يدعو عدد متزايد من الأعضاء الديموقراطيين في الكونغرس الرئيس الأميركي جو بايدن لإنهاء مسعاه لإعادة انتخابه بعد الأداء السيئ في المناظرة التي جرت بين الرئيس البالغ من العمر 81 عاماً ومنافسه الجمهوري دونالد ترامب.
وكشفت 4 مصادر ديموقراطية مطّلعة لشبكة "سي بي إس نيوز" عن أنّهم يتوقّعون أن يصدر العشرات من المشرّعين الديموقراطيين خلال الـ48 ساعة المقبلة بيانات تطالب الرئيس جو بايدن بالانسحاب من السباق الرئاسي.
وذكرت المصادر أن هناك تخطيطاً منسّقاً، وبعض البيانات مكتوبة مسبقاً، بحسب مصدرين.
وقالت مصادر عدّة للشبكة الأميركية إن القيادة الديموقراطية في مجلس النواب أبلغت الأعضاء بأنّه يجب عليهم التعبير عن آرائهم.
وتوقّع أحد المصادر المطّلعة أن الأيام الثلاثة أو الأربعة المقبلة ستكون "قاسية"، وأنه قد يصبح من غير الممكن أن يستمر الرئيس في السباق بحلول وقت ما من الأسبوع المقبل.
ومن غير المتوقّع أن يتحدّث قادة الكونغرس علناً عن أنفسهم أو يحاولوا استبدال بايدن بشكل قسري، بهدف تجنّب صدام علني مع الرئيس وكذلك احتراماً له.
ولكن هناك أيضاً اعتراف، كما أفاد مصدران، بأن الدعوات العامة من القيادة لانسحابه ستؤدي إلى معارضة عنيدة من الرئيس نفسه.
وليس من الواضح أي عدد من الانشقاقات عن الديموقراطيين سيغيّر رأي بايدن.
وأشار أحد المصادر إلى أن أحد الأشياء القليلة التي يمكن أن تخترق فريق بايدن وتقنع الرئيس بإعادة النظر في ترشّحه هي الحجة القائلة بأن "إرثه قد يتشوّه بعرقلة الحزب الديموقراطي وآفاقه الانتخابية".
وذكرت مصادر متعدّدة إلى أن الشخصين الوحيدين القادرين على إيصال هذه الرسالة إليه بشكل فعّال هما أخته فاليري وزوجته السيدة الأولى جيل بايدن.
البديل؟...
في السياق، توقّع اثنان من المصادر أنّه في حالة تنحي بايدن جانباً، فإن نائبة الرئيس كامالا هاريس ستنتقل في النهاية إلى أعلى القائمة وتحصل على دعم صندوق الحزب والبالغ 240 مليون دولار.
ومن شأن قواعد اللجنة الوطنية الديموقراطية أن تجعل من هذا السيناريو أسهل عملية انتقال.
أبرز المواقف
وعبّر العديد من المشرّعين عن عدم ارتياحهم لاستمرار ترشيح بايدن بينما أبدى آخرون تأييدهم لخطط الرئيس الحالي. وفي ما يلي تصريحات من بعض المشرّعين الذين دعوا علناً وبشكل مباشر إلى عدم ترشّح بايدن مرّة أخرى.
السناتور بيتر ويلش
كتب عضو مجلس الشيوخ من فيرمونت في مقال رأي بصحيفة " واشنطن بوست": "من أجل مصلحة البلاد، أدعو الرئيس بايدن إلى الانسحاب من السباق". وكان ويلش أول سناتور ديموقراطي أميركي يدعو بايدن إلى التراجع عن مسعى إعادة انتخابه في انتخابات الرئاسة.
النائب براد شنايدر
قال شنايدر من إلينوي في بيان "لقد حان الوقت، مع ذلك، لكي يسلم الرئيس بايدن الشعلة بشجاعة إلى جيل جديد من القادة ليقودونا إلى المستقبل الذي أعطانا القدرة على السعي للوصول إليه".
النائبة هيلاري شولتن
قالت شولتن من ميشيغان عبر وسائل التواصل الاجتماعي "من أجل مصلحة ديموقراطيتنا، أعتقد أنه حان الوقت لكي يتنحى عن السباق الرئاسي ويسمح لزعيم جديد بالصعود... من الضروري أن يكون لدينا أقوى مرشّح ممكن على رأس القائمة، ليس ليفوز فحسب، ولكن ليحكم (أيضاً)".
النائب بات رايان
قال رايان، الذي قلب نتيجة دائرة نيويورك التي كان يسيطر عليها الجمهوريون في عام 2019، في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي "جو بايدن وطني لكنه لم يعد المرشّح الأفضل لهزيمة ترامب... من أجل مصلحة بلدنا، أطلب من جو بايدن التنحي للوفاء بوعده بأن يكون جسراً لجيل جديد من القادة".
النائبة ميكي شيريل
قالت شيريل من نيوجيرزي في بيان "لأنّني أعلم أن الرئيس بايدن يهتم بشدّة بمستقبل بلدنا، فأنا أطلب منه أن يعلن عدم ترشّحه لإعادة انتخابه وأنّه سيساعد في قيادتنا خلال عملية (انتقال) إلى مرشّح جديد".
النائب آدم سميث
قال سميث في بيان "يجب على الرئيس بايدن إنهاء ترشّحه لولاية ثانية وإطلاق الحرية لمندوبيه لدى المؤتمر الوطني الديموقراطي لتمكين الحزب من ترشيح مرشّح جديد للرئاسة... كان أداء الرئيس في المناظرة مثيراً للقلق، وقد أوضح الشعب الأميركي أنّه لم يعد يراه مرشّحاً موثوقاً به ليخدم أربع سنوات أخرى كرئيس. منذ المناظرة، لم يعالج الرئيس هذه المخاوف بجدية. هذا غير مقبول. المخاطر كبيرة جدّاً".
النائب لويد دوغيت
كان دوغيت أول نائب ديموقراطي في الكونغرس يدعو بايدن إلى الانسحاب. ودوغيت عضو في مجلس النواب عن دائرة مضمونة للديموقراطيين في ولاية تكساس.
وذكر دوجيت في بيان "يواصل الرئيس بايدن التأخّر إلى حد كبير... وفي أغلب استطلاعات الرأي يحل ثانياً بعد دونالد ترامب".
وأضاف "كنت آمل أن تقدّم المناظرة بعض الزخم لتغيير ذلك، إلا أنّها لم تفعل".
النائب راؤول غريجالفا
قال غريجالفا لصحيفة " نيويورك تايمز " إن الأوان قد حان لينهي بايدن حملته، قائلاً "إذا كان هو المرشّح، فسأدعمه، لكنّني أعتقد أن هذه فرصة للنظر إلى مكان آخر". ولم يرد ممثلوه على طلبات للتعليق.
وغريجالفا ليبرالي يمثّل دائرة في جنوب ولاية أريزونا متاخمة للمكسيك.
النائب سيث مولتون
أشاد مولتون، وهو ديموقراطي من ولاية ماساتشوستس، بخدمة بايدن للبلاد، لكنّه قال لبرنامج تبثّه إذاعة محلية إن الرئيس يجب أن يحذو "حذو جورج واشنطن وينسحب ليفسح المجال لظهور قادة جدد والترشّح أمام ترامب".
النائب مايك كويغلي
قال كويغلي، وهو نائب معتدل من ولاية إيلينوي، إن بايدن لا بد أن ينسحب و"يترك شخصاً آخر يفعل هذا" أو يخاطر "بكارثة كبيرة".
النائبة آنجي كريغ
كانت كريج أول نائبة من دائرة تشتد المنافسة عليها تدعو بايدن إلى الانسحاب. ويُعد الفوز من جديد بدائرة كريغ أولوية قصوى للجمهورين في تشرين الثاني (نوفمبر).
وقالت: "نظراً لما رأيت وسمعت من الرئيس خلال المناظرة، بالإضافة إلى عدم صدور رد قوي عن الرئيس نفسه عقب تلك المناظرة، لا أعتقد أن الرئيس يمكنه في الواقع الترشّح والفوز أمام دونالد ترامب".
النائب إيرل بلومينور
قال بلومينور "السؤال المطروح أمام البلاد هو ما إذا كان الرئيس يجب أن يواصل ترشّحه لإعادة انتخابه. لا يتعلّق هذا بتمديد رئاسته فحسب، إنّما بحماية الديموقراطية".
وأضاف "ومع كون هذا القرار قرار الرئيس والسيدة الأولى، آمل أن يتوصّلا إلى الاستنتاج الذي توصّلت إليه أنا وآخرون، وهو أن الرئيس بايدن يجب ألا يكون المرشّح الرئاسي عن الحزب الديموقراطي".