قال مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية "سي آي إيه" وليام بيرنز، السبت، إن اقتراح الرئيس الأميركي جو بايدن يتضمن 3 مراحل تنتهي بإنجاز التبادل ووقف النار بغزة، مشدداً بالقول: "نعمل مع الوسطاء لوضع اقتراح جيد بشأن غزة".
جاء ذلك خلال جلسة حوارية مشتركة مع رئيس جهاز المخابرات السرية البريطانية ريتشارد مور برعاية "فاينانشيال تايمز" (Financial Times).
وأضاف بيرنز: "لا أستطيع تأكيد نجاحنا في التوصل لاتفاق بشأن غزة لكن لا بديل للتوصل لاتفاق من أجل إعادة الرهائن"، معرباً عن أمله في التوصل لاتفاق قريباً وأن يتم ذلك في الأيام المقبلة و"هذه مسألة إرادة سياسية".
وقال مدير المخابرات الأميركية إن سكان غزة تكبدوا خسائر فادحة بسبب الحرب، مشدداً بالقول: "نحتاج إلى إرادة سياسية من إسرائيل وحماس لإنجاز الصفقة".
وأضاف أن "إسرائيل قوضت قدرات حماس لكن مصطلح تدمير الحركة صعب"، مؤكداً أن "وقف إطلاق النار في غزة مهم جدا لمستقبل المنطقة".
من جهته، قال مدير المخابرات البريطانية ريتشارد مور إن "دعم إيران لحماس وراء ما قامت به في 7 تشرين الاول (أكتوبر)"، مشدداً على أن "إيران تحاول زعزعة الاستقرار بالشرق الأوسط ونتصدى لذلك".
مدير المخابرات الأميركية أضاف بالقول: "نعتبر حماس منظمة إرهابية وهزيمتها تستدعي محاربة فكرها بفكر أفضل".
وفي وقت سابق، قال مديرا وكالتي الاستخبارات الخارجية الأميركية والبريطانية، إنهما "يعملان بلا كلل" من أجل وقف إطلاق النار في غزة مستخدمين بيانا عاما مشتركا نادرا للضغط من أجل السلام.
وقال بيرنز ومور إن وكالتيهما "استغلتا قنواتنا الاستخباراتية للضغط بقوة من أجل ضبط النفس وخفض التصعيد".
ففي مقال رأي لصحيفة "فينانشيال تايمز"، قال مديرا وكالتي الاستخبارات إن وقف إطلاق النار في حرب إسرائيل ضد "حماس" "يمكن أن ينهي معاناة المدنيين الفلسطينيين وخسائرهم المروعة في الأرواح ويعيد الرهائن إلى ديارهم بعد 11 شهرا من الاحتجاز"، بحسب المقال.
يذكر أن بيرنز شارك في الجهود الرامية لإنهاء القتال حيث سافر إلى مصر في آب (أغسطس) لإجراء محادثات رفيعة المستوى تهدف للتوصل إلى اتفاق بشأن المحتجزين لوقف مؤقت على الأقل للصراع.
ولم يتم التوصل إلى اتفاق حتى الآن رغم إصرار المسؤولين الأميركيين على أن الاتفاق قريب.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن مؤخرا إن "هناك قضيتين أخريين فقط" لا تزال دون حل. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إن التقارير عن حدوث إنجاز "غير دقيقة تماما".
يذكر أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة حليفتان قويتان لإسرائيل، على الرغم من أن لندن انحرفت عن واشنطن يوم الاثنين بتعليق بعض صادرات الأسلحة إلى إسرائيل بسبب خطر استخدامها لانتهاك القانون الدولي.
إيران
وقال مور إنه يعتقد أن إيران لا تزال تعتزم الثأر لمقتل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إسماعيل هنية الذي وقع في طهران في أواخر تموز (يوليو) والذي تحمل طهران مسؤوليته لإسرائيل.
وعندما سُئل مور عما إذا كانت إيران سترد، قال: "أظن أنهم سيحاولون ولن نكون قادرين على التخلي عن حذرنا تجاه نوع النشاط الذي ربما يحاول الإيرانيون" القيام به في هذا الصدد.
وأضاف: "إيران تدعم الميليشيات في المنطقة وتساعد الحوثيين في هجمات البحر الأحمر".
الحرب في أوكرانيا
وبخصوص الحرب في أوكرانيا، ذكر مدير الاستخبارات الأميركية: "واشنطن قدمت دعما كبيرا لأوكرانيا ومستمرون في ذلك".
وأبرز: "الهجوم الأوكراني في كورسك إنجاز تكتيكي كبير.. ويجب ألا نشعر بالخوف من التنمّر الروسي".
وأوضح: "لا أرى أية دلائل على أن قوة روسيا تتراجع، ولدى (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين قبضة قوية".
في المقابل، قال مور إنه "ينبغي الاستمرار بدعم أوكرانيا في مواجهة روسيا".
وتابع: "تحرك أوكرانيا في كورسك داخل روسيا شجاع ويغيّر من قواعد اللعبة.. وروسيا تفشل في تحقيق أهدافها في أوكرانيا".
وأكد أن "بوتين يتحدث دائما عن التصعيد النووي وهذا لن يخيفنا".