النهار

"عواقب وخيمة"... ضغط أميركي على إسرائيل لتجنّب حرب مع حزب الله
المصدر: أ ف ب
يُجري وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت حالياً زيارة إلى واشنطن يسعى خلالها إلى إعادة التأكيد على متانة العلاقات مع أكبر حليف لإسرائيل.
"عواقب وخيمة"... ضغط أميركي على إسرائيل لتجنّب حرب مع حزب الله
لويد أوستن مستقبلاً يوآف غالانت. (أ ف ب)
A+   A-
تمارس الولايات المتحدة ضغوطاً على إسرائيل لتجنّب حرب كبرى مع " حزب الله " اللبناني، إذ يحضّ مسؤولون أميركيون رفيعون على إيجاد حلّ دبلوماسي تجنّباً لإشعال أزمة جديدة في الشرق الأوسط.
 
وتتبادل القوّات الإسرائيلية و " حزب الله " المدعوم من إيران القصف بشكل شبه يومي، وقال الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي إنّه "وافق" على خطط عملياتية لهجوم في لبنان.

وتسعى واشنطن لخفض منسوب التوتّر، لكنّ جهودها التي تُبذل في خضمّ خلافات بين إدارتي الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد تفاقم التوتّرات بين الرجلين.
 
وقال خبير العلوم السياسية في مؤسسة راند للأبحاث رافائيل كوهين إنّ "هناك قلقاً متزايداً لدى إدارة بايدن من أنّ العنف المتبادل على طول الحدود الإسرائيلية-اللبنانية قد يتصاعد إلى حرب شاملة".
 
وأوضح أنّ "المخاطر كبيرة لسببين. الأول: ستكون حرباً إسرائيلة-لبنانية جديدة مدمّرة بشدّة لكلا الجانبين، والثاني: تنطوي الحرب بين إسرائيل وحزب الله على خطر أكبر قد يحوّلها إلى حرب إقليمية مقارنة بالحرب الدائرة في غزة إلى الآن".

وشدّد كوهين على أنّ حزب الله هو "جوهرة التاج في شبكة وكلاء إيران، لذا فإنّ إيران ستكون أكثر جاهزية للتدخّل".
 
ومنذ بدء التصعيد، قُتل 481 شخصاً في لبنان بينهم 94 مدنياً على الأقلّ و313 مقاتلاً من " حزب الله "، وفق تعداد لوكالة " فرانس برس " يستند إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية.

من جهّته، أعلن الجانب الإسرائيلي مقتل 15 عسكرياً و11 مدنياً بنيران مصدرها لبنان.
ّ
ويُجري وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت حالياً زيارة إلى واشنطن يسعى خلالها إلى إعادة التأكيد على متانة العلاقات مع أكبر حليف لإسرائيل.

ويستغلّ مسؤولون أميركيون هذه الزيارة للدفع باتّجاه حلّ دبلوماسي للتوتّرات المتصاعدة بين إسرائيل و "حزب الله ".

وخلال لقاء مع نظيره الإسرائيلي في البنتاغون، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إنّ "حرباً جديدة بين إسرائيل وحزب الله يمكن بسهولة أن تتحوّل إلى حرب إقليمية مع عواقب وخيمة على الشرق الأوسط"، مضيفاً أنّ "الدبلوماسية هي أفضل وسيلة لمنع مزيد من التصعيد".

وفي مستهلّ الاجتماع، أكّد غالانت "أنّنا نعمل معاً بشكل وثيق للتوصل إلى اتفاق، لكن علينا أيضًا مناقشة الاستعداد لكلّ السيناريوهات المحتملة".

"تجنّب مزيد من التصعيد"
والإثنين التقى غالانت طوال ساعتين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي وجّه رسالة مماثلة.

وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر في بيان إنّ بلينكن "شدّد على أهمية تجنّب مزيد من التصعيد للنزاع والتوصّل إلى حلّ دبلوماسي يتيح للعائلات الإسرائيلية واللبنانية العودة إلى منازلها".

والثلاثاء لفت ميلر في تصريح لصحافيين إلى "أنّنا نعتقد أنّ الحلّ الدبلوماسي ممكن، ونعتقد أنّ ذلك يصبّ في مصلحة كلّ الأطراف"، لافتاً إلى أنّ غالانت أكّد لبلينكن الإثنين أنّ "هذه هي النتيجة المفضّلة لإسرائيل".
 
وقال غالانت الإثنين إنّه يتعيّن على الولايات المتحدة وإسرائيل "حلّ الخلافات بيننا بسرعة وأن نتكاتف. هكذا نحقّق أهدافنا ونُضعف أعداءنا".
 
لكنّ الضغط الأميركي لخفض التوتّر مع " حزب الله " قد يؤجّج الخلافات بين إدارة بايدن والحكومة الإسرائيلية.

وقال كوهين "أعتقد أنّ السؤال المطروح ليس ما إذا كان هذا الأمر يفاقم التوتّر بين بايدن ونتنياهو، بل إلى أيّ مدى".
 
وأشار إلى أنّ نتنياهو وجّه انتقادات علنية إلى الولايات المتّحدة بحديثه عن تأخير في تسليم أسلحة، بينما تصرّ واشنطن على أنّ التأخير يقتصر على شحنة قنابل واحدة تمّ تعليقها، في حين تسود توتّرات على صلة بالوضع الإنساني في غزة وعدم وجود خطة بشأن " اليوم التالي " للحرب في القطاع.
 
وزار عدد من الدبلوماسيين الغربيين لبنان في الأشهر الأخيرة سعياً لخفض منسوب التوتّر عبر الحدود، وبينهم خصوصاً المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين الذي شدّد على أنّ انهاء النزاع بين " حزب الله " وإسرائيل دبلوماسياً وبسرعة هو أمر "ملحّ".

لكن وفقاً لكوهين فلا إسرائيل ولا " حزب الله " يريدان في نهاية المطاف نزاعاً شاملاً نظراً للعواقب المحتملة على كلا الجانبين.

غير أنّه قال "لكنّ أياً من الطرفين لا يريد التراجع".

اقرأ في النهار Premium