يستأثر توقيف المشتبه به في إطلاق النار على الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب بحيز مهم في التغطية الاعلامية ومن المتوقع أن يهز الحملة الرئاسية التي عانت في الأشهر الأخيرة من صدمة تلو الأخرى.
فالزخم والتركيز الإعلامي الذي حظيت به نائبة الرئيس كامالا هاريس في أعقاب مناظرتها القوية ضد ترامب في العاشر من أيلول (سبتمبر) سوف يتنافسان مع التغطية الشاملة لخلفية المشتبه به والسؤال المحيّر حول كيف استطاع شخص الاقتراب لمسافة مئات الأمتار من الرئيس السابق دون أن يتم اكتشافه.
ولم تضيع حملة ترامب الوقت للاستفادة من الزخم الذي قد تولده المحاولة الثانية لاغتيال المرشح الجمهوري، وسارعت إلى ارسال بريد إلكتروني إلى مؤيديه يوم الأحد، تطلب فيه المزيد من التبرعات، وإن يكن غير محسوم بعد ما إذا كانت الحادثة الأخيرة ستؤثر على فرصه الانتخابية.
وتراجع ترامب خلف نائبة الرئيس كامالا هاريس في معظم استطلاعات الرأي خلال الأسابيع الماضية، إلا أن السباق يبدو متقارباً للغاية بحيث يصعب التنبؤ بنتائجه، حتى بعد المناظرة الأخيرة بينهما، والتي اعتبرها كثيرون انتصاراً لهاريس.
ومن هذا المنطلق، تبدو الصورة مختلفة للغاية عن تلك التي ظهرت في منتصف تموز (يوليو) عندما كان ينزف وتم إخراجه من المسرح في بتلر بولاية بنسلفانيا، بعد أن أخطأت رصاصة رأسه بمليمترات قليلة بينما كان يتحدث إلى الآلاف من أنصاره.
في حينه، افترض كثيرون أن إطلاق النار حسم الانتخابات، وتحولت صورة ترامب وهو يلوح بقبضته تحت العلم الأميركي في اللحظات التي أعقبت الحادث إلى أيقونة.
بعد المحادثات، مالت استطلاعات الرأي قليلاً لصالحه، لكن الرئيس جو بايدن كان لا يزال خصمه عندما حدث ذلك، وكان النسور في الحزب الديموقراطي يحومون في انتظار إقناع الرئيس بالتنحي.
وتمتع الرؤساء السابقون الذين نجوا من محاولات الاغتيال بارتفاع مؤقت في تأييد الناخبين، ولكن هذا لم يدم طويلاً. فقد كاد الرئيس الراحل رونالد ريغان أن يُقتل برصاصة أطلقت عليه أثناء مغادرته فندق واشنطن هيلتون بعد شهر واحد فقط من توليه الرئاسة في عام 1981، وارتفعت شعبيته حينها بنحو ثماني نقاط في المتوسط على مدى الشهرين التاليين، ولكنها بدأت في الانخفاض مع عودة الولايات المتحدة إلى الركود، وأنهى العام بفارق أكثر من عشر نقاط أقل مما كان عليه عند تنصيبه.
واستُهدِف جيرالد فورد من اثنين من القتلة المحتملين في غضون 17 يوماً عام 1975، أحدهما فشل في إطلاق رصاصة واحدة والثاني أخطأ برصاصتين. وسجل فورد ارتفاعاً متواضعاً في التأييد بعد إعلانه أنه لن يتوانى عن الظهور العام، وارتفعت شعبيته بنحو نقطتين، ولكنها انخفضت إلى ما دون مستوى ما قبل محاولة الاغتيال في غضون شهر، وفشل في الفوز بإعادة انتخابه بعد عام.