بيروت- فاطمة عباني
نانسي ريغان الزوجة المؤثرة والأنيقة جعلت الرئيس الأربعين للولايات المتحدة محور حياتها لكنها أصبحت هي نفسها شخصية سياسية.
وكانت ريغان حارسة شرسة لصورة زوجها، وأحيانا على حساب صورتها الخاصة، وخلال صعوده من مهنة التمثيل في هوليوود إلى حاكم ولاية كاليفورنيا ومنها الى البيت الأبيض، كانت مستشارة موثوقة.
قبل أن تصنع سياسات زوجها التاريخ، وقبل أن تقول للعالم "فقط قل لا" للمخدرات، وقبل أن تطأ قدماها البيت، كانت نانسي تنتمي إلى عالم هوليوود. من عام 1948 إلى عام 1962، ظهرت في الأفلام والبرامج التلفزيونية، وغالباً ما كانت تلعب دور الزوجة الوفية، وهو الدور الذي رسخ في عقول الناس خارج الشاشة.
ومع أنها كانت تبدو سيدة أولى تقليدية، إلا أنها أدت دوراً محورياً في في النجاح السياسي لزوجها.
قال مايكل ك. ديفر، وهو مساعد قديم وصديق مقرب من عائلة ريغان توفي في عام 2007: "لولا نانسي، لما كان أصبح ريغان حاكماً ولا رئيساً"ً.
ساعدت ريغان في توظيف وطرد المستشارين السياسيين الذين أداروا حملة زوجها التي كادت أن تفشل في الفوز بترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة عام 1976 وحملته الناجحة للرئاسة عام 1980.
ولعبت دوراً مؤثراً في الإطاحة برئيس موظفي البيت الأبيض دونالد ت. ريغان عام 1987 بسبب عدم الكفاءة بعد الكشف عن موافقته سرًا على مبيعات أسلحة إلى إيران.
وخلف الكواليس، كانت المحرك الرئيسي لجهود زوجها لتدارك الفضيحة، التي عُرفت باسم "إيران كونترا". وفي مسعاها لإقناع زوجها بالاعتذار عن صفقة الأسلحة، أحضرت شخصيات سياسية إلى البيت الأبيض للدفاع عن رأيها.
وفي النهاية أقر بأنها كانت على حق. في 4 آذار (مارس) 1987 اعتذر عن صفقة الأسلحة في خطاب متلفز على المستوى الوطني، الأمر الذي أدى إلى تحسن كبير في شعبيته المتراجعة.
تعرضت نانسي ريغان للانتقادات بسبب تأثيرها الكبير على الرئيس ألراحل، وبعدما تبين أنها استعانت بعرّافٍ ليساعدها في تخطيط جدول أعمال الرئيس بعد محاولة اغتياله عام 1981.
وفي النهاية حظيت باعجاب واسع لدفاعها عن كرامة زوجها الذي أمضت معه 52 عاماً، ووقوفها الى جانبه خلال اصابته بمرض الزهايمر ومنعت الصحافة من الاقتراب منه حفاظاً على صورته.
بعد وفاتها، اعتبر الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما أنها "أعادت تعريف دور" السيدة الأولى.
وعن ذلك كتبت في مذكراتها :"ليس علي أن أقدم التبريرات لأنني كنتُ أُطلع روني على ما كنتُ أفكر به. كوني متزوجة لا يعني أن لا حق لي في التعبير عن آرائي. لثماني سنوات كنت أنام مع الرئيس، وإذا كان ذلك لا يعطيني حقاً، فلست أدري كيف يكون الحق".
وبموت الرئيس ريغان في حزيران 2004، انتهت ما سمّاه الناشط السياسي والممثل شارلتون هيستون أعظم قصة حب شهدها تاريخ الرئاسة الأميركيّة.