اتّخذت الولايات المتحدة اليوم الأربعاء سلسلة إجراءات، من بينها ملاحقات قضائية وعقوبات مالية، للتصدّي لمحاولات تدخّل في الانتخابات الأميركية تحمّل روسيا مسؤوليتها.
وأعلن وزير العدل الأميركي ميريك غارلاند الأربعاء بدء ملاحقات قضائية في حق مسؤولين اثنين في وسيلة الإعلام الروسية الحكومية "ار تي".
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي: "نعتبر أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان مدركاً لتلك الأفعال"، مضيفاً: "كان مدركا لأنشطة آر تي".
ويرد اسم المسؤولَين أيضاً في قائمة عقوبات نشرتها وزارة الخزانة الأميركية الأربعاء بالتزامن وتشمل 10 أشخاص، ستة منهم مسؤولون في "ار تي" بينهم رئيسة التحرير مارغاريتا سيمونيان فضلاً عن منظمتين غير حكوميتين روسيتين.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية من جهتها، فرض قيود على منح تأشيرات دخول إلى الشركة الأم المالكة لـ"ار تي"، فضلاً عن فروع أخرى لهذه الشركة، وعرضت مكافأة قد تصل إلى عشرة ملايين دولار للحصول على معلومات حول تدخلات في الانتخابات الأميركية.
وأوضح غارلاند خلال مؤتمر صحافي أنّ "أر تي وموظفيها وبينهم المتهمان، نفذوا عملية بقيمة عشرة ملايين دولار تقريباً لتمويل شركة مقرها في تينيسي مكلفة نشر محتويات تعتبر مؤاتية للحكومة الروسية".
عمليات "سرية"
وأضاف الوزير أنه إلى جانب هذه الملاحقات: "صادرت وزارة العدل 32 اسم نطاق عبر الانترنت تستخدمها الحكومة الروسية والأطراف التي ترعاها الدولة الروسية لشن حملة سرية للتدخل في انتخابات بلدنا والتأثير على النتيجة".
وقال مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) كريستوفر راي: "اليوم نفضح عمليتين غير قانونيتين روسيتين تستهدفان الشعب الأميركي".
وأضاف: "منذ ظهر اليوم (الأربعاء الساعة 16:00 توقيت غرينتش) صادرنا هذه المواقع ووضعناها خارج إطار الخدمة وأظهرنا بوضوح للعالم حقيقتها وهي محاولات روسية للتدخل في انتخاباتنا والتأثير على مجتمعنا".
وتتهم الولايات المتحدة روسيا بمحاولة التأثير على نتيجة الانتخابات الأميركية بدءاً من الاقتراع الرئاسي في 2016 الذي فاز فيه الجمهوري دونالد ترامب على الديموقراطية هيلاري كلينتون.
وفي أيار (مايو) حذرت مديرة الاستخبارات الأميركية إيفريل هاينز من العدد المتزايد للقوى الخارجية التي تسعى للتأثير على الانتخابات الرئاسية المقبلة في تشرين الثاني (نوفمبر)، لكنها أكدت أن البلاد لم تكن يوماً على هذا المستوى من الجاهزية لإحباط هذه المحاولات.
وعدّدت من بين هذه القوى "روسيا والصين وإيران"، موضحةً أنّ "روسيا لا تزال تشكل التهديد الخارجي الأكبر" على الانتخابات الأميركية.