كان تأييد إيلون ماسك للرئيس السابق دونالد ترامب يهدف إلى تعزيز فرص المرشح بانتخابات الرئاسة الأميركية في تشرين الثاني (نوفمبر)، لكن بعد مرور أكثر من شهر على وضع ماسك ثقله رسميا في دعم ترامب، أشارت سلسلة من الهجمات التي شنها الديموقراطيون إلى أن هذا التأييد كشف عن نقطة ضعف، بحسب شبكة "إن بي سي نيوز".
وقالت الشبكة: "منذ تأييد ملياردير التكنولوجيا لترامب في 13 تموز (يوليو)، هاجمت حملة نائبة الرئيس كامالا هاريس ماسك مرارا وتكرارا بسبب مواقفه المناهضة للعمال. وقد وصفت الحملة ماسك وترامب بـ"الأغنياء المهووسين بأنفسهم" وأعادت نشر تسجيل صوتي من حدث على منصة "إكس"، حيث يضحك الاثنان معا بشأن طرد العمال المضربين".
وأضافت: "الآن يبدو أن بعض الاستراتيجيين الديموقراطيين حريصون على مواصلة تسليط الضوء على التحالف بين ماسك وترامب، الذي يرون أنه يعزز نقاط ضعف ترامب".
ونقلت الشبكة عن بيت جيانغريكو، وهو خبير استراتيجي ديمقراطي في شيكاغو قوله: ”في كل مرة يحاول فيها إيلون ماسك القيام بشيء ما لمساعدة دونالد ترامب، أعتقد أن ذلك يشعل القاعدة الديموقراطية للعمل ضده".
وأضاف: "إذا كان لديك ملياردير يساعد شخصا يقول إنه ملياردير، ولكنه في الحقيقة ليس كذلك، فما الذي سيجنيه من ذلك حقا؟".
ولم يرد ماسك على طلب للتعليق على هجمات الديموقراطيين أو تأثير تأييده.
ووفق "إن بي سي نيوز"، كان من المفترض أن يضرب تأييد ماسك حملة ترامب كالصاعقة. فقد أعلن عن ذلك في اليوم نفسه الذي نجا فيه الرئيس السابق من محاولة اغتيال. وقد أشار دعمه إلى أن ترامب سيحظى بكل ما يحتاجه من أموال وقوة على وسائل التواصل الاجتماعي لاستعادة البيت الأبيض، كما أنه أضاف إلى التصور بأن ترامب قد فاز بنصيب كبير من صناعة التكنولوجيا وطبقة رواد الأعمال في أميركا.
واعتبرت الشبكة أن "تأييد ماسك كان الأكثر شهرة في هذه الدورة الانتخابية، نظراً لما يتمتع به من مزيج غير مسبوق من الثروة والشهرة والانتشار الإعلامي. لكن الأسابيع التي تلت ذلك كانت مليئة بالعثرات والفرص الضائعة. إذ اختلف الرجلان علنا حول مقدار الأموال التي سيقدمها ماسك. ومرت لجنة العمل السياسي التابعة لماسك بتغييرات كبيرة في الموظفين بعد فترة وجيزة من إطلاقها. وامتنع العديد من المتبرعين الآخرين من كبار المتبرعين في مجال التكنولوجيا عن اتباع خطى ماسك، واختاروا بدلاً من ذلك التوقيع على حملة هاريس".
وأضافت: "ثم كانت هناك المناقشة المباشرة على الهواء مباشرة على "إكس" التي وصفتها حملة ترامب بأنها (مقابلة القرن). وخلال جزء من الحدث الذي استمر لمدة ساعتين، ذكر ترامب مدى إعجابه بتعامل ماسك مع النقابات العمالية".
وقالت الشبكة: "حملة هاريس وفي بيان لها بعد فترة وجيزة من الحدث أكدت أن حملة ترامب بأكملها هي في خدمة أشخاص مثل إيلون ماسك وشخصه - الأثرياء المهووسين بأنفسهم الذين سيبيعون الطبقة الوسطى والذين لا يستطيعون إدارة بث مباشر في عام 2024.“ (تأخر الحدث 40 دقيقة بسبب صعوبات تقنية).
ولدى ماسك سجل طويل في معارضة العمل المنظم، وقد حارب مزاعم عن نشاط غير قانوني مناهض للعمال في شركاته "تسلا" و"سبيس إكس" و"إكس".
وقال سيث هاريس، وهو مستشار سابق لسياسة العمل للرئيس جو بايدن وزميل بارز في مركز بيرنز للتغيير الاجتماعي في جامعة نورث إيسترن، إنه يعتقد أن ترامب يريد أن يكون غامضا في موضوع النقابات العمالية، وهو هدف قال إنه أصبح الآن أكثر صعوبة بكثير.
وتابع: "لقد خلق إيلون ماسك الفرصة التي انتهزها دونالد ترامب ليكشف عن نفسه كمناهض للنقابات العمالية بشكل مسعور، وقد فعل ذلك من خلال الإشادة بوجهة نظر إيلون ماسك المناهضة للنقابات وتأييد فكرة فصل العمال المضربين بشكل غير قانوني".
وقال هاريس، الذي لا تربطه صلة قرابة بـ"كامالا هاريس"، إنه يرى تأييد ماسك سلبيا تماما.
وشكك ديفيد ناساو، مؤلف كتب عن أقطاب الأعمال مثل ويليام راندولف هيرست وأندرو كارنيجي، في قدرة ماسك على التأثير على الناخبين: "حتى أولئك الذين يعتقدون أنه عبقري في ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والسفر إلى الفضاء، فإن ذلك لا يُترجم إلى حملات انتخابية رئاسية".
وفي استطلاع للرأي أجرته كلية غرينيل في آذار (مارس)، قال 47% من المشاركين في الاستطلاع إن لديهم وجهة نظر إيجابية تجاهه، بينما كان لدى 37% منهم وجهة نظر غير إيجابية.