النهار

بلينكن يلمّح... هل يبقى على رأس الخارجية الأميركية؟
المصدر: أ ف ب
خلال زيارته، أعلن وزير الخارجية الأميركي حزمة مساعدات إنسانية جديدة بقيمة 45 مليون دولار,
بلينكن يلمّح... هل يبقى على رأس الخارجية الأميركية؟
أنتوني بلينكن. (أ ف ب)
A+   A-
أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الخميس أنه يأمل في قضاء مزيد من الوقت مع ولديه العام المقبل، ملمّحاً إلى أنّه لن يسعى إلى البقاء في منصبه أيّاً تكن نتيجة الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني (نوفمبر).
 
وواصل بلينكن (62 عاماً)، وهو أب لولدين، جدول رحلاته المرهق الذي ازداد خصوصاً خلال العام الماضي، فأجرى تسع جولات في الشرق الأوسط منذ هجوم "حماس" على إسرائيل في 7 تشرين الأول (أكتوبر).
 
وقال بلينكن للصحافة في هايتي، في أول زيارة لوزير خارجية أميركي منذ نحو عقد من الزمن "يمكنني أن أخبركم من خلال قضاء بعض الوقت خلال الأسبوع الماضي في استراحة قصيرة مع ولدَيّ، بأنّني سأستمتع بقضاء مزيد من الوقت معهما".

ومن النادر جدّاً أن يبقى وزير خارجية في منصبه بعد الانتخابات الرئاسية، حتى في حال فوز الرئيس المنتهية ولايته. وآخر حالة من هذا القبيل كانت جورج شولتز، وزير الخارجية في عهد الرئيس الجمهوري رونالد ريغان والذي بقي في منصبه لمدّة ست سنوات في ثمانينيات القرن العشرين.
 
وبلينكن قريب جدّاً من الرئيس جو بايدن، لكنّه أقل قرباً من كامالا هاريس التي باتت مرشّحة الديموقراطيين الجديدة لخوض الانتخابات الرئاسية بعد انسحاب الرئيس الديموقراطي البالغ 81 عاماً من السباق إلى البيت الأبيض في نهاية تموز (يوليو).
 
زيارة هايتي
خلال زيارته، أعلن وزير الخارجية الأميركي حزمة مساعدات إنسانية جديدة بقيمة 45 مليون دولار، حاضاً الدول الأخرى على المساعدة في تمويل القوة الدولية في هذا البلد الذي دمّره عنف العصابات.

وقال بلينكن خلال مؤتمر صحافي في بور أو برنس "في هذا الوقت الحرج، نحتاج إلى مزيد من الأموال. نحن بحاجة إلى مزيد من الأفراد لدعم أهداف هذه المهمة وتحقيقها"، مضيفاً "نحن معكم!".

وشدّد على ضرورة أن يشرع المسؤولون الهايتيون سريعاً في السير على الطريق نحو إجراء انتخابات.

ووصل بلينكن إلى بور أو برنس بعد شهرين على إرسال كينيا عناصر شرطة في إطار قوة دولية طال انتظارها تهدف إلى استعادة النظام.

وخلال اجتماعه مع رئيس الوزراء الموقت غاري كونيل، وصف بلينكن العمل الأولي للقوات الدولية مع الشرطة الهايتية بأنه "خطوة مهمّة جدّاً وتقدّم حقيقي".

وقال إن "الأمن هو الأساس لكل ما سيحدث بعد ذلك، بما في ذلك الاستعدادات لانتخابات العام المقبل، وكذلك لتوفير الخدمات الأساسية للشعب الهايتي".

وأقر رئيس الوزراء الهايتي من جهّته بأن الوضع "معقّد جدّاً"، لكنّه أعرب عن بعض التفاؤل، قائلاً "إذا حظينا بدعم والتزام من شركائنا، فسنحقّق أهدافنا. والتقدّم الذي أحرزناه حتى الآن هو في الواقع رائع جدّاً".

واعتبر بلينكن أن "هذه لحظة تحدٍ كبير لكنّها أيضاً لحظة أمل لهايتي". وأضاف خلال مؤتمر صحافي مع منسق المجلس الرئاسي الانتقالي إدغار لوبلان فيس "الخطوة الحاسمة التالية التي ناقشناها هي إنشاء مجلس انتخابي. نأمل في أن يتم إنشاؤه قريباً".

وفي مقر بعثة الدعم الأمني المتعدّدة الجنسيات، وهي قوة الشرطة الخاضعة للقيادة الكينية والتي يُفترض أن تعيد بسط الأمن في البلاد، التقى وزير الخارجية الأميركي مسؤولين أمنيين هايتيين ودوليين.

وتأمل واشنطن التي لا تساهم بعناصر في هذه القوّة ولكنها المساهم الرئيسي بالأموال والمعدات، في الحصول على مزيد من المساهمات لضمان تمويلها على المدى الطويل.

والأربعاء، مدّدت الحكومة الهايتية حال الطوارئ لتشمل البلاد بكاملها.

وتزامنت زيارة بلينكن مع انقطاع كبير للتيار الكهربائي في بور أو برنس في الأيام الأخيرة، بعد أن اقتحمت مجموعة من المتظاهرين محطّة كهرباء.

وتوجّه وزير الخارجية الأميركي لاحقاً إلى جمهورية الدومينيكان، وهي دولة تتقاسم مع هايتي جزيرة هيسبانيولا.

والجمعة سيجتمع بلينكن هناك مع الرئيس لويس أبي نادر الذي أعيد انتخابه حديثاً، وذلك بعد أيام على سماح بلاده للولايات المتحدة بمصادرة الطائرة التي يستخدمها الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، وذلك في إطار العقوبات الأميركية على كراكاس.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium