تواصل إسرائيل استعداداتها للرد الإيراني المتوقّع بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة " حماس" إسماعيل هنية في طهران، وسط تعزيزات أميركية حربية إلى المنطقة.
توقعت إيران السبت أن يضرب "حزب الله" "عمق" إسرائيل و"ألا يكتفي بأهداف عسكرية" ردا على اغتيال القيادي العسكري البارز في التنظيم فؤاد شكر مساء الخميس بضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة أنه بعد اغتيال شكر "نتوقع أن يختار حزب الله المزيد من الأهداف" وأن يضرب في "عمق" إسرائيل، بحسب ما أوردت وكالة إرنا الرسمية.
وقالت البعثة الإيرانية إن "حزب الله والكيان (الإسرائيلي) كانا يلزمان خطوطا تجاوزها الهجوم" مساء الثلاثاء.
وتابعت أن الحزب "لن يقتصر في رده على الأهداف العسكرية".
ونقلت "سي إن إن" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن "الهجوم الإيراني المتوقع على إسرائيل قد يحدث في الأيام المقبلة وواشنطن تراقب".
وأضاف المسؤولون للصحيفة أن الهجوم الإيراني قد يكون مشابها لهجوم نيسان (أبريل) الماضي وقد يكون أكبر وأكثر تعقيدا.
"مفاجئ وقوي"
نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن دبلوماسي إيراني أن إسرائيل تجاوزت كل الخطوط الحمراء وأن رد إيران سيكون مفاجئاً وقوّياً.
ونقلت الصحيفة أيضاً عن مسؤول أميركي أن إدارة الرئيس جو بايدن تتبنّى نهجاً حذراً في الوقت الحالي مع عدم وجود ما يشير إلى أن إيران اتّخذت قراراً بشأن الرد، وأنه من المرجح أن يكون الرد في غضون بضعة أيام إلى أسبوع.
في السياق، نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين أميركيين أن إدارة بايدن مقتنعة بأن إيران ستهاجم إسرائيل ردّاً على اغتيال هنية وتستعد لمواجهتها.
وأشارت المصادر إلى أن الرد الإيراني قد يشمل أيضاً مشاركة "حزب الله" في لبنان. وتوقعت أن يكون رد طهران مماثلاً في أسلوبه لهجوم 13 نيسان (أبريل) وربّما يكون أوسع نطاقاً.
"صواريخ ضخمة"
إلى ذلك، أفادت صحيفة "إسرائيل اليوم" بأن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن إيران ستطلق صواريخ ضخمة في ردّها.
وقد وضع الجيش الإسرائيلي جميع قطاعاته في حالة تأهب قصوى، تحسّباً لهجوم من جبهات عدة.
من جانبها، قالت القناة "12" الإسرائيلية إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يجري سلسلة مشاورات مع وزير الدفاع يوآف غالانت بشأن الرد الإسرائيلي على الهجوم المتوقع.
وذكرت القناة أن إسرائيل تستعد بشكل متواصل لتعزيز العلاقات مع التحالف الإقليمي والدولي، ونقلت عن مصدر سياسي أن الاستعدادات في إسرائيل قد تتواصل أياماً طويلة بسبب الرد الإيراني.
استفار...
من جهّتها، لفتت صحيفة "معاريف" إلى أن "إسرائيل في حالة استنفار قصوى تحسّباً لرد إيراني واسع، وسط تقديرات باستهداف خطوط الكهرباء والاتصالات".
وأضافت: "تم تزويد مستشفيات كبيرة بالوقود وأجهزة توليد الكهرباء وإخلاء مرائب السيارات لاستخدامها مستشفيات محصنّة، وتزويد مستشفيات إسرائيلية بهواتف تعمل بالأقمار الصناعية تأهّباً للتعامل مع انقطاع الاتّصالات".
وقرّر الجيش الإسرائيلي وقف الإجازات في كل الوحدات المقاتلة وتشكيلات التدريب، وتوسيع دائرة تقليص عمل المصانع في شمال إسرائيل إلى 40 كيلومتراً من حدود لبنان.
تعزيزات أميركية...
نقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مسؤول أميركي أن مدمّرتين تابعتين للبحرية الأميركية ستتّجهان إلى البحر المتوسط عبر البحر الأحمر، مضيفاً: "إحدى المدمرتين قد تبقى إذا لزم الأمر".
ولفتت "نيويورك تايمز" نقلاً عن مسؤول بالبنتاغون إلى أن أوستن أمر القوّات الأميركية بالتحرّك دفاعاً عن إسرائيل إذا تعرّضت لهجوم.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس الجمعة أن الجيش الأميركي سينشر المزيد من المقاتلات والسفن الحربية التابعة للبحرية في الشرق الأوسط، مع سعي واشنطن لتعزيز الدفاعات في أعقاب تهديدات من إيران وجماعة " حزب الله " وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) المتحالفتين معها.
وتتأهّب الولايات المتحدة لرد إيران على مقتل رئيس المكتب السياسي لـ" حماس " إسماعيل هنية في طهران قبل يومين، في سلسلة من الاغتيالات لقادة كبار في الحركة مع احتدام الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل و"حماس".
ووافق وزير الدفاع لويد أوستن على إرسال المزيد من سفن البحرية والمدمّرات، التي يمكنها إسقاط الصواريخ الباليستية، إلى الشرق الأوسط وأوروبا.
وترسل الولايات المتحدة أيضاً سرباً إضافياً من المقاتلات إلى الشرق الأوسط.
وقال البنتاغون في بيان "أمر أوستن بتعديلات على وضع الجيش الأميركي بهدف تحسين حماية القوات الأميركية وزيادة الدعم للدفاع عن إسرائيل وضمان أن الولايات المتحدة مستعدّة للتعامل مع حالات الطوارئ المتنوعة".
وكانت هناك تكنهات بأن البنتاغون ربّما لا يستبدل المجموعة القتالية لحاملة الطائرات "ثيودور روزفلت" في الشرق الأوسط بعد أن تستكمل انتشارها الحالي. لكن أوستن قرّر إرسال حاملة الطائرات "أبراهام لينكولن" لتحل محلها.
وذكر بيان البنتاغون أن الولايات المتحدة ستعزّز استعدادها لنشر المزيد من الدفاعات الأرضية ضد الصواريخ البالستية.
وأعلن البنتاغون أن أوستن أبلغ نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت بالتدابير الإضافية التي اتّخذتها واشنطن لدعم الدفاع عن إسرائيل، إذ بحثا خلال اتصال هاتفي في "التهديدات المزعزعة للاستقرار التي تمثلها إيران وشركاؤها".
وأوضح أن أوستن شدّد لنظيره الإسرائيلي على الدعم الأميركي القوي لأمن إسرائيل. أشار إلى أن واشنطن تتواصل مع شركائها في المنطقة لدعم الدفاع عن إسرائيل وضمان استمرار الشحن التجاري عبر البحر الأحمر.
وسبق أن كثّف الجيش الأميركي انتشاره قبل 13 نيسان (أبريل) عندما شنّت إيران هجوما على الأراضي الإسرائيلية بطائرات مسيّرة وصواريخ. ومع ذلك، كان من الممكن أن يشكّل التهديد من "حزب الله" في لبنان تحديات لأي جهود من الولايات المتحدة لاعتراض أي طائرات مسيرة وصواريخ نظراً للترسانة الضخمة التي يملكها وقربه الشديد من الحدود الإسرائيلية.
وفي ذلك الوقت، نجحت إسرائيل في إسقاط كل الطائرات المسيرة والصواريخ تقريباً وبلغ عددها نحو 300، وذلك بمساعدة الولايات المتحدة وحلفاء آخرين.
وفي سياق التصعيد، دعت الشؤون القنصلية بالخارجية الأميركية الرعايا الأميركيين إلى توخي الحذر في المنطقة، وقالت إن "البيئة الأمنية معقدة".
وأشارت الشؤون القنصلية بالخارجية الأميركية إلى أن التوتر الإقليمي يمكن أن يتسبب في إلغاء أو تقليص رحلات من إسرائيل وإليها.