أعلنت مصادر ديموقراطية متعدّدة مشاركة في حملات جمع تبرّعات لـ" رويترز " أمس الجمعة أن العديد من حملات جمع التبرّعات لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي جو بايدن معلّقة حتّى مع تخطيط الحزب الديموقراطي لتسريع إعلان ترشيحه وتعهّده بمواصلة سباق 2024.
وذكرت المصادر أن بايدن كان يعتزم جمع الأموال في أوستن ودنفر وكاليفورنيا هذا الأسبوع، لكن هذه الخطط تم تأجيلها، على الأقل في الوقت الحالي. وكانت نتيجة اختبار الرئيس إيجابية لكوفيد-19 يوم الأربعاء، لكنّه قال أمس الجمعة إنّه سيعود إلى الحملة الانتخابية هذا الأسبوع.
ولفتت حملة بايدن إلى أن حملاته لجمع التبرّعات ستستمر كما هو مخطّط لها. وقال المتحدّث باسم الحملة كيفن مونوز أمس الجمعة "مصادر رويترز غير صحيحة ونتطلّع إلى جدول مزدهر لجمع التبرّعات".
وأوضح مصدر مطّلع أن الممثل الكوميدي السابق ديفيد ليترمان سيترأس حملة لجمع التبرّعات لبايدن في منزل حاكم هاواي جوش جرين في غضون عشرة أيام تقريباً، في مؤشر على مضي بايدن قدماً.
وقالت المصادر إن عدداً من كبار المانحين يغلقون دفاتر شيكاتهم وسط تساؤلات بشأن ما إذا كان يجب أن يظل بايدن على رأس قائمة الحزب الديموقراطي، مستخدمين نفوذهم المالي لمطالبة بايدن بالانسحاب من سباق الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر)، ربّما لمصلحة نائبته كاملا هاريس.
كانت الحملة تأمل في جمع حوالي 50 مليون دولار من التبرّعات الكبيرة في تموز (يوليو) لصندوق بايدن فيكتوري، لكنّها كانت في طريقها لجمع أقل من نصف هذا الرقم حتى أمس الجمعة، وفقاً لمصدرين مطّلعين على جهود جمع التبرّعات.
وقال أحد مموّلي حملة الساحل الشرقي الرئيسيين "هناك الكثير من المانحين الذين قالوا إنّهم لن يضعوا سنتاً آخر في هذا السباق. والسؤال هو إذا بقي بايدن في السباق، فهل سيعودون؟"
وجمع بايدن 28 مليون دولار في ليلة واحدة في حزيران (يونيو) في حفل لجمع التبرّعات في هوليوود استضافه الممثل جورج كلوني، الذي حث بايدن في وقت لاحق على إنهاء حملته.
وذكر مسؤول في حملة بايدن لـ"رويترز" أن الحملة لديها 10 حملات لجمع التبرّعات في جدولها لهذا الشهر.
من جانبه، أفاد الملياردير مايكل موريتز، أحد كبار المانحين للديموقراطيين، لصحيفة " نيويورك تايمز " بأنّه سيعلّق تبرّعاته للحزب وينضم إلى الأصوات التي تدعو بايدن إلى الانسحاب من السباق الرئاسي.
والآن يدعو أكثر من واحد من كل عشرة ديموقراطيين في الكونغرس بايدن علناً إلى الانسحاب بعد مناظرة كارثية في حزيران أمام المرشّح الجمهوري دونالد ترامب أثارت تساؤلات عن قدرة بايدن على الفوز أو القيام بواجباته لمدّة أربع سنوات أخرى.
"غاضب"
في السياق، كشفت صحيفة نيويورك تايمز" عن أن "بايدن، المريض بكوفيد-19 والذي تخلّى عنه حلفاؤه، كان غاضباً في منزله على شاطئ ديلاوير، ويشعر بالاستياء المتزايد مما يعتبره حملة منسّقة لإخراجه من السباق ويشعر بالمرارة تجاه بعض أولئك الذين اعتبرهم مقربين من قبل، بما في ذلك باراك أوباما".
وأضافت: "لقد تواجد بايدن في السياسة لفترة كافية ليفترض أن التسريبات التي ظهرت في وسائل الإعلام في الأيام الأخيرة يتم تنسيقها لزيادة الضغط عليه للتنحي، وفقاً لأشخاص مقربين منه. فهو يعتبر النائبة نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب السابقة، المحرّض الرئيسي، لكنّه غاضب من أوباما أيضاً. وبحسب ما ورد، لاحظ بايدن أن أوباما وبيل كلينتون لم يفعلا الكثير لمساعدته في الأيام الأخيرة حتى عندما قاد مساعدوهم السابقون الطريق علناً في دعوته إلى الانسحاب من السباق".
وأردفت: "بينما يصر بايدن وفريقه علناً على بقائه في السباق، قال أشخاص مقربون منه سراً إنّه يتقبّل بشكل متزايد أنّه قد لا يتمكّن من ذلك، وبدأ البعض في مناقشة مواعيد وأماكن الإعلان المحتمل عن تنحيه".
وفق الصحيفة، "أحد العوامل التي قد تؤدي إلى تمديد القرار، إذ يعتقد المستشارون أن بايدن لن يرغب في القيام بذلك قبل أن يزور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واشنطن يوم الأربعاء بمبادرة من الجمهوريين لإلقاء كلمة أمام الكونغرس".
بدورهم، ردّ مسؤولون في إدارته على المنتقدين بأن الرئيس "سيُثبت أنكم على خطأ".
وأضافوا أن بايدن نفسه بات حريصاً على إثبات خطئهم، ويخطّط لبدء الحملة الانتخابية بمجرد تعافيه من كوفيد-19، مع رحلات محتملة إلى جورجيا وتكساس في الأيام المقبلة، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
وأكّدوا أن السيدة الأولى جيل بايدن، التي تسافر إلى باريس لحضور دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، ستشارك أيضاً في فعالية لجمع التبرّعات، حيث سيجمع الحزب الشيكات من الأميركيين المقيمين في الخارج.