النهار

هاريس: من الضروري التوصل لاتفاق لوقف النار بغزة ‏والإفراج عن الرهائن
المصدر: رويترز - أ ف ب
أضافت هاريس في مقابلة أذيعت اليوم الجمعة "لإسرائيل ‏الحق في الدفاع عن نفسها... وكيف تفعل ذلك أمر مهم. لقد ‏قُتل الكثير من الفلسطينيين الأبرياء".
هاريس: من الضروري التوصل لاتفاق لوقف النار بغزة ‏والإفراج عن الرهائن
كامالا هاريس (أ ف ب)
A+   A-
 
أكدت المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية كامالا هاريس ‏لشبكة (سي.إن.إن) إن اتفاقا لوقف إطلاق النار في غزة ‏وإطلاق سراح الرهائن أمر ضروري بينما جددت دعمها ‏لإسرائيل وأكدت أن "الكثير من الفلسطينيين الأبرياء قُتلوا‎"‎‏.‏

وأضافت هاريس في مقابلة أذيعت اليوم الجمعة "لإسرائيل ‏الحق في الدفاع عن نفسها... وكيف تفعل ذلك أمر مهم. لقد ‏قُتل الكثير من الفلسطينيين الأبرياء، وعلينا التوصل إلى ‏اتفاق". ولم تشر إلى أي تغيير في السياسة الحالية‎.‎

وشددت نائبة الرئيس الأميركي على أن الولايات المتحدة ‏‏"مستعدة لطي صفحة" دونالد ترامب، وذلك في أول مقابلة ‏تجريها بصفتها مرشحة الديموقراطيين لخوض السباق إلى ‏البيت الأبيض، وقد دافعت فيها عن أفكارها بشأن الطاقة ‏والهجرة وإسرائيل.‏

وفي هذه المقابلة التي أجرتها معها شبكة سي إن إن على ‏هامش جولة انتخابية في جورجيا، الولاية الرئيسة جنوبي ‏البلاد، اتهمت هاريس الرئيس الجمهوري السابق بأنه "قسّم ‏أمتنا". وقالت "للأسف في العقد الماضي كان لدينا... شخص ‏كان يدفع حقا بأجندة وبيئة تدور حول التقليل من شخصيتنا ‏وقوتنا، نحن الأميركيين، وتقسيم أمتنا. وأعتقد أن الناس ‏مستعدون لطي هذه الصفحة".‏

ورأت المرشحة الديموقراطية أنه "سيكون أمرا جيدا للشعب ‏الأميركي إذا كان هناك وزير جمهوري في (إدارتها)" إذا ‏فازت في الانتخابات الرئاسية في الخامس من تشرين الثاني ‏‏(نوفمبر).‏

وفي ما يتعلق بالهجرة، أحد المواضيع المفضلة لدى ترامب، ‏قالت الديموقراطية البالغة 59 عاما، إنه يجب أن تكون هناك ‏‏"عواقب" على الأشخاص الذين يدخلون الولايات المتحدة ‏بشكل غير قانوني.‏

وأكدت نائبة الرئيس أن "قيمها لم تتغير". وأصرّت على أنها ‏‏"لطالما آمنت (...) بأن التغير المناخي حقيقة واقعة، وأنه ‏مشكلة ملحة" وأن على الولايات المتحدة أن تحقق "الأهداف" ‏في ما يتعلق بانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.‏

وفي قضية أخرى حساسة سياسيا كررت هاريس الخميس ‏دعمها حق إسرائيل "في الدفاع عن نفسها" وأجابت بـ"لا" ‏على سؤال عما إذا كانت ستعلق تسليم الأسلحة الأميركية ‏للدولة العبرية في حال فوزها في الانتخابات الرئاسية ‏الأميركية.‏

وتطرقت هاريس إلى هجوم حماس على الأراضي الإسرائيلية ‏في 7 تشرين الأول (أكتوبر) ونددت بالعنف، كما تطرقت إلى ‏الحرب التي تشنها إسرائيل ردا على ذلك في قطاع غزة، قائلةً ‏إن "الكثير من الفلسطينيين الأبرياء قد قتلوا". ودعت هاريس ‏إلى "وقف لإطلاق النار"، لكنها رفضت في الوقت نفسه ‏‏"تغيير سياسة التسليح".‏
 

"مخادعة"
ويتهم الجمهوريون نائبة الرئيس بأنها متقلبة في أفكارها. وقال ‏ترامب عبر شبكته الاجتماعية تروث سوشال "أتطلع بشدة ‏لمناظرة الرفيقة كامالا وإظهار كم هي مخادعة. لقد غيّرت ‏هاريس موقفها في كل موضوع".‏

وكثّف الملياردير البالغ 78 عاما هجماته الشخصية على ‏هاريس منذ أن بدأ حملته الانتخابية، بعد انسحاب الرئيس ‏الديموقراطي جو بايدن من السباق الرئاسي في 21 تموز ‏‏(يوليو).‏

واتهم ترامب خصوصا هاريس بأنها "أصبحت سوداء" ‏لأسباب انتخابية. وعندما سُئلت هاريس، المولودة لأب ‏جامايكي وأم هندية، عن هذا الأمر، رفضت الخوض في ‏تفاصيل، قائلةً إنها "القصة القديمة نفسها"، مضيفة "السؤال ‏التالي من فضلكم".‏

وأجرت هاريس هذه المقابلة قبل عشرة أسابيع من الاستحقاق ‏المقرر في الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.‏

وسبق لهاريس التي ستواجه ترامب في انتخابات تشرين ‏الثاني (نوفمبر)، أن أجرت حوارات مقتضبة جدا مع ‏صحافيين منذ إعلان ترشيحها بدلا من بايدن الذي خرج من ‏السباق عقب أدائه الكارثي خلال مناظرة جرت بينه وبين ‏ترامب في نهاية حزيران (يونيو).‏

لكن هاريس لم تكن مستعدة لإجراء مقابلة رسمية، وبالتالي ‏كانت قد أصبحت تحت ضغوط متزايدة لإجراء مقابلة فعلية ‏مع إحدى وسائل الإعلام الأميركية الكبرى.‏

وقالت "سي إن إن" إنّ المذيعة دانا باش التي شاركت في ‏استضافة المناظرة بين ترامب وبايدن، ستجري هذه المقابلة ‏مع هاريس.‏

‏"درع بشرية"
وسيكون المرشّح الديموقراطي لمنصب نائب الرئيس تيم ‏والز، حاكم ولاية مينيسوتا، حاضرا أيضا خلال المقابلة.‏

وعلّق جايسن ميلر، أحد المستشارين المقربين من منافسها ‏الجمهوري، ساخرا بالقول إن هاريس تستخدم تيم والز "درعا ‏بشرية".‏

من جهته، قال إيان سامز أحد الناطقين باسم المرشحة ‏الديموقراطية على منصة إكس إن "إجراء مقابلة مع ‏المرشّحَين (لمنصب الرئيس ونائب الرئيس) في الصيف هو ‏أمر تقليدي في الحملات الانتخابية منذ عشرين عاما" ذاكرا ‏على سبيل المثال المقابلات الثنائية التي أجراها باراك أوباما ‏وجو بايدن، وبايدن وهاريس.‏

أما من جهة ترامب، فقد أتيح له الكثير من الفرص للإجابة ‏على أسئلة طرحها صحافيون أو محاورون آخرون خلال ‏مقابلات أو جلسات كان آخرها تلك التي أجراها مع رئيس ‏شركة إكس إيلون ماسك المتعاطف مع المرشّح الجمهوري.‏

وفي 13 آب (أغسطس)، أجرى ترامب جلسة مع مؤيده ‏ماسك خيّمت عليها أجواء مريحة وودّية.‏

كما عقد الملياردير مؤتمرين صحافيين في الشهر نفسه ألقى ‏خلالهما خطابات طويلة وأجاب على أسئلة كانت في معظمها ‏متساهلة.‏

"إدارة عملية التواصل" ‏
وكل ذلك لا يمنع المعسكر الجمهوري من الإضاءة على ‏التناقض في هذا السياق مع هاريس التي حرصت منذ بداية ‏حملتها على إدارة عملية التواصل بقدر الإمكان، من دون ‏التحدث إلى وسائل الإعلام التقليدية.‏

وفي 8 آب (أغسطس)، أعلنت هاريس أنها تريد إجراء مقابلة ‏مقررة بحلول نهاية الشهر، وبذلك تكون قد وفت بوعدها.‏

لكن لهاريس ذكرى مريرة لمقابلة أجرتها في حزيران (يونيو) ‏‏2021 على قناة "إن بي سي" وكانت مخصصة لموضوع ‏الهجرة الحساس. وبدت غير مستعدة وغير واثقة من نفسها، ‏خصوصا عندما انتقدها الصحافي المضيف على إحدى ‏إجاباتها.‏

ويمنح معظم استطلاعات الرأي الديموقراطية أفضلية طفيفة ‏على ترامب، لكن المنافسة بينهما ما زالت شرسة، خصوصا ‏في بعض الولايات التي قد تكون حاسمة.‏

وستلي المقابلة التي تجريها هاريس مع "سي إن إن" مناظرة ‏مع ترامب مقررة في العاشر من أيلول (سبتمبر) على شبكة ‏‏"إيه بي سي".‏
 
 
 

اقرأ في النهار Premium