أثنت الولايات المتحدة على محادثات "صريحة ومثمرة" أجراها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظيره الصيني وانغ يي اليوم السبت في لاوس، وطرح خلالها مخاوف بلاده حيال "الخطوات الاستفزازية" التي تقوم بها بكين في محيط تايوان.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان إنَّ بلينكن أجرى مع وانغ "محادثات صريحة ومثمرة حول مسائل ثنائية وإقليمية وعالمية جوهرية".
من جانبه، أوضح مسؤول كبير في وزارة الخارجية أن المحادثات التي جرت على هامش اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) استمرت ساعة ونصف.
وأضاف المسؤول أن الوزيرين "أجريا محادثات موسعة بشأن تايوان".
وتعتبر الصين الجزيرة ذات النظام الديموقراطي جزءا لا يتجزأ من أراضيها وتتوعد باستخدام القوة لاستعادتها.
وتطرق بلينكن كذلك خلال المحادثات إلى مسائل حقوق الإنسان في تايوان والتبت وهونغ كونغ وإلى دعم بكين لروسيا في حربها على أوكرانيا، وفق ما أورد المسؤول.
وأضاف أن وزير الخارجية الأميركي "أثار مسألة المعتقلين بصورة غير عادلة في الصين وضرورة إحراز تقدم حول هذه المسألة".
الصين تؤكد لبلينكن أنها سترد على "الاتهامات الكاذبة" الأميركية بشأن أوكرانيا
ندد وزير الخارجية الصيني بـ"الاتهامات الكاذبة" الأميركية لبكين بدعم موسكو في حربها على أوكرانيا.
وأكد وانغ لبلينكن خلال لقائهما في فينتيان عاصمة لاوس أن بكين ستتخذ "تدابير حازمة" للدفاع عن المصالح الصينية، وفق ما جاء في بيان صدر عن وزارة الخارجية الصينية.
وتسعى الصين للقيام بوساطة في النزاع بالرغم من تقاربها مع موسكو وعلاقاتها الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية المتينة معها والتي تعززت بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط (فبراير) 2022.
وتؤكد بكين أنها محاور محايد متهمة الغربيين في المقابل بـ"صب الزيت على النار" عبر تسليمهم أسلحة لأوكرانيا.
وتأخذ واشنطن على بكين تعزيز دعمها الاقتصادي لموسكو، وهي تفرض عقوبات على شركات صينية تتهمها ببيع روسيا منتجات تدعم المجهود الحربي الروسي.
وشدد وانغ على أنه يتعين على الولايات المتحدة "الكف عن فرض عقوبات أحادية بدون تمييز" وفرض قوانينها وقيودها خارج حدودها.
وقال وانغ لبلينكن إن "الصين ترفض تلطيخ سمعتها وتلفيق اتهامات كاذبة لها"، وفق ما جاء في بيان صدر عن وزارة الخارجية الصينية.
وأكد أن بكين "لن تقبل لا بالضغوط ولا بالابتزاز وستتخذ تدابير حازمة وفعالة للحفاظ على مصالحها الكبرى وحقوقها المشروعة".
وعقد اللقاء بين الوزيرين على هامش اجتماع لوزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).
ولم تندد الصين بالغزو الروسي لأوكرانيا وتتهم حلف شمال الأطلسي بالتغاضي عن مخاوف موسكو الأمنية، وهي تتقاسم مع روسيا السعي لتشكيل قوة توازن نفوذ الولايات المتحدة.
وطرحت الصين في شباط خطة من 12 بندا لحل النزاع في أوكرانيا، أكدت احترام سيادة كل بلد، لكنها امتنعت عن توجيه أي انتقاد إلى موسكو.
وفي الوثيقة، قالت الصين إنّ "على جميع الأطراف دعم روسيا وأوكرانيا للتحرّك في الاتّجاه نفسه واستئناف الحوار المباشر بينهما في أسرع وقت ممكن"، ودعتهما إلى تجنب أيّ هجوم على المدنيين أو المنشآت المدنية.
وقال وانغ لبلينكن السبت إن "موقف الصين بشأن المسألة الأوكرانية صريح وصادق. سنواصل الدعوة إلى مفاوضات السلام" بين كييف وموسكو.
وفي مؤشر إلى وزن بكين المتزايد في محاولات الوساطة، قام وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا قبل أيام بأول زيارة له إلى الصين منذ بدء الحرب.
وتدعو الصين بانتظام إلى وقف المعارك، وهو موقف مثير للجدل إذ أنه يسمح لروسيا بتعزيز مكاسبها على الأرض.