المأهولة بالسكّان في غزّة، والإفراج عن عدد من الرهائن بمن فيهم النساء والمسنّون والجرحى، وفي المقابل إطلاق سراح مئات من المساجين الفلسطينيّين".

وبحسب بايدن، سيتمّ التفاوض على الخطوط العريضة للمرحلة الثانية خلال وقف إطلاق النار. وأشار إلى أنّه إذا نجحت المفاوضات قد يصبح وقف إطلاق النار "المؤقت... دائماً... في حال وفت حماس بالتزاماتها". وتتضمن هذه المرحلة انسحاب الجيش من غزة وإطلاق سراح الرهائن الأحياء المتبقين.

أما المرحلة الثالثة فتشمل إطلاق عملية إعادة إعمار القطاع وتسليم رفات من يتبقّى من الرهائن.

غير أنّ مكتب نتنياهو أكد السبت أنّ "شروط إسرائيل لوقف الحرب لم تتبدّل"، مشدّداً على ضرورة "القضاء على قدرات حماس العسكرية وقدرتها على الحكم، تحرير كل الرهائن وضمان أن غزة لم تعدّ تشكّل تهديداً لإسرائيل".

وفيما يواجه نتنياهو ضغوطاً داخلية لتأمين عودة الرهائن، هدّد وزيران من اليمين المتطرف هما إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش بالانسحاب من ائتلافه الحكومي إذا مضى قدماً في مقترح الهدنة الذي أعلنه بايدن.

في المقابل، حصل رئيس الوزراء على دعم زعيم المعارضة يائير لابيد والرئيس إسحق هرتسوغ الذي أكد أنه أبلغ نتنياهو "إنّني أقدّم له، وللحكومة، دعمي الكامل بهدف التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى طلاق سراح الرهائن... ويحفظ المصالح الأمنية للدولة".

وتظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب السبت للمطالبة بالمضي قدماً في المقترح الذي أعلنه بايدن، في ظل مخاوف من أن يتبرّأ نتنياهو منه.
 
من جهتها، أكدت "حماس" أنّها "تنظر بإيجابية" إلى المقترح. كما كرّرت مطالبها الأساسية بأن يضمن أي اتفاق وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، وهو ما ترفضه إسرائيل الى الآن.
 
 
معارك غزة مستمرة
ميدانيا، استهدفت الضربات الإسرائيلية المتواصلة مناطق عدّة في قطاع غزة اليوم، بما في ذلك مدينة رفح.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" اليوم مقتل 60 شخصا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ما يرفع إجمالي عدد القتلى الى 36439، غالبيتهم من المدنيين، منذ اندلاع الحرب في السابع من تشرين الأول (أكتوبر).

ورغم المناشدات الدولية، بدأ الجيش الإسرائيلي في أيار (مايو) شنّ هجوم بري في مدينة رفح بأقصى جنوب القطاع، والتي كانت قد أصبحت الملجأ الأخير لمئات الآلاف من النازحين في ظل المعارك والدمار في مختلف أنحاء غزة.

وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطنيين (أونروا) اليوم إنه "بسبب العمليات الإسرائيلية، اضطرت آلاف العائلات للفرار. جميع ملاجئ الأونروا الـ36 في رفح أصبحت فارغة الآن".

وقال أسامة الكحلوت من غرفة عمليات الطوارئ في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة: "تصلنا إشارات يومية ومستمرة من رفح ولكن الاستجابة للإصابات والشهداء صعبة جداً، فالوصول صعب للغاية نتيجة استمرار القصف الإسرائيلي بالإضافة لاستهداف الطواقم".

كما استهدفت مروحيات أباتشي وسط رفح، بينما طال القصف جنوب وغرب المدينة التي باتت محورا للحرب بين الدولة العبرية والحركة الفلسطينية.

وأفاد شهود عن رصد آليات عسكرية إسرائيلية في غرب رفح ووسطها، وسماع دوي انفجارات وأصوات معارك واشتباكات مع تحليق لطائرات مختلفة من سلاح الجو الإسرائيلي.

كذلك، استهدفت غارات جوية مدينة غزة شمالا حيث قُتل ثلاثة فلسطينيين، بينهم امرأة وطفل، في قصف دمّر منزلا في حيّ الدرج، وفق مسعفين.

وفي الوسط، استُهدفت مدينة دير البلح ومخيّما البريج والنصيرات بضربات إسرائيلية، وفقاً لشهود.

من جهته، أفاد الجيش عن عمليات "محدّدة الأهداف" في رفح ووسط غزة، وأنّه استهدف "30 هدفاً إرهابياً، بينها مخزن أسلحة وخلايا مسلّحة".


 
الاجتماع الثلاثي في القاهرة
الى ذلك، أكدت مصر اليوم على ضرورة الانسحاب الإسرائيلي من معبر رفح حتى يتم اسئناف تشغيله مرة أخرى.

وقال مصدر مصري رفيع المستوى إن الاجتماع الثلاثي بالقاهرة والذي ضم الوفد الأمني المصري ووفدي الولايات المتحدة وإسرائيل انتهى وتمسكت مصر بضرورة الانسحاب الإسرائيلي من معبر رفح.

 كما أكد أن الوفد الأمني المصري على مسؤولية إسرائيل الكاملة عن عدم دخول مواد الإغاثة والمساعدات الإنسانية لقطاع غزة.

ولفت إلى أن الوفد المصري تمسك بضرورة العمل الفوري لإدخال ما لا يقل عن 350 شاحنة مساعدات للقطاع يوميا تشمل المواد اللازمة كافة سواء غذائية أو طبية أو وقود.
 
 
الكلمات الدالة

الأكثر قراءة

سياسة 11/23/2024 7:37:00 AM
أعلن برنامج "مكافآت من أجل العدالة" عن مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار أميركي مقابل الإدلاء بمعلومات عن طلال حمية المعروف أيضاً باسم عصمت ميزاراني
سياسة 11/23/2024 9:48:00 AM
إسرائيل هاجمت فجر اليوم في بيروت مبنى كان يتواجد فيه رئيس قسم العمليات في "حزب الله"، محمد حيدر

اقرأ في النهار Premium