أبدى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو استعداده للعمل مع الرئيس الأميركي جو بايدن في الأشهر المتبقية من رئاسته، وذلك في لقاء هو الأول بينهما في البيت الأبيض للتباحث في مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي: "أود أن أشكرك على خمسين عاماً في الخدمة العامة وخمسين عاماً من دعم دولة إسرائيل، وإنَّني أتطلع إلى إجراء محادثات معك اليوم والعمل معك في الأشهر المقبلة".
ونقل موقع "أكسيوس"، أن تنياهو أبلغ عائلات رهائن أن إسرائيل ستقدم مقترحا محدثا لوقف إطلاق النار إلى حماس خلال يومين.
ومن المقرر أن يلتقي الرجلان لاحقاً عائلات رهائن أميركيين محتجزين في غزة، على أن يلتقي نتنياهو بعدها نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، المرشحة الديموقراطية الجديدة للرئاسة التي ستجرى انتخاباتها في تشرين الثاني (نوفمبر).
وسيسعى بايدن الذي أعلن تخليه عن الترشح لولاية ثانية، لممارسة مزيد من الضغط على نتنياهو على أمل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الحرب المدمرة المستمرة منذ أكثر من تسعة أشهر بين الجيش الإسرائيلي وحركة "حماس" في قطاع غزة.
وأعلن البيت الأبيض أن بايدن سيؤكد لنتنياهو ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة "قريبا".
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي: "نعتقد أنه... يمكننا التوصل لاتفاق، لكنه سيتطلب، كما دائماً، بعضاً من الحس القيادي وبعض التنازل وبذل جهود".
ولا يعرف إن كان رئيس الوزراء الذي تطغى التقلبات على العلاقات بينه وبين الرئيس الديموقراطي، سيستجيب لهذه الدعوة، لا سيما قبل أشهر قليلة من انتهاء ولاية بايدن.
من جهتها، كشفت "هيئة البث الإسرائيلية" أن نتنياهو يريد الحصول على "ضوء أخضر" من بايدن للتحرك العسكري في لبنان، إن لم يتوصل لاتفاقات دبلوماسية.
ويؤكد الرئيس الأميركي دعمه الراسخ لإسرائيل منذ اندلاع النزاع مع شن حركة "حماس" هجوماً غير مسبوق على إسرائيل في التاسع من تشرين الأول (أكتوبر).
لكنه في المقابل يوجه انتقادات متزايدة للدولة العبرية مع تزايد حصيلة القتلى المدنيين في القطاع.
وقال مسؤول أميركي كبير الأربعاء إنَّ بايدن سيحاول معالجة بعض "الثغرات الأخيرة" المتبقية قبل التوصل إلى اتفاق، عندما يستقبل نتانياهو في البيت الأبيض.
وأكد المسؤول طالباً عدم كشف اسمه أن المفاوضات الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن رهائن أصبحت "في مراحلها الختامية ومن الممكن إبرام اتفاق".
لكنه أشار إلى أن "أموراً أساسية بيد حماس لأن الرهائن لديها".
وقال: "لا أتوقع أن يكون اللقاء مع نتنياهو مسألة نعم أو لا، بل بالأحرى كيف يمكننا معالجة الثغرات الأخيرة؟".
وتابع أن التوصل إلى هدنة يتوقف حالياً على عدد قليل من المسائل المتّصلة بكيفية دخول الاتفاق حيز التنفيذ، لا سيما بعدما ليّنت "حماس" موقفها ووافقت على التفاوض بشأن إطلاق سراح الرهائن من دون اشتراط وقف دائم لإطلاق النار.
مقاطعةولاحقاً الخميس يلتقي نتانياهو نائبة الرئيس الأميركي التي بررت غيابها عن الكونغرس أثناء إلقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي خطابه الأربعاء بضرورة قيامها بتنقّل كان مقررا من قبل، على الرغم من أنه كان يفترض وفق البروتوكول أن ترأس الجلسة.
غير أن تصريحات نائبة الرئيس حول الحرب في غزة توحي باحتمال أن يكون موقفها مختلفاً عن موقف بايدن حيال إسرائيل.
ولم تناقض السناتورة السابقة البالغة 59 عاماً الرئيس حتى الآن حول هذا الموضوع، لكنها أبدت مراراً موقفاً هو الاكثر شدة بين المسؤولين الأميركيين في المطالبة بوقف إطلاق نار.
وسيتوجه نتنياهو بعد ذلك إلى فلوريدا بدعوة من المرشح الجمهوري للبيت الأبيض دونالد ترامب الذي تربطه به علاقة جيدة، بعدما شكر مطولاً الرئيس الجمهوري السابق خلال خطابه في الكونغرس.
ولقي نتنياهو تصفيقاً حاراً من الجمهوريين الذين وقفوا مراراً تأييداً له خلال إلقاء خطابه، فيما قاطعه أكثر من ستين ديموقراطياً بينهم الرئيسة السابقة لمجلس النواب نانسي بيلوسي.
ويندد الديموقراطيون بإدارته للحرب في غزة التي أسفرت عن مقتل 39145 شخصاً، معظمهم مدنيون ولا سيما من النساء والأطفال، وفق أرقام وزارة الصحة التابعة لـ"حماس"، وتسببت بكارثة إنسانية.
وتجمّع آلاف المتظاهرين أمام الكونغرس احتجاجاً على خطاب نتانياهو وللمطالبة بوقف النار، ورفعوا لافتات تحضّ الولايات المتحدة على "وقف المساعدات الأميركية لإسرائيل" وتصف نتنياهو بأنه "مجرم حرب".