سيتواجه الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب فجر يوم الجمعة بتوقيت العالم العربي، في أول مناظرة من أصل مناظرتين رئاسيتين هذا العام، مما يتيح لكل منهما فرصة رفيعة المستوى لمحاولة تحقيق تقدم في سباق يتميز بهوامش استطلاعات الرأي الضيقة باستمرار.
تُعقد المناظرة، التي تديرها شبكة "سي إن إن"، في وقت مبكر غير معتاد من الدورة الانتخابية، وتتميز بمزيج غير اعتيادي بين رئيس ورئيس سابق يتعين على كل منهما الدفاع عن سجله في البيت الأبيض. كما أنهما سيتواجهان في ظروف فريدة من نوعها، حيث ستتمتع شبكة "سي إن إن بالقدرة" على كتم صوت ميكروفونات المرشحين عندما لا يتحدثان، ولن يكون هناك جمهور في الاستوديو.
وقد أسفرت المناظرات في الماضي عن لحظات مميزة ساعدت في تغيير مسار السباق الرئاسي، بينما فشلت مناظرت أخرى في إحداث تأثير. يأتي كل من بايدن وترامب إلى المناظرة بمخاوف واسعة النطاق حول لياقة كل منهما للمنصب وشخصيته.
فيما يلي خمسة أشياء يجب مراقبتها، بحسب موقع "آي بي سي نيوز".
هل سيكون هناك ضربة قاضية؟
عادةً ما تُنسى معظم أجزاء المناظرات بحلول الوقت الذي يتوجه فيه الناخبون الاميركيون إلى صناديق الاقتراع في تشرين الثاني (نوفمبر). لكن اللحظات البارزة لديها القدرة على الاختراق.
سوف تكون الأنظار شاخصة لمثل هذه اللحظات بشكل خاص في المناظرة، حيث أن المخاوف بشأن أهلية المرشحين للمنصب هي من العناصر الأساسية في السباق.
فبايدن، أكبر رؤساء البلاد سنًا على الإطلاق بعمر 81 عامًا، هو هدف لهجمات متواصلة بشأن قواه العقلية من ترامب وحلفائه.
وفي الوقت نفسه، ارتكب ترامب سلسلة من الهفوات في حملته الانتخابية، بما في ذلك الخلط بين أسماء الأشخاص أو نسيانها، على الرغم من أن استطلاعات الرأي تُظهر أن المخاوف بشأن لياقته العقلية للمنصب ليست بذات الانتشار الذي تحظى به المخاوف بشأن بايدن.
وقال الخبراء الاستراتيجيون إن أي هفوة سيئة قد تضر بفرص أي من الحملتين في الفوز في تشرين الثاني.
هل ستكون التركيز على الشخصية او على السياسة؟ قد تبادل كلا المرشحين الهجوم على بعضهما البعض على مستوى الشخصية والسياسة.
لقد وصف بايدن ترامب مرارًا وتكرارًا بأنه تهديد للديموقراطية، مستشهدًا بدوره في التحريض على الهجوم على مبنى الكابيتول الأميركي في 6 كانون الثاني (يناير) 2021، بالإضافة إلى تعهده بأن يكون "ديكتاتورًا" في أول يوم له في منصبه - وهو تعليق يقول حلفاء ترامب إنه صدر على سبيل المزاح. كما بدأ مؤخرًا بتسليط الضوء على إدانة ترامب مؤخرًا في 34 تهمة جنائية في نيويورك.
كما سعى أيضًا إلى انتقاد الرئيس السابق بشأن قضية الإجهاض، وهي قضية سياسية رئيسية محركة للديموقراطيين، والركود الاقتصادي في عهد كوفيد-19، والمساعدة في إفشال مشروع قانون الهجرة الذي قدمه الحزبان في الكونغرس في وقت سابق من هذا العام.
في غضون ذلك، ركز ترامب على عمر الرئيس وأطلق عليه لقب رئيس "عائلة بايدن الإجرامية"، مستشهداً بمزاعم فساد وإدانة نجل بايدن مؤخراً.
تحدث ترامب أيضًا عن إحباطات الناخبين بشأن التضخم والحدود.
أيًا كان التكتيك الذي سيتبعه المرشحان - التركيز على الشخصية أو السياسة - يمكن أن يشير إلى المكان الذي يعتقد كل منهما أن خصمه هو الأكثر ضعفًا.
من سينتهز فرصة الهجوم؟
الطبيعة الفريدة من نوعها لرئيس يتصادم مع سلفه تجعل من غير الواضح من سيكون قادرًا على انتهاز فرصة الهجوم.
تقليدياً خلال حملة إعادة الانتخابات الرئاسية، تتسم المناظرات عادةً بدفاع الرئيس عن سجله في البيت الأبيض، في حين أن المنافس يكون في موقع الهجوم بينما يدافع أيضاً عن سجله في مجلس الشيوخ أو قصر الحاكم.
ومع ذلك، سيكون لدى كلا المرشحين الآن سجلات في البيت الأبيض لدعمها، مما يجعل من غير الواضح ما إذا كان أي منهما سيتمكن من اتخاذ موقف هجومي، وما إذا كان سينتهي الأمر بأحدهما أو الآخر في نهاية المطاف إلى أن يصبح عالقاً في الخلف خلال 90 دقيقة من المواجهة.
هل سيكون لتوقيت المناظرة المبكر أي تأثيرات؟
تُعقد مناظرة يوم الخميس في وقت مبكر غير معتاد بالنسبة لانتخابات رئاسية عامة، وهو ما يجعل تأثيرات ذلك غير واضحة.
فمن ناحية، يتكهن الخبراء الاستراتيجيون بأن توقيت المناظرة له فرصة لتحديد نغمة السباق في أذهان الناخبين قبل أن يبدأوا في المتابعة الحقيقية.
ومع ذلك، ستجري المناظرة قبل أشهر من عيد العمال، وهو اليوم غير الرسمي الذي يسلط السياسيون الضوء عليه باعتباره أقرب يوم يبدأ فيه معظم الناخبين بالاهتمام بالسباق بشكل جدي.
وخمسة أشهر هي عمر سياسي طويل، مما يعني أن المناظرة يمكن أن تندثر من أذهان الناخبين بسبب دورات الأخبار المتغيرة باستمرار.
من سيساعد شكل المناظرة الجديد؟
يمثّل النظام الجديد للمناظرة - الذي وافقت عليه كلتا الحملتين - خروجًا كبيرًا عن المواجهات السابقة.
ستكون هذه المناظرة أكثر هدوءاً من الناحية النظرية، إذ هيمن عليها مؤخراً أسلوب الحديث المتقاطع ونداءات الجمهور. سيتم إيقاف تشغيل الميكروفونات عندما لا يجيب المرشحان على الأسئلة، ولن يكون هناك جمهور حاضر للهتاف أو السخرية.
الحكمة التقليدية بين النشطاء في كلا الحزبين هي أن القواعد الجديدة تصب في صالح بايدن من خلال حرمان ترامب من القدرة على الاستفادة من الجمهور أو تحويل الحدث إلى حوار غير مسموع.
وقال تشيب سالتسمان، وهو خبير استراتيجي عمل في حملة نائب الرئيس السابق مايك بنس الرئاسية المعلقة الآن: "ترامب هو الملك، بلا منازع، ملك الحديث المتبادل في المناظرة، بلا منازع ولا مهزوم. أعاد كتابة القواعد بشكل أساسي حول ذلك. لكنه أيضًا يحب أن يتغذى على الحشد. ولذلك، إذا استبعدتَ تغذيته من الحشد، فلن تعرف كيف سيكون رد فعله في حال عدم وجود ردود فعل فورية من الحشد".
ومع ذلك، قال الجمهوريون أيضًا إنهم يأملون في أن الحد من الحديث المتبادل قد يجعل ترامب يبدو أقل تنمرًا.