ذكرت شبكة " أن بي سي نيوز " اليوم الأحد أن الرئيس الأميركي جو بايدن سيناقش مستقبل حملته الانتخابية مع عائلته اليوم، بعد الأداء السيئ أمام منافسه الجمهوري دونالد ترامب في المناظرة الأولى التي جمعتهما الخميس.
بدوره، كشف موقع "أكسيوس" عن أن بايدن قد يتنحى عن المشاركة في الانتخابات الرئاسية إذا قرّرت دائرته المقرّبة ذلك.
ولفت الموقع إلى أن "السيناريو الوحيد الذي يتنحى فيه بايدن بعد فشل المناظرة هو أن تقرّر المجموعة الصغيرة من مؤيّديه الدائمين الذين ساعدوا في تعزيز مسيرته فجأة.. أن الوقت قد حان بالنسبة له للانسحاب".
وأضاف أن "قرارات الرئيس تتأثّر في المقام الأول بالسيدة الأولى جيل بايدن وشقيقته الصغرى فاليري بايدن، وكذلك الصديق والمستشار تيد كوفمان".
وأوضح أن دائرة "المقرّبين جدّاً تشكّلت على مدى عقود، وتلعب دوراً حاسماً في القرارات الرئيسية لرئيس البيت الأبيض".
هاريس البديل؟
وأردف الموقع أن حلفاء بايدن لا يرون فرصة كبيرة لفوز أي شخص آخر غير كامالا هاريس بالترشيح إذا تنحى بايدن. فهل سيرفض الحزب الديموقراطي الترشيح لأول امرأة وأول أميركية سوداء وأول أميركية من جنوب آسيا تُنتخب نائبة للرئيس؟ يعتقد هؤلاء الحلفاء سرّاً أن هاريس ستكافح من أجل جذب الناخبين المعتدلين والمتأرجحين، ومن شأنها أن تعزّز فرص ترامب.
يتلقّى أعضاء من الحزب الديموقراطي مكالمات ورسائل نصية من المشرّعين المذعورين الذين يخشون أن يؤدّي ضعف بايدن إلى خسارة مقاعد الحزب في مجلسي النواب والشيوخ في تشرين الثاني (نوفمبر).
وقال أحد المستشارين: "لم يعد الأمر يتعلّق بعائلة جو بايدن أو بمشاعره. هذا يتعلق ببلدنا. إنّها كارثة مطلقة يجب معالجتها".
من جانبه، قال ديموقراطي معروف كثيراً ما يتحدّث مع بايدن: "الولاء لا يعني الولاء الأعمى"، مضيفاً أن "المرشّحين لمجلس النواب ومجلس الشيوخ والحاكم والمجلس التشريعي للولاية لن يركبوا السفينة وهي في مكان سيئ".
وفق الموقع الأميركي، فإن "بعض أفراد عائلة بايدن يحفرون في استطلاعات الرأي الليلية بحثاً عن علامات تشير إلى أن الناخبين المتردّدين قد تحرّكوا في طريق بايدن بسبب تصريحات ترامب في المناظرة".
وقال مصدر مقرّب من العائلة: "إنّهم يعلمون أنّها كانت كارثة لكنّهم يعتقدون أن هناك بصيص من البقاء والأمل".
ولفت الموقع إلى أن "الدعم العلني للرؤساء السابقين والأعضاء الحاليين في الكونغرس لا يقول سوى القليل عن مستقبل بايدن، معظمهم يعرفونه جيّداً ولفترة طويلة لدرجة أنهم لا يستطيعون إذلاله علناً".
وختم: "إذا قرّر الرحيل، فسوف يتبع ذلك محادثات خاصة معهم، ثم قرار مع دائرته المقرّبة. فلم يمر سوى أقل من ثمانية أسابيع حتى يتم التصديق على بايدن كمرشح رسمي. هذه هي الساعة التي يجب مشاهدتها".
وحتى الآن، عرض كبار قادة الحزب الدعم العلني لبايدن، بما في ذلك في التغريدات التي نشرها الرئيسان السابقان باراك أوباما وبيل كلينتون. وقال مصدران مطّلعان على تلك المناقشات إن كبار الديموقراطيين في الكونغرس، بما في ذلك النائب حكيم جيفريز من نيويورك، وجيم كليبيرن من ساوث كارولينا، ونانسي بيلوسي من كاليفورنيا، أعربوا سرّاً عن مخاوفهم بشأن قدرته على البقاء، على الرغم من أنهم جميعاً يدعمون الرئيس علناً.
وقال أحد أعضاء مجلس النواب الديموقراطي الذي يعتقد أن بايدن يجب أن ينسحب من السباق لكنّه لم يدعو لذلك علناً لشبكة "أن بي سي" إن ثلاثة من زملائه عبّروا عن المشاعر نفسها له أثناء التصويت في قاعة مجلس النواب يوم الجمعة.
وفي الوقت نفسه، هناك تفاهم بين كبار الديموقراطيين على ضرورة منح بايدن مساحة لتحديد الخطوات التالية. ويعتقدون أن الرئيس وحده، بالتشاور مع عائلته، يمكنه أن يقرّر ما إذا كان سيمضي قدماً أو ينهي حملته مبكراً.
وقال أحد المصادر المطلعة على المناقشات: "صانعو القرار شخصان الرئيس وزوجته"، مضيفاً: "أي شخص لا يفهم مدى عمق هذا القرار الشخصي والعائلي ليس على دراية بالأمر."
من جهّتها ذكرت أنيتا دن، أحد أقرب مستشاري بايدن، في برنامج " The Weekend " على قناة " MSNBC "، يوم السبت، أن بايدن لم يناقش الانسحاب من السباق مع مساعديه وأن المحادثات الداخلية ركزت على المضي قدماً.
وقالت: "لقد أجرينا نقاشاً سيئاً". "ما التالي؟ كما تعلمون، يركّز الرئيس قبل كل شيء على ما سنفعله بعد ذلك؟ ماذا يجب أن أذهب وأفعل؟".
ضغط من المموّلين؟
في السياق، ذكرت صحيفة " نيويورك تايمز " أن مموّلي الحزب الديموقراطي يريدون استبدال بايدن كمرشح بـ"القوّة".
وونقلت الصحيفة عن مصادر: "المتبرّعون للحزب الديموقراطي يشعرون بالتوتّر باستمرار بعد المناظرة الرئاسية أعرب بعض أغنياء أميركا عن تعاطفهم مع أداء بايدن الضعيف في المناظرة وتساءلوا حول كيفية تغيير مسار السباق الانتخابي".
وبحسب الصحيفة، يأمل بعض الداعمين في أن ينسحب بايدن طواعية من الانتخابات.
ويقترح آخرون الاتّصال بالسيدة الأولى جيل بايدن لإقناع الرئيس بالانسحاب من سباق الانتخابات.