ذكرت صحيفة " نيويورك تايمز " أمس الخميس نقلاً عن أشخاص عدّة مقرّبين من الرئيس الأميركي جو بايدن أنّه بدأ في تقبّل فكرة أنّه قد لا يتمكّن من الفوز في الانتخابات المقرّرة في الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) وربّما يضطر إلى الانسحاب من السباق.
في السياق، كشفت مصادر مطّلعة عم أن بايدن يفكّر بجدّية في دعوات تطالبه بالانسحاب في ما يرى مسؤولون عدّة في الحزب الديموقراطي أن خروجه من المنافسة مسألة وقت.
وقال مصدر طلب عدم الكشف عن هويته "يدرس الأمر بالفعل، أعلم ذلك على وجه اليقين... إنّه يفكّر في هذا الأمر بجدّية بالغة".
ويواجه بايدن (81 عاماً) ضغوطا متزايدة من شخصيات بارزة في الحزب الديموقراطي للانسحاب من الانتخابات بعد أداء ضعيف في مناظرة أمام منافسه من الحزب الجهوري الرئيس السابق دونالد ترامب، ما أثار القلق تجاه سنّه وقدرته على الفوز في الانتخابات.
وتحدّى بايدن تلك الدعوات مشيراً إلى أنّه فاز بملايين الأصوات في الانتخابات التمهيدية على مدى الأشهر الماضية وأنّه خيار الناخبين الديموقراطيين.
وتعهّد بايدن يوم الأربعاء "بالمشاركة بكل ما لديه من عزيمة" في انتخابات العام الجاري.
وأشار مصدر آخر، وهو مساعد أحد النواب الديموقراطيين بالكونغرس، إلى أن من الواضح أن الرئيس يواجه وضعاً صعباً وذلك بعد أن حثّه نواب منهم زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر على الانسحاب من الانتخابات.
وأضاف "يبدو الأمر وكأنه مسألة... وقت وليس احتمالاً".
ولفت السناتور الديموقراطي كريس كونز من ولاية ديلاوير وهو حليف مقرّب لبايدن، لشبكة "سي أن أن" أمس الخميس إلى أن بايدن سوف "يستريح ويفكّر" في الأيام المقبلة بينما يتعافى من كوفيد-19.
وأضاف أن بايدن طلب معلومات بشأن بيانات استطلاعات الرأي ويدرس بجدّية آراء الذين يثق بهم، مشيراً إلى أنّه يعتقد أن بايدن هو الأفضل للترشّح في الانتخابات.
ويتعافى بايدن من كوفيد-19 في منزله الشاطئي بولاية ديلاوير. ولم يكن لديه أي أحداث عامة أمس الخميس بعد اختتام رحلة إلى ولاية نيفادا المتأرجحة سياسياً يوم الأربعاء.
وتركّز حملة بايدن على ثلاث ولايات من أصل سبع تشهد منافسة بعد المناظرة، لكنّها رفضت التلميحات بأنّه مستعد للانسحاب.
من جانبه، أوضح نائب مدير الحملة في ميلووكي حيث يعقد مؤتمر الحزب الجمهوري كوينتين فولكس أنّه "ليس متردّداً حيال أي شيء. الرئيس اتّخذ قراره. جو بايدن قال إنّه يترشّح لمنصب رئيس الولايات المتحدة. حملتنا تمضي قدماً".
وقال المسؤول في حملة بايدن سيدريك ريتشموند لشبكة "أم أس أن بي سي" إن "تقرير نيويورك تايمز خاطئ تماماً. الرئيس قال إنّه سيترشّح وهذا هو الأمر المؤكد".
فيما أفاد مصدر آخر، وهو مسؤول في حملة بايدن، بعكس ذلك قائلاً "نعم، انتهى الأمر. إنّها مسألة وقت فقط".
في المقابل، أكّد أحد أقرب مستشاري المرشّح الجمهوري للرئاسة الأميركيّة لوكالة " فرانس برس " أنّ حملة دونالد ترامب لن "تتغيّر بشكل جذري" إذا انسحب بايدن، وقال على هامش مؤتمر الحزب الجمهوري في ميلووكي " لا شيء جوهرياً سيتغيّر. فسواء كان جو بايدن أو كامالا هاريس أو أيّ ديموقراطي يساري متطرّف آخر، إن جميعهم يتشاركون المسؤولية عن تدمير اقتصادنا وتفكّك حدودنا".
ويعتقد السناتور الديموقراطي جون هيكنلوبر من كولورادو أن بايدن يعمل على اتّخاذ قرار بشأن التنافس في السباق الرئاسي وسيختار ما هو لمصلحة البلاد.
وقال هيكنلوبر لـ" رويترز " يوم الأربعاء "جو بايدن يضع البلاد دائماً في المقام الأول. لقد فعل ما هو الأفضل للولايات المتحدة... أعتقد أنّه سيواصل القيام بذلك"، مضيفاً أن هناك مؤشرات على أن انسحاب سيكون الأفضل للبلاد.
وكشف مصدر كبير في البيت الأبيض عن أن رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي أيّدت دعوة النائب آدم شيف لبايدن للانسحاب. لكن مصدراً مقرّباً من بيلوسي، وهي من الأعضاء الأكثر نفوذاً في الحزب الديموقراطي، قال إن شيف لم يتشاور مع بيلوسي قبل الإدلاء بتعليقاته التي عبّر فيها عن مخاوفه.