النهار

جيل بايدن رأس حربة الدفاع عن استمرار زوجها في سباق البيت الأبيض
المصدر: النهار العربي
كشفت المقابلات مع المانحين الحزبيين والمستشارين والناشطين منذ مناظرة يوم الخميس عن اعتقاد متزايد بأن بايدن لم يعد مناسباً لتحدي دونالد ترامب على الرئاسة، ويجب أن يفسح المجال لمرشح أصغر سناً.
جيل بايدن رأس حربة الدفاع عن استمرار زوجها في سباق البيت الأبيض
صورة مركبة.
A+   A-
 
يتحوّل ذعر الديموقراطيين من الأداء الكارثي لجو بايدن في المناظرة إلى غضب من عائلة الرئيس والدائرة المقربة من مستشاريه لإخفاء حالته ورفضهم خروجه من سباق البيت الأبيض.
 
وكشفت مقابلات مع مانحين حزبيين ومستشارين وناشطين منذ مناظرة يوم الخميس عن اعتقاد متزايد بأن بايدن لم يعد مناسباً لتحدي الرئيس السابق دونالد ترامب على الرئاسة، ويجب أن يفسح المجال لمرشح أصغر سناً.
 
وفي البداية، راهن هؤلاء على أن الشخص الوحيد الذي يمكن أن يؤثر على الرئيس للتنحي جانباً، هو زوجته جيل بايدن.    
ولكن ذلك الرهان سرعان ما سقط. وتحدثت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية عن سخط  في الحزب لأن السيدة الأولى وأخت الرئيس فاليري بايدن أوينز ومجموعة من المساعدين الذين يتمتعون بأكبر قدر من التأثير على الرئيس رفضوا الضغط من أجل انسحابه، مما ترك الحزب في أزمة بينما يحاول وقف محاولة اعادة انتخاب ترامب.
 
وقال ناشط ديموقراطي مخضرم: "يبدو أن هناك مستوى من الغضب لأن الدائرة الداخلية تخفي الأمور عنا جميعاً"، مشيراً إلى أن الكثيرين في الحزب كانوا منزعجين من أن فريق بايدن لم يكن أكثر شفافية بشأن وهن الرئيس.  
 
وأفاد الإعلامي الأميركي المحافظ تاكر كارلسون أن جيل بايدن تحاول ابقاء زوجها بعيداً من الأشخاص الذين يريدون اقناعه بالانسحاب من السباق، وأنها تنتقد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما في الكواليس. 
 
وقال: "جيل بايدن هي القوة الدافعة وراء حملة إعادة انتخاب زوجها، تمامًا كما كانت في عام 2020، عندما اعتبره أفراد آخرون من العائلة (بما في ذلك شقيقة بايدن فال) ضعيفاً ولا يمكنه الترشح".
 
وبات بعض الديموقراطيين يقولون علناً إنه إذا أراد بايدن إصلاح أي ضرر، فإنه بحاجة إلى التخلص من حماية مساعديه والسيدة الأولى لإثبات فطنته في المناسبات العامة مثل المؤتمرات الصحافية والاجتماعات العامة مع الناخبين.
 
 
 
 
 
 ولكن في الوقت الحالي، تثير جيل زوجة الرئيس منذ 47 عاماً وأقرب المقربين منه، غضباً واضحاً في الحزب.  وواجهت انتقادات خصوصاً بعد مسارعتها في تجمع انتخابي في مدينة راليغ بولاية كارولاينا الشمالية  للإمساك بالميكروفون وقولها بصوت عالٍ مخاطبة المشككين بقدرات زوجها الجسدية والذهنية: "جو، لقد قمت بعمل عظيم... لقد أجبت على كل الأسئلة... عمل رائع... لم ترمش ولو مرة واحدة".   
 
وقال العديد من الأشخاص إنهم يعتقدون أن السيدة الأولى أصبحت متعلقة بالبيت الأبيض وزخارفه. وشبهها أحد المستشارين الديموقراطيين بإديت ويلسون، السيدة الأولى التي تولت مسؤولية البيت الأبيض بعد إصابة الرئيس وودرو ويلسون بسكتة دماغية في عام 1919.
 
ويسود اعتقاد بين الديموقراطيين بأنه طالما أن السيدة الأولى تدعم مضي زوجها في السباق الرئاسي، فسيكون من الصعب على مساعديه القدامى - بمن في ذلك أنيتا دان، وبوب باور، ومايك دونيلون، ورون كلاين، وستيف ريكيتي - أن يعارضوا ذلك. 
وتحدث عضو بارز عن اقتتال داخلي واتهامات متبادلة، قائلاً: "إنهم يضرمون النار في بعضهم البعض... ربما لأن المشكلة الأساسية هي مشكلة لا يمكنهم حلها".
وواجهت صورة جيل بايدن كمعلمة متواضعة انتكاسة بعد نشر العدد الأخير من مجلة "فوغ" وظهرت فيه على الغلاف مرتدية ثوباً أبيض من رالف لورين وعبارة: "سنقرر مستقبلنا".
 
90 دقيقة لا تضيع 4 سنوات
 
وفي المقابلة مع المجلة، دافعت بايدن بشراسة عن الرئيس، قائلة إن العائلة "لن تدع 90 دقيقة (هي المدة التي استغرقتها المناظرة) تضيّع السنوات الأربع من رئاسة بايدن. سنواصل القتال"، مضيفة: "سنعمل دائماً من أجل الأفضل لبلادنا".   
 
وكتبت "فوغ" عن جيل بايدن أنها تزوجت عندما كانت في الـ18 ثم تطلقت. وشقت طريقها في الحياة، حتى تعرفت إلى جو بايدن، من دون أن تكون واثقة بأنها قادرة على القيام بأعباء زوجة سيناتور أميركي طموح، وبدور الأمّ لولدين كانا لا يزالان مفجوعين بالموت المفاجئ لوالدتهما وشقيقتهما. 
ومنذ تلك اللحظة واجهت تحديات متتالية ومنها لحظة وداع نجل الرئيس بو وهو ذاهب إلى الحرب عام 2008، حتى وفاته بعد ذلك بسبعة أعوام، وهي لا تزال صامدة.      
 
وتنقل عنها المجلة: "هل تعلمون، جو هو الذي يتحدث، أنا أكثر هدوءاً..."، وتضيف :"حبذا لو كان الناس يعرفون ما أنجزه جو- عبر قانون الإنعاش والبنى التحتية والشرائح الإلكترونية... إن الناس يعلمون أن جسراً يشيد في مدينتهم لكنهم لا يعرفون من الذي يشيده. ولا يعرفون من الذي ينقي الرصاص من مياههم. ولا يعرفون من حال دون مرور أنابيب النفط تحت حدائقهم. إنهم لا يعرفون". ويبدو أن ذلك يحيرها.   
 
وتتساءل: "من أين يأخذ الناس الأخبار في الوقت الحاضر؟ من التيك توك؟ والبعض من البودكاست؟".
وتذكّر بالظروف التي أحاطت بدخول بايدن إلى البيت الأبيض وسط وباء كوفيد "الذي أثر في كل نواحي حياتنا ولم نشهد مثيلاً له في الماضي، بينما الأميركيون يريدون معالجة كل شيء بسرعة. نعم إن ذلك يحصل، وانظروا إلى أين وصلنا اليوم. إن الأمور تتحسن. وسيستغرق بعض الوقت للوقوف مجدداً".

اقرأ في النهار Premium