دخل السباق الرئاسي في الولايات المتحدة مرحلة ضبابية الإثنين غداة إعلان الرئيس جو بايدن انسحابه ودعم نائبته كامالا هاريس لخوضه بدلاً منه، وبدء الحزب الديموقراطي مداولات لتحديد ما اذا كانت تمثّل الخيار الأمثل لمواجهة الجمهوري دونالد ترامب في تشرين الثاني (نوفمبر).
وأفادت مصادر متعدّدة بأن مسؤولي حملة هاريس وحلفاءها وأنصارها بدأوا في إجراء اتّصالات لضمان دعم المندوبين لترشيحها قبل المؤتمر الوطني للحزب الديموقراطي في آب (أغسطس) المقبل.
وسيكون التواصل، الذي بدأ بعد وقت قصير من انسحاب الرئيس جو بايدن من حملة إعادة انتخابه الأحد، ضرورياً لضمان أن تحل هاريس محل بايدن في انتخابات الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) كمنافس لمرشّح الحزب الجمهوري دونالد ترامب.
وقال مصدر مطلع "يعمل الكثير من الأشخاص على هذا الأمر الآن"، مضيفاً "لقد أوضحت أنّها ستعمل على كسب دعمهم".
وفق موقع "أكسيوس" الأميركي أيضاً، لفت إلى أن هاريس تجري اتّصالات هاتفية مع قادة ديموقراطيين لتأمين الترشّح للرئاسة عن الحزب.
وقال مصدر للموقع إن الرئيس الأسبق باراك أوباما "لا يتطلّع لتأييد أي مرشح ديموقراطي حتى يتم ترشيحه رسمياً".
ولفتت مصادر لـ"سي أن أن" إلى أن هاريس أجرت اتّصالات لنحو 10 ساعات أمس مع 100 من قادة الحزب.
وسيجتمع حوالي أربعة آلاف مندوب ديموقراطي في شيكاغو في الفترة من 19 إلى 22 آب لاختيار مرشّح الحزب الديموقراطي. معظمهم ملتزمون بدعم بايدن.
وبعد إعلانه المفاجئ، أصبحوا غير ملزمين بأي قانون أو قواعد حزبية لمساندة أي شخص.
وكان بايدن المرشّح المفترض للحزب، لكنّه لا يملك سلطة مباشرة على اختيار المرشّح الرسمي للمندوبين.
وتحتاج هاريس إلى دعم 1969 من المندوبين الديموقراطيين البالغ عددهم 3936 مندوباً لتأمين ترشيحها في مؤتمر آب.
ووقع العشرات من الأعضاء الحاليين والسابقين في اللجنة الوطنية الديموقراطية على خطاب يدعم هاريس كمرشحة للحزب، حسب ما أفادت شبكة "سي أن أن" الأميركية.
هذا وطلبت حملة جو بايدن بشكل رسمي من لجنة الانتخابات الفدرالية تغيير اسمها لـ"حملة هاريس".
ولقيت تأييد أسماء بارزة في الحزب الديموقراطي، مثل الرئيس السابق بيل كلينتون وزوجته هيلاري، ولكن أحجم عدد من رموز الحزب مثل أوباما ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي.
وقالت النائبة عن نيويورك ألكسندريا أوكازيو كورتيز في منشور عبر "إكس": "اليوم أكثر من أي وقت مضى، من المهم أن يتوحّد حزبنا وبلادنا سريعاً لهزيمة دونالد ترامب والخطر الذي يمثّله على الديموقراطية الأميركية".
من هاريس للناخبين
في رسالتها، رأت هاريس أن الانتخابات الرئاسية المقبلة لن تكون عادية، طالبة دعمهم لهزيمة ترامب.
وأضافت هاريس في رسالة نشرتها حملتها الانتخابية: "يشرفني أن أحصل على تأييد الرئيس (جو بايدن)، ونيّتي هي كسب هذا الترشيح والفوز به".
وتابعت: "في الأيام المقبلة، بينما أبدأ حملتي الانتخابية للقاء الأميركيين وطرح الاختيار أمام الناخبين في الخريف، لا أستطيع أن أتخيل رؤيتين مختلفتين بشكل صارخ في ما يتعلّق بالوجهة التي نريد أن تتّجه إليها بلادنا".
وأشارت إلى أنّه "يمكننا أن نختار الطريق المظلم لمشروع 2025، مع قدر أقل من الحرّية ومزيد من الانقسام، أو يمكننا أن نختار أن نجتمع معاً ونقوم بالعمل من أجل الشعب".
وختمت: "أعلم أنه يمكننا معاً الفوز في هذه الانتخابات وإنقاذ الديموقراطية".
عن التبرّعات...
في السياق، أعلنت مجموعة "أكت بلو" المسؤولة عن جمع التبرّعات لحملة الانتخابات الرئاسية للحزب الديموقراطي أنّها سجّلت مساء الأحد، بعد سحب بايدن ترشّحه ودعمه هاريس، أكبر عملية جمع تبرّعات ليوم واحد في 2024.
وقالت المجموعة في بيان إنّه "حتى الساعة 21,00 (01,00 ت غ)، جمع المؤيّدون على مستوى القاعدة 46.7 مليون دولار (42.8 مليون يورو) عبر آكت بلو بعد إطلاق ترشيح هاريس.
وأضاف البيان أنّ يوم الأحد أصبح أكبر يوم لجمع التبرعات في دورة 2024،
وهذه المجموعة تسهّل جمع التبرّعات عبر الإنترنت للمرشحين الديموقراطيين.
في الموازاة، قالت مصادر لشبكة "سي أن أن": "تنفّس أحد المصادر المشاركة في ذراع جمع التبرّعات للحملة الصعداء بعد إعلان بايدن أنّه سينسحب من السباق. اتّخذ بايدن القرار الصحيح. الآن ستبدأ أموال المانحين الكبيرة في التدفّق مرّة أخرى".
وأضاف: "إن تصرّفه المتفاني سينقذ جمهوريتنا"، مشيراً إلى أن استجابة المانحين كانت "إيجابية بشكل موحّد".
وذكر مصدر آخر مقرّب من المانحين الديموقراطيين للشبكة أنه "سيل من المال".
آخر الداعمين...
إلى ذلك، دعم حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم ترشيح هاريس، مُبعداً بذلك من طريقها منافساً قوياً محتملاً.
وكتب نيوسوم في منشور عبر منصّة "إكس": "في الوقت الذي تتعرّض فيه ديموقراطيتنا للخطر، ومستقبلنا موجود فيه على المحكّ، لا أحد أفضل من نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس للترافع عن القضية ضدّ رؤية دونالد ترامب الظلامية، ولقيادة بلادنا في اتّجاه أكثر صحة".
وأضاف أنّ هاريس "قوية وعنيدة ولا تعرف الخوف".
ودعا بعض الديموقراطيين لتحويل المؤتمر الوطني للحزب الديموقراطي المقرّر الشهر المقبل إلى مؤتمر مفتوح أي أن يكون السباق مفتوحاً فيه أمام مرشّحين متعدّدين للتنافس على الفوز بدعم مندوبي الحزب لخوض الانتخابات الرئاسية.
لكن، في مواجهة هذه الدعوة عبّر عدد آخر من القادة الديموقراطيين عن دعمهم لهاريس ودعوا للوقوف خلفها ومنحها رسمياً بطاقة الترشيح الحزبية لمنصب رئيسة الولايات المتحدة. ومن بين هؤلاء وزير الخارجية الأسبق جون كيري والنائبة اليسارية المتشددة ألكسندريا أوكازيو كورتيز.
في سياق متّصل، أفادت مصادر مقرّبة من السيناتور المستقل جو مانشين لشبكة "سي أن أن" بأنّه يبحث الترشّح لمنصب الرئيس عن الحزب الديموقراطي.
مانشين كان ديموقراطياً وقرّر قبل أشهر أن يصبح مستقلّاً، وبات سيناتوراً عن ويست فيرجينا التي هي تاريخياً جمهورية.