النهار

جاي دي فانس... من عائلة متواضعة إلى مرشّح لمنصب نائب ترامب
المصدر: أ ف ب
يدافع فانس عن المواضيع الرئيسية التي يركّز عليها دونالد ترامب ويعتمد لهجته القتالية وخطابه الشعبوي وقد حظي بدعم الملياردير خلال حملته للفوز بمقعد في مجلس الشيوخ في العام 2022.
جاي دي فانس... من عائلة متواضعة إلى مرشّح لمنصب نائب ترامب
جاي دي فانس ودونالد ترامب. (أ ف ب)
A+   A-
اختير جاي دي فانس ليكون نائباً للرئيس في حال فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة بعد أن تحوّل من انتقاد الملياردير الجمهوري إلى مدافع شرس عنه، وهو تعيين يكرّس بروزه السريع الخارج عن الدروب المطروقة.
 
فانس عسكري سابق وكاتب، لطالما دافع أمام الكونغرس عن القضايا الأساسية بالنسبة لترامب على غرار مكافحة الهجرة والحمائية الاقتصادية.
 
وحذّر السناتور صاحب الوجه المستدير واللحية المشذبة في تصريحات مطلع السنة الحالية "ذاكرتي لا تخونني. إذا حاربتم ترامب والمرشّحين الذين يدعمهم سياسياً اليوم لا تأتوا إلي لطلب مساعدتي بعد سنة من الآن لتمرير قانون تقترحونه أو مشاريع تهمّكم".
 
 
وقد سخر معارضوه من هذه التصريحات التي شدّدوا على أنّها تنم عن مفارقة كبيرة. فقبل أن يعلن وقوفه بحزم إلى جانب ترامب لم يتردّد جاي دي فانس في توجيه انتقادات لاذعة له.
 
وسبق له أن أكّد أنّه "من النوع الذي لن يكون أبداً مؤيّداً لترامب" ووصف ترامب بأنه "غبي" و"مضر" معرباً حتى عن قلقه ممن سمّاه "هتلر أميركا".
 
بعد محاولة الاغتيال التي تعرّض لها ترامب السبت، حمل فانس على "حملة بايدن" الانتخابية التي تصف دونالد ترامب بأنّه "فاشي متسلّط يجب ردعه بأي ثمن".
 
وأكّد أن "هذا الخطاب أدّى مباشرة إلى محاولة اغتيال الرئيس ترامب".
 
قبل الوصول إلى واشنطن، كان لفانس مسار خارج عن المألوف. فهو نشأ في عائلة منفصلة متواضعة الحال في منطقة تُسمى "راست بيلت" (حزام الصدأ) في شمال شرق الولايات المتحدة تأثّرت كثيراً بالتراجع الصناعي، ثم التحق بالجيش. إلا أنّه درس المحاماة لاحقاً في إحدى أعرق جامعات البلاد قبل أن يعمل في سيليكون فالي.
 
لكنّه اشتُهر بفضل كتابه "هيليبي إيليجي" الذي صدر العام 2016. وفي هذه الرواية الذاتية التي دخلت تصنيف أفضل المبيعات وحوّلت إلى فيلم سينمائي، يروي فانس طفولته الصعبة في أوساط تنهشها البطالة والإدمان ليرفع صوت العمّال المحبطين والمهمّشين ويشعرون بالسخط على المجتمع وباستياء منه.
 
إيمان
ولم يتقرب سوى بعد فترة من معسكر ترامب. ولفت كتابه خصوصاً نجل ترامب الأكبر دونالد ترامب جونيور الذي صار صديقاً مقرّباً له. واضطلع هذا الأخير على ما يبدو بدور كبير في اختياره لمنصب نائب الرئيس المرشح.
 
يدافع فانس عن المواضيع الرئيسية التي يركّز عليها دونالد ترامب ويعتمد لهجته القتالية وخطابه الشعبوي وقد حظي بدعم الملياردير خلال حملته للفوز بمقعد في مجلس الشيوخ في العام 2022.
 
وهو يشدّد على أن إيمانه المسيحي يشكل بوصلته في حياته الشخصية والسياسية ويبرز في الكونغرس على أنّه مدافع كبير عن ترامب الذي يواجه متاعب قضائية عدّة.
 
وكتب عبر منصة "إكس" في آذار (مارس) "إدارة بايدن تريد أن ترى ترامب ميتاً في السجن. هذا أكبر هجوم على الديموقراطية".
 
وتابع "إذا كنتم جبناء جدّاً لكي تندّدوا بذلك، فانكم تفوتون هذه المحطّة التاريخية في السياسة الأميركية".
 
 
يمين جديد
صار فانس وهو أب لثلاثة أطفال من روّاد البرامج التلفزيونية الحوارية التي يدافع عبرها بحماسة عن المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقرّرة في تشرين الثاني (نوفمبر).
 
وفي حين يصطف تماماً مع طروحات ترامب بشان الهجرة والاقتصاد، إلا أنّه يبدو أكثر تشدّداً على صعيد قضايا أخرى مثل الإجهاض إذ يعارض الاستثناءات التي تتيح الإجهاض حتى في حالة الاغتصاب أو سفاح القربى.
 
وأصبح فانس أبرز شخصية في تيار "اليمين الجديد" الذي يضم جمهوريين شباباً يحاولون إضفاء بعد راديكالي أكثر للحمائية ومناهضة الهجرة، على ما كتبت "بوليتيكو" في آذار (مارس).
 
وجاء في المقال "خلافاً لأنصار ترامب الجمهوريين التقليديين، فإن مجموعة اليمين الجديد بزعامة فانس تعتبر أن ترامب ليس سوى المحطة الأولى من ثورة شعبوية قومية أوسع بدأت تغير وجه اليمين الأميركي".
 
وأضاف "في حال نجحوا في مسعاهم فان ذلك سيغيّر وجه المجتمع الأميركي برمته".
 
إقرأ أيضاً:
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium