يزور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن منغوليا الخميس في ختام جولة استمرت عشرة أيام في آسيا، بعدما أشاد بتطور العلاقات مع هذه الدولة الديموقراطية الواقعة بين الصين وروسيا.
وكان هدف جولة بلينكن الطويلة التي قادته الى جنوب شرق آسيا واليابان، تعزيز الدعم الأميركي للحلفاء والتصدي لنفوذ الصين في المنطقة، رغم ان واشنطن تصر على انها لا تعتمد سياسة احتواء ضد الصين.
خلال اجتماع في عاصمة لاوس فيينتيان في نهاية الأسبوع الماضي، أثار بلينكن القضية مع نظيره الصيني وانغ يي خلال مناقشات "صريحة وبناءة"، بحسب واشنطن.
في اليابان والفيليبين، أعلن بلينكن ووزير الدفاع الأميركي لويد أوستن عن علاقات عسكرية ودفاعية أوثق مع هاتين الدولتين في مواجهة ما وصفاه بـ"استفزازات" بكين لا سيما في بحر الصين الجنوبي.
وأعلن بلينكن الثلاثاء أن الولايات المتحدة ستقدّم تمويلا عسكريا للفيليبين بقيمة 500 مليون دولار. ووصف بلينكن الحزمة بأنها "استثمار يتم مرّة في كل جيل" للمساعدة على تطوير القوات المسلحة الفيليبينية وخفر السواحل.
وجاءت زيارة مانيلا بعد سلسلة مواجهات متصاعدة بين سفن فيليبينية وصينية في الممر المائي المتنازع عليه، فاقمت المخاوف من إمكانية جرّ واشنطن إلى نزاع بسبب معاهدة الدفاع المتبادل التي تربطها بمانيلا.
في أولان باتور الخميس شدد بلينكن على ان المقاربة الأميركية "ليست موجهة ضد أي دولة".
وقال خلال مؤتمر صحافي: "إنها من أجل رؤية مشتركة نتقاسمها بشأن الشكل الذي يجب أن يبدو عليه المستقبل".
وأضاف: "نعم، جزء من تلك الرؤية المشتركة هو بوضوح الحرية... أن تحظى أي دولة بفرصة اتخاذ قراراتها الخاصة والقيام بخياراتها بشأن المستقبل".
"حوار استراتيجي"
منغوليا دولة ديموقراطية شاسعة ذات كثافة سكانية منخفضة، يبلغ عدد سكانها 3,4 مليون نسمة وأجرت انتخابات برلمانية في حزيران (يونيو).
تعتزم الولايات المتحدة تعزيز العلاقات مع منغوليا، بما في ذلك التبادلات "على مستوى الشعب" والحفاظ على "حوار استراتيجي شامل" بين البلدين.
أجرى بلينكن الخميس محادثات مع وزيرة الخارجية المنغولية باتمونخ باتسيتسيغ التي كانت الأسبوع الماضي في واشنطن للقاء نظيرها وإطلاق هذا الحوار الاستراتيجي.
كما التقى بالرئيس أوخناجين خوريلسوخ ورئيس الوزراء لوفسانامسرين أويون إردين الذي شهد حزبه الحاكم تقلص أغلبيته في انتخابات حزيران (يونيو).
وقال بلينكن في تصريح له إلى جانب نظيرته المنغولية: "منغوليا شريك مهم في هذه المنطقة".
وأضاف أن "الولايات المتحدة ومنغوليا تربطهما قيم ديموقراطية مشتركة، ومصالح مشتركة".
تأمل واشنطن في زيادة نفوذها في منغوليا التي تربطها علاقات تاريخية مع روسيا وكذلك علاقات تجارية مهمة مع الصين.
قبل مغادرته الى واشنطن، سيحضر بلينكن مهرجان "نادام"، وهو احتفال بتقاليد مجموعات الرحّل في منغوليا يشمل رياضيين، غالبا في الزيّ التقليدي، يشاركون في مباريات مصارعة ورماية وسباق خيل.