تعتبر البندقية "أي آر-15" التي أطلق النار منها على دونالد ترامب السبت، هي الأشهر في الولايات المتحدة الأميركية، لكن قلما يتم استخدامها من قبل القناصين بسبب صغر حجم الرصاصة نسبياً ومداها المحدود، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.
وأضافت الصحيفة أن "صفات البندقية من ضمنها خفة وزنها وسهولة استعمالها وقدرتها على إطلاق الكثير من الرصاصات بسرعة، جعلت من هذه البندقية رائجة بشكل كبير. إذ ارتفع عددها في أيدي المدنيين من 400 ألف بندقية في أوائل التسعينيات إلى أكثر من 20 مليون بندقية بحلول العقد الأول من القرن الحالي".
وتابعت: "هذه الميزات جعلت من السهل على الأشخاص المضطربين والمتطرفين السياسيين أن يعيثوا فسادا في عمليات إطلاق النار الجماعي في المدارس ودور السينما والحفلات الموسيقية والمكاتب الحكومية ومحلات البقالة – أي في أي مكان يتجمع فيه الأميركيون".
لكن حتى يوم السبت، تقول "وول ستريت جورنال" إنه "لم يكن قد تم استخدام هذه البندقية في محاولة اغتيال شخص شغل منصب رئيس الولايات المتحدة الأميركية. في ما قدم الرئيس السابق دعمه السياسي لضمان بقاء سلاح AR-15 قانونيا".
مسافة لا تزيد على ملعب كرة قدم
ونقلت الصحيفة عن جيمس دينسلي، أستاذ علم الإجرام والمؤسس المشارك لـ"فيولنس بروجكت"، الذي يتتبع عمليات إطلاق النار الجماعية قوله: "كلما أصبح هذا النوع من الأسلحة شائعا بين الأميركيين، زاد احتمال استخدامه في هذا السياق".
على الرغم من أن البندقية لم تكن مصممة للقتل من مسافة بعيدة، إلا أن مطلق النار يوم السبت كان في نطاق إصابة الرئيس السابق على مسافة لا تزيد على ملعب كرة قدم، حسبما قال مسؤول في إنفاذ القانون.
وقال ترامب، الذي كان يلقي خطابا في حملته الانتخابية، في وقت لاحق إنه شعر بإحدى الرصاصات تخترق أذنه. وقُتل أحد مؤيدي ترامب وأصيب اثنان آخران بجروح خطيرة.
السلاح المفضل للمتطرفين
صُممت البندقية في الخمسينيات من القرن الماضي، وخرجت عن التقاليد القديمة للبنادق العسكرية التي صُنعت من أجل الرماة الذين يطلقون النار بدقة على مسافات بعيدة. بدلا من ذلك، استجابت هذه البندقية لرغبة المسؤولين العسكريين في الحصول على سلاح يمكنه إطلاق كمية كبيرة من الرصاص من مسافة قريبة لمواجهة المقاتلين المسلحين ببنادق سوفيتية متينة وسريعة الطلقات من طراز" AK-47"، وفق الصحيفة التي أضافت أن التحولات الثقافية والسياسية أدت على مدى العقود الثلاثة الماضية إلى تحويل النسخة المدنية من البندقية من منتج متخصص إلى ظاهرة في السوق الشامل.
واليوم، أصبحت بندقية AR-15 أيقونة في الجدل الطويل في البلاد حول دور الأسلحة في المجتمع. يتبنى الملايين من مالكي الأسلحة البندقية كحق قانوني بينما المعارضون يعتبرونها رمزا لثقافة السلاح التي تتفشى في المجتمع، والسلاح المفضل للمتطرفين ومطلقي النار الجماعي.
وبحسب "وول ستريت جورنال": "ارتبطت البنديقة منذ فترة طويلة بالسياسة الرئاسية. فقد تذبذبت مبيعات السلاح على نطاق واسع بناءً على من يتولى الرئاسة. وقد ربط صانعوها لسنوات بين الإنتاج والأحداث السياسية وعمليات إطلاق النار الجماعي، وهي ظاهرة يسميها المسؤولون التنفيذيون في هذه الصناعة الشراء القائم على الخوف".
ويوم أمس الأحد، استغل النشطاء الذين يؤيدون السيطرة على الأسلحة محاولة الاغتيال. وأشارت كريس براون، رئيسة مجموعة برادي (مجموعة للسيطرة على الأسلحة)، إلى الجهود التي بذلها جيم برادي لتمرير قوانين أكثر صرامة بشأن الأسلحة بعد أن أصيب في محاولة اغتيال عام 1981 أثناء عمله كسكرتير صحفي للرئيس ريغان.