النهار

هاريس تقبل ترشيح الحزب الديموقراطي... ترامب: لا مستقبل تحت قيادتها
المصدر: أ ف ب، رويترز، النهار العربي
قال متحدّث باسم البيت الأبيض إن بايدن اتّصل بهاريس ليتمنّى لها التوفيق قبل خطابها.
هاريس تقبل ترشيح الحزب الديموقراطي... ترامب: لا مستقبل تحت قيادتها
كامالا هاريس. (أ ف ب)
A+   A-
قبلت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس رسمياً يوم الخميس ترشيح الحزب الديموقراطي لها لخوض الانتخابات الرئاسية واختتمت المؤتمر الوطني للحزب بدعوة حماسية لإنهاء الحرب في غزة ومكافحة الاستبداد حول العالم.
 
وقالت هاريس وسط هتافات في ختام المؤتمر الوطني للحزب "نيابة عن كل شخص لا يمكن كتابة قصته إلا في أعظم أمة على وجه الأرض، أقبل ترشيحكم لمنصب رئيس الولايات المتحدة".
 
وأضافت: "أتعهّد بأن أكون رئيسة لكل الأميركيين".
 
وبزغ نجم هاريس كمرشّحة للحزب الديموقراطي قبل أكثر من شهر بقليل عندما أجبر حلفاء الرئيس جو بايدن (81 عاماً) إيّاه على الانسحاب من السباق. وإذا ما نجحت فإنّها ستكتب التاريخ كأول امرأة تُنتخب رئيسة للولايات المتحدة.
 
وقال متحدّث باسم البيت الأبيض إن بايدن اتّصل بهاريس ليتمنّى لها التوفيق قبل خطابها.
 
واعتبرت أن الانتخابات الرئاسية في 5 تشرين الثاني (نوفمبر) ستكون فرصة "لرسم مسار جديد" للولايات المتحدة و"التغلب على المرارة... والمعارك (التي) قسمتنا في الماضي".
 
وقالت "سأكون رئيسة تُوحِّدنا حول أسمى تطلعاتنا. رئيسة تقود وتصغي. رئيسة ستكون واقعية وعملية ومنطقية"، مضيفة "نحن في معركة من أجل مستقبل أميركا".
 
وارتفعت الأعلام الكثيرة في مكان انعقاد المؤتمر الذي ضج بالهتافات في ما سمى الديموقراطيون هاريس في أجواء احتفالية هاريس مرشّحة لهم.

وانضم إليها لاحقاً تيم والز مرشّحها لمنصب نائب الرئيس، وعائلتاهما رافعي الأيدي في ما أُطلق مئة ألف بالون باللون الأحمر والأبيض والأزرق.

وغنت فرقة موسيقى الكانتري "ذي تشيكس" النشيد الوطني الأميركي فيما أدت نجمة البوب بينك أغاني على المسرح أيضا واستعرض الديموقراطيون سلسلة من الداعمين النجوم.
 
ترامب... الخصم
هاجمت هاريس منافسها ترامب الخميس، متّهمة إيّاه بالرغبة في إعادة البلاد "إلى الوراء" من خلال أجندة محافظة جدّاً.

وقالت "نحن نعلم كيف ستبدو عليه ولاية ثانية لترامب. كل شيء منصوص عليه في مشروع 2025 الذي كتبه أقرب مستشاريه" والهادف إلى "إعادة بلدنا إلى الوراء" وفقاً لها.
 
وانتقدت امتداح ترامب العلني للرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، قائلة "لن أتودّد للطغاة والديكتاتوريين".

ورأت أن الطغاة "يعلّمون أن ترامب لن يحاسب المستبدين لأنه يريد أن يكون هو نفسه مستبداً".
 
إلا أن سرعان ما ردّ ترامب على منافسته الديموقراطية قائلاً: "هاريس تكره إسرائيل ولم تحضر كلمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس".
 
كان ترامب قد تعهّد بالرد على خطاب هاريس في وقته.
 
وأضاف: "هاريس تسبّبت في هجوم 7 تشرين الأول (أكتوبر) وأنا جعلت إيران مفلسة ولم يكن لديها أموال لترسلها لحزب الله".

وأردف: "هاريس أعلنت أنّها ستمنح الجنسية للمهاجرين غير النظاميين لكونها ماركسية راديكالية. 
إنها تمثّل عدم الكفاءة والضعف - العالم يضحك على بلدنا!. ولن تحظى أبداً باحترام طغاة العالم!".

وختم ترامب: "لن يكون هناك مستقبل تحت قيادة هاريس لأنّها ستأخذنا إلى حرب عالمية نووية ثالثة".
 
 
أبرز ملفّات كلمتها:
 
غزة... الخلاف الأكبر
تعهّدت هاريس بالتوصّل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.

وفي معرض حديثها عن الحرب في غزة، قالت نائبة الرئيس الأميركي أمام مؤيديها "حان الوقت الآن للتوصّل إلى اتّفاق للأسرى واتفاق لوقف إطلاق النار".
 
وقالت "سأظل دوماً أدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، وأضافت أن "ما حدث في غزة مفجع" و"يفطر القلب".

وتابعت "الرئيس جو بايدن وأنا نعمل على إنهاء هذه الحرب حتى تكون إسرائيل آمنة ويتم إطلاق سراح الأسرى وتنتهي المعاناة في غزة ويتمكّن الشعب الفلسطيني من الحصول على حقه في الكرامة والأمن والحرية وتقرير المصير".
 
خيبة أمل
خارج مقر انعقاد المؤتمر، تجمّع نحو 200 من المناصرين للفلسطينيين للاحتجاج على دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في حربها على غزة.
 
وقال ناشطون مؤيّدون للفلسطينيين إن خطاب هاريس لم يظهر أي تغيّر في السياسات الحالية، بعد أسبوع شهد تجاهل القضية الأكثر إثارة للخلاف في صفوف الحزب.

واعتبر المؤسّس المشارك لحركة "غير ملتزم" الوطنية  عباس علوية، والتي حشدت أكثر من 750 ألف ناخب للاحتجاج على السياسة الأميركية تجاه إسرائيل، أن هاريس أضاعت فرصة لكسب هؤلاء الناس، الذين يعيش الكثير منهم في ولايات مهمة مثل ميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا وأريزونا.

وأوضح علوية لـ"رويترز": "ما هو مطلوب في هذه اللحظة هو قيادة شجاعة تنفصل عن النهج الحالي".

وكان مندوبون من حركة "غير ملتزم" وحلفاء لهم قد طالبوا بإتاحة فرصة للحديث عن الصراع خلال المؤتمر.
 
وذكرت المندوبة من ميشيغان وتنتمي لحركة "غير ملتزم" ريما محمد أن الخطاب أضاف إلى خيبة الأمل إزاء رفض المؤتمر الوطني للحزب الديموقراطي السماح لشخص فلسطيني بالتحدث.

وأضافت "أنا في الواقع أكثر قلقاً الآن... سوف تخسرون ميشيغان".
ّ
ورفض متحدّث باسم حملة هاريس توضيح ملابسات القرار بعدم إتاحة الفرصة لمتحدث فلسطيني. وقال مصدر مطلع على المناقشات إن القرار اتخذه منظّمو المؤتمر بالتشاور الوثيق مع حملة هاريس.

وتعهّد مدافعون عن الفلسطينيين يوم الخميس بمواصلة الضغط على هاريس لتغيير مسارها بشأن مبيعات الأسلحة لإسرائيل. 

وتخشى مصادر من داخل الحزب أن تتسبّب حرب غزة في خسارة هاريس لأصوات تحتاج إليها في ولايات متأرجحة مثل ميشيغان حيث توجد مدن تضم أعداداً كبيرة من المسلمين والعرب الأميركيين والجامعات التي شهدت احتجاجات على صلة بغزة.
 
أوكرانيا والسياسة الخارجية
وفي حديثها عن الغزو الروسي لأوكرانيا، قالت هاريس إنها إذا أصبحت رئيسة فإنها ستقف "بقوّة مع أوكرانيا وحلفائنا في حلف شمال الأطلسي".
 
وفي بعض أقوى تصريحاتها بشأن السياسة الخارجية حتى الآن، قالت هاريس إنّها ستتخذ أي إجراء ضروري للدفاع عن المصالح الأميركية ضد إيران ولن تتصالح مع الطغاة والدكتاتوريين.
 
 
الاقتصاد
إلى ذلك، وعدت هاريس بخلق اقتصاد "يتيح النجاح للجميع".

وقالت إنّها ستخلق اقتصاداً "تتاح فيه الفرصة للجميع للمنافسة والنجاح" سواء كانوا يعيشون في "منطقة ريفية أو بلدة صغيرة أو مدينة كبيرة".
 
وأعلنت أيضاً في خطابها أنّها تعتزم تمرير تخفيض ضريبي يهدف لدعم الطبقة المتوسّطة إذا أصبحت رئيسة.

وأشارت إلى أن منافسها، المرشح الجمهوري دونالد ترامب، لا يكترث لأمر هذه الطبقة.

وقالت "بدلاً من زيادة الضرائب التي يتبناها ترامب، فإننا سنقر خفضاً ضريبياً للطبقة المتوسطة يستفيد منه أكثر من 100 مليون أميركي".
 
الهجرة
وعدت هاريس خلال خطابها بإصلاح "نظام الهجرة المتعثر" في الولايات المتحدة، متطرّقة إلى واحدة من أكثر القضايا حساسية في الحملة الرئاسية.

وقالت "أعلم أنّه يمكننا الارتقاء إلى مستوى تراثنا الذي نفتخر به كأمة من المهاجرين وإصلاح نظام الهجرة المتعثر لدينا"، واعدة بإقرار مشروع حظي بدعم الحزبين لكنّها اتهمت منافسها الجمهوري بإفشاله.
 

اقرأ في النهار Premium