النهار

بايدن والسباق الرئاسي... هل تُفعّل المادة 25 من الدستور؟
المصدر: النهار العربي
قدّم مشرّعان جمهوريان مشروع قرار بتفعيل المادة 25 بعد يوم واحد من المناظرة التي جرت في 27 حزيران (يونيو).
بايدن والسباق الرئاسي... هل تُفعّل المادة 25 من الدستور؟
جو بايدن. (أ ف ب)
A+   A-
ازدادت الأصوات الأميركية التي تنادي بتفعيل التعديل 25 في الدستور الأميركي، وبتنحية الرئيس الأميركي جو بايدن الرافض للخروج من السباق الرئاسي حتّى الآن وإعطاء فرصة لنائبته كامالا هاريس أو مرشّح ديموقراطي آخر لمنافسة الرئيس السابق دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
 
ماذا في تفاصيل المادة؟
يسمح التعديل 25 من الدستور الأميركي بإجبار بايدن على التنحي إذا قرّرت أغلبية من وزرائه بأنه غير قادر على مزاولة عملِه بسبب مشاكل إدراكية.

وينص الدستور على أن نائب الرئيس يتولّى مهام الرئاسة في حال موتِه أو استقالته أو الإقرارِ بتدهور صحته العَقلية. وقد دعا رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون إلى تفعيل المادة.
 
وقدّم مشرّعان جمهوريان مشروع قرار بتفعيل المادة 25 بعد يوم واحد من المناظرة التي جرت في 27 حزيران (يونيو)، مستندين إلى أداء الرئيس غير المفهوم وتلعثُمه وعدم تركيزه.
 
لم ينضم ترامب إلى هذه الأصوات، إذ تردّد أنّه يُفضّل جو بايدن مرشّحاً للديموقراطيين لسهولة هزيمتِه في الانتخابات، ونصح منافسه بتجاهل دعوات الانسحاب من السباق.
 
 
وينص الدستور على أن نائب الرئيس و15 وزيراً في إدارته يمكن أن يرفَعوا مذكّرة إلى رئيسي مجلسي النواب والشيوخ ويطالبون بازالة الرئيس من الحكم. لكن يمكن للرئيس أيضاً استخدام الفيتو. 

وعليه يتوجّب على المشرّعين الاستجابة خلال 4 أيام للاستمرار في العزل، وعلى الكونغرس الإقرار خلال 48 ساعة. 
 
يحتاج القرار إلى أغلبية ثلثَي المجلسين ليُصبح نافذاً وهو أمر غير متوقّع.
 
إلغاء اجتماع... ومخاوف
في السياق، ذكر موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي أن الديموقراطيين في مجلس الشيوخ لن يجتمعوا الإثنين لمناقشة دعمهم لبايدن لمواصلة محاولة إعادة انتخابه، على الرغم من الجهود التي بذلها السيناتور الديموقراطي مارك وارنر لتنظيم مثل هذا الاجتماع.

وكان ينظر إلى اجتماع وارنر على أنه لحظة فاصلة محتملة للديموقراطيين في مجلس الشيوخ، الذين ظلوا صامتين إلى حد كبير بشأن مستقبل بايدن وسط دعوات له بالتنحي.

وكان السيناتور مارك وارنر (ديموقراطي من ولاية فرجينيا) يتواصل الأسبوع الماضي مع أعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيين بشأن الاجتماع لمناقشة مسار بايدن إلى الأمام، لكن هذا الاجتماع لم يكن مقرّراً أبداً، حسبما قال شخص مقرّب من وارنر لـ"أكسيوس".  

ولفت المصدر إلى أن تفاصيل الاجتماع المقترح التي تسرّبت جعلت من المستحيل إجراء محادثة خاصة، في ما سيجتمع الديموقراطيون بمجلس الشيوخ ككل، الثلاثاء، في اجتماع حزبي مقرّر بانتظام.

وأوضح المصدر أن أعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيين يجرون محادثات مستمرّة بشأن ما إذا كان يجب أن يظل بايدن مرشّحاً للحزب.

وفي حين أن بعض المشرعين مثل السيناتور بيرني ساندرز وقفوا وراء الرئيس، التزم العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيين الصمت. 

وأعلن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر علناً وقوفه وراء بايدن، لكنّه كان يقول لحلفائه السياسيين إن إجراء مناظرة مبكرة في تموز (يوليو) سيمنح الحزب مرونة للمضي قدماً بما في ذلك البحث عن مرّشح جديد. 

في السياق، أشار 4 من قادة اللجان الديموقراطية في مجلس النواب عن رغبتهم في إنهاء بايدن لترشّحه، خلال مكالمة مع زعيم الأقلية الديمقراطية حكيم جيفريز، حسبما نقل موقع "أكسيوس" عن 3 من كبار الديموقراطيين.
 
وقال أحد كبار المشرعين الديموقراطيين، الذي تحدّث مثل الآخرين إلى "أكسيوس" بشرط عدم الكشف عن هويته: "الناس مستاؤون ويعتقدون أنه (بايدن) يجب أن يتنحى".

وذكر العديد من الديموقراطيين الذين يقودون لجان مجلس النواب في مكالمة بقيادة جيفريز أن بايدن عليه الانسحاب، حسبما أفاد أحد كبار الديموقراطيين في مجلس النواب للموقع الأميركي.
 
 
وأوضح عضو ديمقراطي بارز أن هؤلاء الديموقراطين هم النواب جيري نادلر (ديموقراطي من نيويورك) ، وجو موريل (ديموقراطي من نيويورك) ، وآدم سميث (ديموقراطي من واشنطن) ومارك تاكانو (ديموقراطي من كاليفورنيا)، وهم أعضاء بارزون في لجان القضاء وإدارة مجلس النواب والخدمات المسلّحة وشؤون المحاربين القدامى على التوالي.
 
وقال أحد المشرّعين الذين تحدّثوا عن مجريات المكالمة لـ"أكسيوس" إن هؤلاء الأربعة كانوا "من بين آخرين كثيرين" أثاروا مخاوف بشأن بايدن، مقّدراً أن "نصفهم على الأقل" أعربوا عن مخاوفهم.

ونقل الموقع عن أحد المشرّعين المشاركين في المكالمة قوله إن "معظم القلق المطروح كان موجهاً نحو الزملاء في الدوائر الانتخابية المتأرجحة والمقاعد الأكثر عرضة للخطر".

وأضافوا: "كان الأمر يتعلّق بكيفية الفوز بالرئاسة ومجلس الشيوخ ومجلس النواب (...) هناك الكثير من القلق بأننا إذا واصلنا في هذا الاتجاه، فقد نواجه مشاكل في استعادة الأغلبية".


وذكرت إحدى هؤلاء المشرعين، العضو البارز في لجنة الأخلاقيات سوزان وايلد، في بيان، أنّها أعربت خلال المكالمة "عن المخاوف نفسها التي يتصارع معها الأميركيون في جميع أنحاء البلاد، بشأن قابلية انتخاب الرئيس بايدن على رأس تذكرة (الحزب الديموقراطي)".

وأشار "أكسيوس" إلى أن العديد من الديمقراطيين الممثلين للمناطق المتأرجحة في مجلس النواب عبّروا، في أعقاب أداء بايدن السيء خلال المناظرة مع ترمب، أنهم قلقون بشأن تأثير الرئيس في الانتخابات القادمة.
 

اقرأ في النهار Premium