حذّرت رئيسة تحرير موقع "ڨوكس" سواتي شارما من أنّ الولايات المتحدة ربّما تقترب من مستقبل أكثر قتامة بعد محاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترامب.
ورأت أنّ القاتل اقترب بشكل رهيب من النجاح. "يجب أن نكون جميعنا مرعوبين مما سيأتي".
حصار
لقد أصبحت السياسة الأميركية مؤخّراً محاصرة في حالة من الاستقرار وعدم الاستقرار المتزامنين. فهي مستقرة بمعنى أنّ هناك انقسامات حزبيّة محدّدة بوضوح ولا تتزعزع على ما يبدو. إنّها غير مستقرة، بمعنى أنّ هذه الانقسامات أصبحت عميقة ومريرة إلى حدّ أنّها تهدّد الإيمان الأساسيّ بالتعايش السياسيّ الذي تحتاجه أي ديمقراطية للبقاء.
قبل عامين، سألت الكاتبة بعضاً من أبرز خبراء العالم في مجال انهيار الديمقراطية حول ما قد يأتي بعد ذلك: "كيف قد تنتهي أزمة الديمقراطيّة الأميركيّة الظاهريّة؟"
"سنوات الرّصاص"
حذّر كثر من تصاعد العنف السياسي. كلّما زاد خوف وكراهية الناس لمعارضيهم السياسيين زاد احتمال خروجهم عن القانون لمحاولة إيقافهم. وعندما يتعرّض أحد الجانبين لهجوم، يصبح الطرف الآخر أكثر عرضة للرد بالمثل. إنّ الخوف المطلق يتلخّص في دورة من العنف أشبه بـ "سنوات الرّصاص" في إيطاليا: هي فترة امتدت لنحو 15 عاماً بدأت سنة 1969، وقد ارتكبت خلالها ميليشيات اليسار واليمين المتطرّفَين موجة من التفجيرات والاغتيالات.
America is not ready for what comes next https://t.co/NkOqnqlDRh
— Vox (@voxdotcom) July 14, 2024
في ذلك الوقت، كتبت شارما أنّ "نقطة الاشتعال الأكثر احتمالاً" للتصعيد العنيف هي "انتخابات رئاسيّة".
يميل العنف السياسيّ إلى أن يكون عاطفيّاً، ويرتكبه أشخاص غاضبون ليست لديهم القدرة على التحكم بالنزعات. "في هذا البلد، لم تكن مشاعرنا السياسيّة قطّ أعلى مما هي خلال سباق رئاسيّ - بخاصة عندما يعتقد الطرفان أنّ مصير الجمهورية يعتمد على النتيجة".
ما هو واضح
ليس معروفاً حتى الآن ما إذا كانت دوافع مطلق النار مظالم سياسية. "ربما نكون أمام سيناريو أشبه بإطلاق جون هينكلي النار على رونالد ريغان، وهو محاولة اغتيال مدفوعة بمسعى واهم إكلينيكيّاً لجذب انتباه الممثلة جودي فوستر".
لكن يمكن القول إنه كان من الواضح أنّ خطر حدوث شيء كهذا سيرتفع خلال الانتخابات. وكذلك الأمر بالنسبة إلى خطر العواقب الخطيرة التي لا يمكن التنبؤ بها، والتي قد تصل إلى المزيد من العنف.
احتمالات العنف أعلى
الواقع أنّ الظروف التي تجعل العنف السياسي أكثر احتمالاً في أميركا اليوم هي نفسها التي تجعل النظام السياسيّ الأميركيّ غير مجهّز للتعامل مع عواقبه. فالاستقطاب الشديد يجعل التعاون صعباً والشكّ أمراً طبيعيّاً. ويلقي بعض الأعضاء الجمهوريين في الكونغرس اللوم على الديموقراطيّين في محاولة اغتيال ترامب. عبارة "الوظيفة الداخليّة" رائجة حالياً على تويتر.
ليس الأمر وكأنّ قيادة أيّ من الطرفين جديرة بالثقة بشكل خاص في هذه اللحظة بالذات. من الواضح أنّ الرئيس جو بايدن تراجع مع التقدّم في السنّ وهو يكافح من أجل الحفاظ على دوره كمرشح. لقد أصبح ترامب ضحية الآن، لكنه لا يزال نفس الرجل الذي كان عليه قبل حدوث ذلك. بايدن زعيم ثابت ولكنه في وضع ضعيف للتعامل مع أزمة. ترامب رجل ديماغوجيّ من المرجّح أن يثير التوترات بدلاً من تخفيفها.
دولة غير عاديّة
الولايات المتحدة دولة غير عاديّة: أغنى وأقوى دولة في تاريخ البشريّة. لكنّها ممزّقة بما قد يكون أعظم الانقسامات الداخليّة منذ الحرب الأهليّة. ويجب أن تؤكّد خطورة هذه المقارنة بالتحديد المخاطر وعدم اليقين.
وختمت شارما كاتبة: "لقد دفعت رصاصة مسلّح للتوّ البلاد نحو الهاوية بسرعة كبيرة. السؤال الوحيد الآن هو إلى أي مدى سنسقط".