يسمّي الحزب الديموقراطي خلال مؤتمره العام الوطني الأسبوع المقبل كامالا هاريس رسميا مرشحة له إلى البيت الأبيض بعدما نجحت في بث الحماسة والفرح في صفوفه وهو زخم ينبغي عليها المحافظة عليه حتى انتخابات الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر).
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن كايسي بورغات إن المؤتمر العام للحزب الديموقراطي "سيشكل فرصة لتعزيز هذه الحماسة وهذا الزخم".
وقد حصدت نائبة الرئيس الأميركي البالغة 59 عاما، من الآن ومن خلال عمليات تصويت عبر الانترنت، غالبية أصوات المندوبين الديموقراطيين.
إلا ان الحزب سينظم عملية تصويت رسمية لتتويج هاريس التي أحيت في غضون شهر، أمل الديموقراطيين بالحاق الهزيمة بالمرشح الجمهوري دونالد ترامب.
"حشد"
وأشارت أستاذة العلوم السياسية في جامعة كولورادو ريجينا باتيسون الى أنه "قد تكون سرت بعض الشكوك حول قدرة الحزب الديموقراطي على الاصطفاف وراء كامالا هاريس، المرأة السوداء. لكنها نجحت في حشد الصفوف سريعا جدا وجمع مبالغ كبيرة من المال".
وبعد انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الرئاسي الذي كان له وقع الصاعقة، تظهر نتائج مختلف استطلاعات الرأي الصورة نفسها، ألا وهي زخم جديد يتناقض مع ما كانت عليه حملة الرئيس الثمانيني الباهتة والمتعثرة.
وتظهر استطلاعات الرأي أن هاريس تتقدم على المرشح الجمهوري أو تتعادل معه في ولايات حاسمة في الانتخابات الرئاسية فيما كان بايدن متخلفا عنه أو متعادلا معه فيها.
ويبدو أن الرئيس الجمهوري السابق البالغ 78 عاما لم يعد يتقدم على صعيد نوايا التصويت في انتخابات يتوقع أن تكون متقاربة النتائج جدا.
بايدن، أوباما وكلينتون
على ضفاف بحير ميشيغن، ستحصل المدعية العامة السابقة في كاليفورنيا التي كشفت للتو عن برنامج اقتصادي مكرس بالكامل لتحسين القدرة الشرائية، على دعم ثلاثة رؤساء أميركيين سابقين.
فالرئيس جو بايدن سيحضر ويضطلع بدور هامشي بينما كان قبل أسابيع قليلة النجم المتوقع للمؤتمر الوطني العام. وسيشارك أيضا أول رئيس أسود في تاريخ الولايات المتحدة باراك اوباما الذي ستساهم مهاراته الخطابية في بث الحماسة في معقله في شيكاغو، فضلا عن بيل كلينتون.
وستحظى كامالا هاريس التي تطمح لتكون أول أمرأة تتولى رئاسة الولايات المتحدة، بدعم هيلاري كلينتون التي سعت في 2016 للوصول إلى البيت الأبيض لكنها فشلت أمام دونالد ترامب.
ويعقد المؤتمر الوطني العام للحزب الديموقراطي وسط إجراءات أمنية مشددة على خلفية تظاهرات متوقعة مؤيدة للفلسطينيين وبعد أكثر من شهر على محاولة اغتيال دونالد ترامب خلال تجمع انتخابي في 13 تموز (يوليو).
ورغم الأزمات الدولية والتوتر السياسي المستشري، وعدت هاريس وتيم والز الذي اختارته نائبا لها في حال فوزها، أنصارها والبلاد برمتها بأجواء "فرح".
وقال والز حاكم ولاية مينيسوتا: "ثمة شيء واحد لا يمكنني أن أغفره (لأنصار ترامب) وهو أنهم انهم يحاولون القضاء على الفرح في البلاد".
وأضاف: "لكن أتعلمون؟ رئيستنا المقبلة تحمل الفرح" في إشارة إلى هاريس التي تتعرض للسخرية من منافسها بسبب ضحكتها المدوية.
"غريب"
ويتمثل الهدف في التميّز بشكل صريح عن النظرة القاتمة التي يبثها دونالد ترامب وجاي دي فانس الذي اختاره نائبا له في حال فوزه، والتي تعتبر أن الولايات المتحدة تعاني تراجعا لا يمكن لأحد غيرهما قلبه.
واضطر الثنائي الجمهوري بين ليلة وضحاها للتخلي عن حملته المركزة على جو بايدن وقدراته الذهنية، وهو لا يزال يبحث عن طريقة تمكنّه من مواجهة الاهتمام لا بل الحماسة التي تثيرها المرشحة الديموقراطية.
وفي وجه منافسته التي تصغره بعشرين عاما تقريبا، يكتفي الرئيس الجمهوري السابق الآن باتهام هاريس زورا بأنها تزور صور الحشود في تجمعاتها الانتخابية مستعينة بالذكاء الاصطناعي. أما فانس فيكافح لتبديد صورة الرجل "الغريب" التي ألصقها معسكر هاريس به.
وسيكون الأسبوع المقبل ظافرا لكامالا هاريس بعدما تعرضت لانتقادات كثيرة في الصحف وعانت من شعبية متدنية عموما في منصبها كنائبة للرئيس غير المحدد المعالم.
إلا ان المرشحة الديموقراطية تدرك أن الرهان الأكبر يبقى في الولايات التي ترجح كفة الانتخابات. وقد باشرت جولات فيها.
والأحد ستقوم بجولة في الحافلة في بنسيلفانيا إحدى "الولايات المتأرجحة"، قبل أن تصل إلى شيكاغو.