أكد المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي، اليوم الخميس أن الولايات المتحدة لا تزال تشعر بقلق عميق إزاء الصراع المستعر في السودان وتدين بشكل لا لبس فيه الضالعين فيه.
وأضاف أن أكثر من 25 مليون شخص يواجهون مستويات غير مقبولة من انعدام الأمن الغذائي، كما تواجه البلاد كلها تقريبا أعمال عنف.
ومضى كيربي قائلاً إنَّ الولايات المتحدة تدعو المقاتلين إلى وقف الهجمات على المدنيين الأبرياء والسماح بوصول المساعدات الإنسانية.
مساعدة جديدة
إلى ذلك، أعلنت الولايات المتحدة الخميس عن مساعدة جديدة بقيمة تزيد على 200 مليون دولار للمدنيين ضحايا الحرب في السودان، بينهم اللاجئون الذين فروا إلى الدول المجاورة.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد إنَّ "شعب السودان يواجه أسوأ أزمة إنسانية في العالم. ويجب بذل مزيد من الجهود لمساعدته".
وأضافت: "أنا فخورة بأن أعلن أن الولايات المتحدة ستقدم مبلغا إضافيا قدره 203 ملايين دولار من المساعدات الإنسانية لدعم السكان المتضررين من هذا النزاع الوحشي في السودان وتشاد ومصر وجنوب السودان"، موضحةً أن ذلك يضاف إلى مبلغ 500 مليون دولار الذي صرف منذ مطلع العام.
منذ نيسان (أبريل) 2023، يشهد السودان حربا دامية بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التابعة لنائبه السابق الذي أصبح خصمه الفريق أول محمد حمدان دقلو.
وأدى النزاع إلى مقتل الآلاف وتسبب في نزوح أكثر من 10 ملايين شخص لجأ أكثر من مليونين منهم إلى دول مجاورة، بحسب الأمم المتحدة.
وذكر تقرير تدعمه الأمم المتحدة في نهاية حزيران (يونيو) أن نحو 25,6 مليون شخص أي أكثر من نصف سكان السودان يواجهون حالياً "انعداماً حاداً للأمن الغذائي".
وقالت ليندا توماس غرينفيلد: "يأكل الناس الغبار من أجل البقاء، ويتناولون أوراق الأشجار".
وأضافت أن المبلغ الأميركي الجديد سيخصص لبناء مساكن للاجئين وتقديم المساعدات الغذائية والدعم الطبي ومساعدة المجتمعات التي تستضيف النازحين.
ودعت السفيرة مجدداً لوقف إطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية بشكل أفضل، منددةً بالتضييق "غير المقبول على الإطلاق" للجيش السوداني على نقطة عبور أدري بين تشاد والسودان.
واعتبرت أنه لتحسين وصول المساعدات الإنسانية، على مجلس الأمن الدولي "النظر في جميع الأدوات المتاحة بما في ذلك السماح بنقل المساعدات عبر نقاط العبور الحيوية، على سبيل المثال معبر أدري الحدودي إلى السودان كما فعلنا مع المساعدات عبر الحدود إلى سوريا".
عام 2014، أنشأ المجلس آلية تسمح للأمم المتحدة بإيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان مناطق تسيطر عليها فصائل معارضة في شمال غرب سوريا، بدون الحصول على إذن من الحكومة السورية التي نددت بانتهاك سيادتها. وتم انهاء هذه الآلية في تموز (يوليو) 2023 بعد اعتراض روسيا على تمديدها.