أكّد الرئيس الأميركي جو بايدن الذي يتعرّض لضغوط من أجل دفعه إلى الانسحاب من السباق الرئاسي، الخميس أنّه يعتبر نفسه المرشّح "الأكثر كفاءة" لمواجهة دونالد ترامب في تشرين الثاني (نوفمبر).
وقال بايدن في مؤتمر صحافي بعد قمّة حلف شمال الأطلسي "أعتقد أنّني الشخص الأكثر كفاءة للترشّح للرئاسة. لقد هزمتهُ مرّةً وسأهزمه مجدّداً. أنا لا أفعل ذلك من أجل (الحفاظ) على إرثي. أنا أفعل ذلك لإنهاء العمل الذي بدأتُه".
وشدّد على "أهمّية تهدئة المخاوف" المتعلّقة بترشّحه للرئاسة، وذلك في وقت يحتدم الجدل بشأن حالته الصحّية، وقال: "أنا مصمّم على أن أكون مرشّحاً، لكنّني أعتقد أنّ من المهمّ تهدئة المخاوف".
ولفت إلى أنّ كلّ الفحوص العصبيّة التي خضع لها أظهرت أنّه "بخير".
وأضاف "خضعتُ لثلاثة فحوص عصبيّة مكثّفة ومتواصلة" أجراها طبيب أعصاب، كان آخرها "في شباط (فبراير)" وتُظهر "أنّني في حالة جيّدة".
وتابع: "أنا بخير. قُدراتي العصبيّة يجري اختبارها يومياً" من خلال "القرارات التي أتّخذها كلّ يوم".
في السياق، أكّد الرئيس الأميركي أنّه سيبقى مستعداً للتعامل مع الرئيسَين الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جينبينغ حتّى خلال فترة ولاية ثانية.
وقال بايدن للصحافيّين في البيت الأبيض "أنا مستعدّ للتعامل معهما الآن وبعد ثلاث سنوات من الآن... لا يوجد أيّ زعيم عالمي لستُ مستعداً للتعامل معه".
هفوة جديدة...
وارتكب بايدن هفوة جديدة عندما قدَّم نائبته كامالا هاريس باسم "ترامب". وردّاً على سؤال عما إذا كان بإمكان هاريس التغلّب على دونالد ترامب إذا قرّر الرئيس الديموقراطي عدم الترشّح مجدّداً، قال بايدن "لم أكن لأختار نائبة الرئيس ترامب لتكون نائبة للرئيس إذا لم أكن أعتقد منذ البداية أنّها مؤهلة لتكون رئيسة (...) لهذا السبب اخترتُها".
عن حرب غزة
في مؤتمره، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس أن إدارته تحرز "تقدّماً" نحو التوصّل إلى اتّفاق لوقف إطلاق النار في غزة، بعد تسعة أشهر على النزاع الذي اندلع إثر هجوم حركة " حماس " غير المسبوق على إسرائيل.
وقال بايدن خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض عقب قمة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) "الولايات المتحدة تعمل منذ أشهر للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وإعادة الأسرى إلى ديارهم وتمهيد الطريق للسلام والاستقرار في الشرق الأوسط".
وأضاف "هذه قضايا صعبة ومعقّدة. لا تزال هناك ثغرات يجب سدها. نحن نحرز تقدّماً. الاتجاه إيجابي، وأنا مصمم على إنجاز هذا الاتّفاق ووضع حد لهذه الحرب التي يجب أن تنتهي الآن وألا يكون هناك احتلال إسرائيلي للقطاع بعدها".
وتابع بايدن "هناك كثير من الأمور التي كنت أتمنى لو كنت قادراً على إقناع الإسرائيليين بفعلها، لكن خلاصة القول هي أن لدينا فرصة الآن. حان وقت إنهاء هذه الحرب".
واستذكر بايدن (81 عاماً) اجتماعه قبل نصف قرن عندما كان سيناتورا شابا، مع رئيسة الوزراء الإسرائيلية غولدا مائير، مقرّاً بأن الزمن قد تغيّر. وقال بايدن عن حكومة نتنياهو "لقد ضغطنا عليها بقوّة، وكانت إسرائيل في بعض الأحيان أقل من متعاونة".
وأضاف "إن حكومة الحرب هذه هي واحدة من أكثر حكومات الحرب تشدّداً في تاريخ إسرائيل، ولا يوجد حل نهائي سوى حل الدولتين هنا".
وأشار الديموقراطي إلى أن بلاده، الداعم العسكري الرئيسي لإسرائيل، لن ترسل قنابل تزن 2000 رطل (907 كيلوغرامات) إلى الإسرائيليين. وقال "لن أزوّدهم قنابل تزن 2000 رطل. لا يمكن استخدامها في غزة أو أي منطقة أخرى مأهولة بدون التسبّب في مأساة إنسانية وأضرار".
وكان مسؤول أميركي ذكر في وقت سابق الخميس أن بلاده ستمضي قدماً في إرسال قنابل تزن 500 رطل (226 كلغ) لإسرائيل بعدما عُلّقت في أيار (مايو) بسبب مخاوف واشنطن من هجوم على رفح جنوبي قطاع غزة.
وأقرّ بايدن الخميس بأنّه "يشعر بخيبة أمل" لأن الميناء العائم الذي بنته الولايات المتحدة قبالة سواحل غزة لإيصال المساعدات إلى القطاع الفلسطيني والذي عانى مشكلات متكرّرة، لم ينجز مهمّته. وقال "كنت آمل بأن يكون أكثر نجاحاً".
وأعلن مسؤولون أميركيون الخميس أنّ الولايات المتّحدة ستزيل قريباً الميناء العائم قبالة سواحل غزة.
وهذا الرصيف البحري العائم الذي بلغت كلفته 230 مليون دولار تمّ تركيبه أول مرّة في منتصف أيار قبل تفكيكه مرة تلو أخرى بسبب سوء الأحوال الجوية.
ولم تنحصر المشاكل التي واجهها هذا المشروع في البحر بل تعدّته إلى البرّ حيث حالت ظروف عدّة دون نجاحه في إيصال المساعدات إلى محتاجيها.
الناتو...
إلى ذلك، أفاد الرئيس الأميركي بأنّ حلفاء الولايات المتحدة أخبروه في قمّة حلف شمال الأطلسي (ناتو) بأنّ ولاية رئاسيّة جديدة لدونالد ترامب ستكون "كارثة".
وقال بايدن للصحافيين "لم أسمع أيّاً من حلفائي الأوروبيين يأتون إلى هنا ويقولون جو، لا تترشّح. ما أسمعهم يقولونه هو عليكَ أن تفوز. لا يُمكنكَ السماح لهذا الرجل بالتقدُّم. سيكون كارثة".
ورأى أن الولايات المتحدة "لا يمكنها الانسحاب" من دورها الريادي في العالم.
وتابع: "سَلَفي أوضح أنّه ليس ملتزماً تجاه حلف الناتو"، وذلك في هجوم مباشر شنّه ضدّ ترامب.