واجه المرشّح الجمهوري دونالد ترامب والمرشّحة الديموقراطية كامالا هاريس بعضهما البعض على منصّة ليل الثلاثاء للمرة الأولى وربما الأخيرة، فما كانت أبرز نقاط هذه المواجهة؟
هجمات هاريس واستدراج ترامب
سيطرت هاريس بفعالية على جزء كبير من المناظرة بمثل هذه الهجمات واستدرجت ترامب إلى ردود كانت في بعض الأحيان تنفيساً عن غضبه.
اتّهمت ترامب برئاسة أسوأ هجوم على الديموقراطية الأميركية منذ الحرب الأهلية - أعمال الشغب في الكابيتول في 6 كانون الثاني (يناير) 2021. واتّهمته بأنّه يملي على النساء ما يمكنهن فعله بأجسادهن، وسخرت من مديح ترامب للديكتاتوريين.
قالت هاريس عن سباق 2020 الذي خسره ترامب أمام الرئيس جو بايدن: "لقد خسرت بالفعل تلك الانتخابات. دونالد ترامب طُرد من قبل 81 مليون شخص"، في إشارة إلى مجموع الأصوات التي فاز بها بايدن.
لكن ربّما تكون هاريس قد استفزت خصمها أكثر من غيره عندما هاجمت أداءه في تجمّعاته الانتخابية، مشيرة إلى أن الناس غالباً ما يغادرون مبكراً. ولكن أصرّ ترامب الذي بدا عليه الغضب بشكل واضح، على أن تجمّعاته كانت أكبر من تجمّعاتها.
"إنّها بايدن"
كان ترامب في كثير من الأحيان في موقف الدفاع، لكنّه كان يركّز على الرسالة الأساسية لحملته الانتخابية: التضخم والهجرة يضربان الأميركيين.
وربط مراراً وتكراراً بين هاريس وبايدن، وقال: "إنها بايدن".
ردّت هاريس: "من الواضح أنني لست جو بايدن وبالتأكيد لست دونالد ترامب. وما أقدمه هو جيل جديد من القيادة لبلدنا".
تأييد تايلور سويفت
جاءت إحدى أكثر اللحظات أهمية في منشور عبر أحد أكثر الحسابات متابعة على "إنستغرام" بعد لحظات من انتهاء المناظرة.
تتمتّع تايلور سويفت بمتابعين مخلصين من النساء الشابات، وهي شريحة سكانية تحتاج هاريس إلى الإقبال عليها بأعداد كبيرة.
ووصفت هاريس بـ"القائدة الموهوبة"، وطلبت من معجبيها أن يجروا أبحاثهم ويتّخذوا قراراتهم بأنفسهم، وقالت: "لقد أجريت أبحاثي، واتّخذت قراري".
العرق... وهاريس في الهجوم
سأل مدير قناة "أيه بي سي" ديفيد موير ترامب مباشرةً عن ادّعائه الشهر الماضي بأن هاريس "تحوّلت إلى سوداء".
حاول ترامب التقليل من أهمية الأمر. وقال ترامب: "لا يهمني ما هي، أنت تضخّم الموضوع".
إلّا أن هاريس كانت لها فرصتها الافتتاحية وسردت قائمة طويلة من الخلافات العرقية لترامب: تسويته القانونية للتمييز ضد المستأجرين السود المحتملين في مبانيه السكنية في نيويورك في السبعينيات؛ وإعلانه الذي دعا فيه إلى إعدام المراهقين السود واللاتينيين - الذين تم اعتقالهم خطأً - في قضية عداء سنترال بارك في الثمانينيات؛ وادّعاءاته الكاذبة بأن الرئيس السابق باراك أوباما لم يولد في الولايات المتحدة.
واتّهم ترامب هاريس بمحاولة "تقسيم" الناس ورفض ادّعاءاتها ووصفها بأنّها قديمة.
الإجهاض
دافعت هاريس بقوّة عن حقوق الإجهاض، وهي ربما القضية الأقوى بالنسبة للديموقراطيين منذ أن شكّل مرشحو ترامب أغلبية في المحكمة العليا لإلغاء الحق الدستوري في الإجهاض.
وقالت هاريس: "لا ينبغي للحكومة، ودونالد ترامب بالتأكيد، أن يملي على المرأة ما تفعله بجسدها".
وكان ترامب شرساً في الدفاع عن نفسه، قائلاً إنّه أعاد القضية إلى الولايات، وهي نتيجة اعتبر أن العديد من الأميركيين يريدونها.
ومع ذلك، فقد عانى من الدقّة، إذ كرّر الادّعاء بأن الديموقراطيين يدعمون الإجهاض حتى بعد ولادة الأطفال. وتمسّك بذلك حتى بعد أن صحّحته مديرة الحوار لينسي ديفيس.
المقاطعة
أخذ ترامب بوجهة نظر هاريس ووجهها إليها مباشرةً، وذلك عندما اعترض بعد أن قاطعته هاريس.
قال ترامب: "انتظري لحظة، أنا أتحدث الآن. هل يبدو مألوفاً؟".
كانت هاريس قد استخدمت هذه الجملة ضد مايك بنس في مناظرة نائب الرئيس لعام 2020، عندما وبّخته على مقاطعته قائلة: "سيدي نائب الرئيس، أنا أتحدّث الآن".
رسالة إلى الوسط
ستُحسم نتيجة الانتخابات الأميركية من قبل شريحة صغيرة من الناخبين المتأرجحين في عدد قليل من الولايات. وفي هذا السياق، وجّهت هاريس نداءً صريحاً إلى الناخبين من مختلف الأطياف السياسية بما في ذلك الجمهوريين.
وعدّدت العديد من الجمهوريين الذين خدموا سابقاً في إدارة ترامب والذين أيّدوا حملتها الانتخابية الآن.
في الوقت نفسه، لم يقدّم ترامب سوى القليل من التواصل مع الناخبين الوسطيين.
ترامب المنضبط... إلى حين؟
كان الديموقراطيون يأملون والجمهوريون يخشون أن يفقد ترامب هدوءه على المسرح. لم يفعل ذلك في البداية ولكن مع ازدياد استفزاز هاريس له، تورّط بذلك.
قام ترامب بتضخيم الشائعات الكاذبة بأن المهاجرين الهايتيين في أوهايو يأكلون الحيوانات الأليفة، وجادل بأن إدارة بايدن-هاريس كانت تقبل مهاجرين خطرين.
وعندما ضغطت عليه هاريس بشأن مجموعة من القضايا الجنائية والمدنية المرفوعة ضدّه، رد ترامب غضباً. واتّهم هاريس وبايدن بتلفيق جميع القضايا، وقال: "ربما تلقّيت رصاصة في رأسي بسبب الأشياء التي قالوها عني".
وعندما تم الضغط عليه حول ما إذا كان يتحمّل أي مسؤولية عن أعمال الشغب في الكابيتول، رفع ترامب صوته ملقياً باللوم على كل من النائبة الديموقراطية نانسي بيلوسي من كاليفورنيا، التي كانت رئيسة مجلس النواب في ذلك الوقت، ورئيسة بلدية واشنطن.
وقال إن مثيري الشغب "عوملوا معاملة سيئة للغاية" ونفى مرّة أخرى أنّه خسر انتخابات 2020.
فأجابت هاريس "لقد طُرد دونالد ترامب من قبل 81 مليون شخص، لنكن واضحين بشأن ذلك، ومن الواضح أنه يواجه صعوبة بالغة في معالجة ذلك".
معركة الاقتصاد
افتتحت المناظرة بتبادل غير متوقع للمناوشات بشأن الاقتصاد.
هاجمت هاريس ترامب بسبب خطّته لفرض رسوم جمركية شاملة والعجز التجاري الذي أداره كرئيس، وانتقد ترامب هاريس بسبب التضخّم الذي قال إنّه الأسوأ في تاريخ البلاد.
ولفت ترامب إلى أن الناس ينظرون إلى اقتصاد رئاسته باعتزاز، متابعاً: "لقد أنشأت واحداً من أعظم الاقتصادات في تاريخ بلادنا".
وردّت هاريس للمشاهدين بشكل قاطع: "دونالد ترامب ليس لديه خطّة من أجلكم".
سيناريو كلينتون لم يتكرّر!
ستكون هاريس أول رئيسة في البلاد فيحال انتخابها لكن جنسها كان فكرة ثانوية خلال المناظرة.
ولم تكن هناك لحظات أدائية كان فيها الجنس قضية. فمن ينسى قرار ترامب بالوقوف خلف منافسته الأخيرة هيلاري كلينتون خلال مناظرة عام 2016؟ ووصفها بأنّها "امرأة بذيئة". وبعد ذلك، قالت كلينتون إنّها شعرت بالفزع.
ولكن في ليلة الثلاثاء، بقي كلا المرشّحين خلف منصّتيهما حسب التعليمات.