النهار

صدى الأصوات الرقمية في معترك السياسة الأميركية
المصدر: النهار العربي
تبرز الشخصيات المؤثّرة في الفضاء الرقمي، بخاصة في المجال السياسي، كقوى جاذبة ومستقطبة ذات تأثير لا يُستهان به.
صدى الأصوات الرقمية في معترك السياسة الأميركية
تعبيرية: التأثير الرقمي المتنامي
A+   A-
تبرز الشخصيات المؤثّرة في الفضاء الرقمي، بخاصة في المجال السياسي، كقوى جاذبة ومستقطبة ذات تأثير لا يُستهان به. استطاع هؤلاء المؤثرون بناء قاعدة جماهيرية واسعة تُظهر لهم الإعجاب والاحترام الكبيرين. لقد نسجوا علاقات شخصية عميقة تحمل إمكانيات هائلة للتأثير والتفاعل. تتردّد أصداء أقوالهم في أذهان متابعيهم، سواء كان ذلك عبر دعم منتج تجاري مثل كحل "لوريال"، أو من خلال حملة انتخابية رئاسية.

يُعدّ الارتقاء بدور المؤثرين في السياسة الأميركية أحدث ثورة في سلسلة الابتكارات التكنولوجية التي اعتمدها المرشحون السياسيون، بدءًا من استخدام باراك أوباما المبكر للإنترنت وموقع "فايسبوك" في حملته الانتخابية عام 2008، وصولًا إلى استغلال دونالد ترامب لمنصة "تويتر" آنذاك،  للتواصل المباشر وغير المباشر مع الجمهور في عام 2016".
 
 
في تطور قد يزيد من الزخم الذي تكتسبه كامالا هاريس على الإنترنت مؤخّرًا، يخطّط المؤتمر الوطني الديموقراطي لاستقبال مئات من صانعي المحتوى الرقمي ضمن فعالية لاحقة هذا الشهر. حسب المنظّمين، أكثر من 200 شخصية مؤثرة على منصات مثل "تيك توك"  و"يوتيوب" قد حصلوا على دعوات للمشاركة في الحدث الذي سيُقام في شيكاغو.
 
الحزبان الرئيسيان، الديموقراطي والجمهوري، قاما بمبادرات حثيثة للفت الأنظار عبر الإنترنت وتوظيف الشبكات الاجتماعية والمنصات الرقمية لإحداث ضجة كبيرة حول حملاتهما الانتخابية. 
وخلال تموز (يوليو)، منح المؤتمر الوطني الجمهوري الذي انعقد في ميلووكي، دعوات لأكثر من 70 من صانعي المحتوى البارزين.
 
وفي السياق، أعلنت كايانا ماكي نانس، رئيسة الاستراتيجيات الرقمية للجنة المؤتمر الوطني الديموقراطي، عن تطلعاتها  قائلة: "إن دعوتنا للمبدعين للمشاركة في مؤتمرنا ستوسّع بشكل كبير من نطاق تأثيرنا، وستكفل للجميع فرصة متابعة الديموقراطية وهي تنبض بالحياة". 
وأضافت: "نحن على يقين بأن العالم، عندما يتوجّه إلى شيكاغو في آب (أغسطس)، سواء عبر الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية أو شاشات التلفزيون، سيحظى برؤية واضحة لمن نحن كديموقراطيين والمستقبل الذي نسعى جاهدين لتحقيقه".
 
مع ذلك، لا يزال من غير المؤكّد ما إذا كان الاهتمام الكبير الذي يحظى به المرشح عبر الفضاء الرقمي في هذه المرحلة من الحملة سيتحوّل فعليًا إلى دعم ملموس وواقعي خلال اليوم الانتخابي. غير أن استضافة صانعي المحتوى في المؤتمر للمرّة الأولى قد يُعزّز من مكانة هاريس بين الجمهور الذي لا يتابع عادةً الأحداث السياسية.
 
وقد أظهرت دراسات حديثة، أن الثقة في وسائل الإعلام التقليدية بين الناخبين الأميركيين متدنية نسبيًا. في المقابل، أصبح صانعو المحتوى يشكّلون مصدرًا أساسيًا للأخبار والمعلومات والترفيه، خصوصًا بين الشباب.
 
 
ستشارك في مؤتمر شيكاغو القادم مجموعة من الشخصيات المؤثّرة، والتي تتمتع بشعبية كبيرة تصل إلى ملايين المعجبين ضمن مختلف الفئات العمرية والثقافات والأماكن. من بينهم أبرز مشاهير "تيك توك" وصنّاع المحتوى على "يوتيوب"، وأبرز مقدّمي الأخبار على المنصات المختلفة، بالإضافة إلى الوجوه البارزة في تطبيقات أكثر تخصّصاً مثل Threads.
 
قال ستيوارت بيرلموتر، مؤسس ورئيس تنفيذي لشركة Good Influence، وهي شبكة مناصرة للمؤثرين تربط المبدعين بقضايا مختلفة: "يعيش الناس على هواتفهم وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، ولديهم أشخاص يثقون بهم. هؤلاء هم الأشخاص الذين تمنحهم DNC أوراق اعتمادهم". "أعتقد أن [هذا القرار] يُظهِر أن الديموقراطيين مستعدون وراغبون في مقابلة الناس حيث هم".
 
 
مما لا شك فيه، أدّى قرار بايدن بإنهاء محاولته لإعادة انتخابه وتأييد هاريس، إلى تغيير مفاجئ في الملف الشخصي للحزب الديموقراطي عبر الإنترنت، وسارع الآلاف من المؤثّرين والمبدعين إلى دعمها من خلال الميمات ومقاطع الفيديو.
 

اقرأ في النهار Premium