النهار

ترامب سيّد الإعلام الحديث... يصنع صورة للتاريخ
المصدر: النهار العربي
بعد ثوان من إطلاق النار عليه، كان دونالد ترامب يقف على قدميه مجدداً. كان قميصه الأبيض مفكوكاً، وقبعته الحمراء سقطت عن رأسه، ووجهه ملطخاً بالدماء. وبينما كان رجال يحملون بنادق يفتشون المنصة، وآخرون من الخدمة السرية يطوقون جسده، هتف أحدهم: "علينا أن نتحرك، علينا أن نتحرك".
ترامب سيّد الإعلام الحديث... يصنع صورة للتاريخ
الرئيس السابق دونالد ترامب بعد محاولة اغتياله.
A+   A-
 
بعد ثوان من إطلاق النار عليه، كان دونالد ترامب يقف على قدميه مجدداً. كان قميصه الأبيض مفكوكاً، وقبعته الحمراء سقطت عن رأسه، ووجهه ملطخاً بالدماء. وبينما كان رجال يحملون بنادق يفتشون المنصة، وآخرون من الخدمة السرية يطوقون جسده، هتف أحدهم: "علينا أن نتحرك، علينا أن نتحرك".
 
بصوت متهدج، رد الرئيس السابق: "انتظروا، انتظروا، انتظروا، انتظروا"، فتوقفوا. عندما نظر الى الحشد ومدّ ذراعه نحو السماء، وبدأ يلكم، هتف الحشد: "يو أس إي (الولايات المتحدة)، يوس أس إي"، فيما كان رجال الأمن يقتادون ترامب نحو الدرج. وعندما وصلوا إلى الدرجة العليا، توقفوا مؤقتاً مرة أخرى، حتى يتمكن ترامب من رفع ذراعه إلى أعلى قليلاً، ويضرب قبضته بشكل أسرع قليلاً، فهدر الحشد بصوت أعلى.
 
من الصعب أن نتخيل لحظة تلخص بشكل كامل العلاقة العميقة بين ترامب ومؤيديه، وتمكّنه من عصر الإعلام الحديث.
لم يغادر ترامب المنصة من دون أن يشير إلى مناصريه بأنه بخير، حتى بينما كان البعض لا يزال ينتحب خوفاً. ولم يكتف بالتلويح أو الإيماءة، بل رفع قبضته في تحدٍ فوق وجهه الملطخ بالدماء، في صورة لن ينساها التاريخ.
 
 
 
 
 
 
 
أدرك ترامب دائماً كيفية ظهوره في اللحظات الكبيرة، حيث كان يتدرب على نظرة كلينت إيستوود وتكشيرته اللئيمة. ولكن لم يكن هناك وقت للتحضير لذلك.
ومع ذلك، كانت ردة فعله اللافتة تلقائية.
 
وبينما كان العملاء يقنعونه بالوقوف على قدميه، قال متلعثماً: "دعني أرتدي حذائي، دعني أرتدي حذائي".
أجاب أحد العملاء: "سمعتك سيدي، سمعتك سيدي". نهض  ترامب، وكان صوته غير منتظم في البداية، وهو لا يزال يكرر: "دعني أرتدي حذائي".
قال له أحد العملاء: "ضع هذا على رأسك، هناك دم".
 
وأضاف آخر: "سيدي، علينا أن ننتقل إلى السيارات".
ومجدداً، صرخ ترامب: "دعني أرتدي حذائي".
وبدا ترامب قوياً مرة ومنهكاً مرة أخرى.
وبعدما تمكن العملاء من إخراجه من المنصة، اقتادوه نحو سيارة شيفروليه سوبربان. دخل السيارة، ولكن قبل اغلاق الباب، استدار نحو الحشد مرة أخرى. بدا رأسه ينزف، ورفع قبضته مرة أخرى.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium