النهار

بايدن يحذّر زعماء "كواد": الصين تختبرنا
المصدر: أ ف ب
أضفى بايدن الذي انسحب من الانتخابات الرئاسية في تموز (يوليو) بعد مخاوف بشأن عمره لمسات شخصية على القمة الوداعية.
بايدن يحذّر زعماء "كواد": الصين تختبرنا
جانب من اللقاء. (أ ف ب)
A+   A-
اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن السبت في تسريب صوتي أمام زعماء تحالف "كواد" الذي يضم أستراليا والهند واليابان، بعدما نسي ميكروفونه مفتوحاً، أن الصين العدوانية "تختبرنا"، ما من شأنه أن يؤثّر سلباً على بيان صادر عن القمّة تجنّب ذكر الصين بالاسم.
 
وجاءت هذه التعليقات خلال افتتاح بايدن قمّة وداعية للتحالف في مسقط رأسه بمدينة ويلمنغتون بولاية ديلاور، جمعت رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا ورئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي.
 
وسُمع بايدن يقول في تصريحات أمام زعماء "كواد" كان من المفترض أن تكون سرّية "تواصل الصين التصرف بعدوانية، وتختبرنا في جميع أنحاء المنطقة".

أضاف بايدن أنه في حين يركّز الرئيس الصيني شي جينبينغ على "التحدّيات الاقتصادية المحلية"، إلا أنّه "يتطلّع أيضاً إلى شراء بعض المساحة الدبلوماسية لنفسه، برأيي، للسعي بعدوانية لتحقيق مصالح الصين".
 
لكنّه شدد على أن "الجهود المكثّفة" التي بذلتها واشنطن مؤخراً لتخفيف التوتر، بما في ذلك المكالمة الهاتفية مع شي في نيسان (أبريل)، ساعدت في منع اندلاع نزاعات.
 
وقد هدّد خطأ بايدن بالتحدّث أمام ميكروفون مفتوح بتقويض الجهود الدبلوماسية الحذرة للدول الأربع خلال القمة مع الصين.

"قلق جدّي"
وفي بيانهم المشترك بعد القمّة، لم يذكر الزعماء الأربعة الصين بشكل مباشر، حتى في تعبيرهم عن قلقهم إزاء التوتّرات على حدودها.

وجاء في البيان "نشعر بقلق جدي إزاء الوضع في بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي".
 
وندّد الزعماء بالمناورات "الترهيبية" في بحر الصين الجنوبي، حيث حدثت مناوشات بين السفن بسبب مطالبات بالسيادة على المعبر المائي الهام، بدون تحديد الجهة التي تقوم بهذه المناورات.

وهناك أيضاً جزر متنازع عليها في بحر الصين الشرقي كانت أيضاً ومنذ فترة طويلة مصدر توتّرات بين اليابان والصين.

وبدلاً من ذلك، استخدم الزعماء لغة مبطنة، كما فعلوا في مناسبات سابقة، حول إبقاء المنطقة "حرة ومفتوحة" والإشارة إلى "تحدّيات" جيوسياسية.
 
والظل الآخر الذي خيم على القمة هو الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني (نوفمبر)، حيث يخوض الرئيس السابق دونالد ترامب سباقاً متقارباً ضد وريثة بايدن السياسية كامالا هاريس.
 
وشدّد بايدن على أن التحالف سيبقى مهماً كان الوضع السياسي، قائلاً لزعماء الرباعية في تصريحاته العامة قبل خروج الصحافيين "تحالف كواد موجود ليبقى".

وعندما سأله الصحافيون ما إذا كان التحالف سينجح في تجاوز انتخابات الخامس من تشرين الثاني، أجاب بايدن "أبعد من نوفمبر بكثير. أبعد من نوفمبر بكثير".

"هنا للبقاء"
وأعطى رئيس الوزراء الهندي مودي التزاماً مماثلاً من شأنه أن يلقى ترحيباً من واشنطن وكانبيرا وطوكيو التي تسعى إلى التقرب من نيودلهي غير المنحازة تاريخياً.

وقال مودي الذي تستضيف بلاده قمّة "كواد" العام المقبل في الهند "رسالتنا هي أن كواد هنا لتبقى".

وأضفى بايدن الذي انسحب من الانتخابات الرئاسية في تموز (يوليو) بعد مخاوف بشأن عمره لمسات شخصية على القمة الوداعية.
 
فقد عقد اجتماع القمّة في مدرسته الثانوية السابقة في ويلمنغتون، وأجرى محادثات في وقت سابق في منزله مع الزعماء الثلاثة.

وقال "أنا سعيد حقّاً لأنك تمكنتم من الحضور إلى منزلي ورؤية المكان الذي نشأت فيه".
 
وأعلن الزعماء استثمارات في مبادرة بايدن "كانسر موونشوت" لمكافحة السرطان، وهو مشروع شخصي للرئيس الأميركي الذي توفّي نجله الأكبر بو بسرطان المخ.

ولم يُسمح لوسائل الإعلام بالوصول إلى الاجتماعات الخاصة في منزل بايدن.

ونشر بايدن صوراً على وسائل التواصل الاجتماعي له مع ألبانيزي ثم مع كيشيدا في غرفة الرسم في منزله المطل على بحيرة.
 
وقال البيت الأبيض إن القمّة تعكس الطريقة التي يعطى فيها بايدن الأولوية للتحالفات الدولية.
 
وهناك تساؤلات متزايدة حول ما سيحدث لتحالف "كواد" في حال عودة ترامب الذي هدّد بسحب الولايات المتحدة من "الناتو" وأحلاف أخرى في حال عودته إلى البيت الابيض.

ولم تحضر نائبة الرئيس كامالا هاريس المرشحة للرئاسة عن الحزب الديموقراطي الاجتماعات.


وأُسِّس الحلف الرباعي استجابة لكارثة تسونامي المدمرة عام 2004، ثم اتخذ منحى مؤسسياً أكثر عام 2007، لكنه شهد لاحقاً فترات مد وجزر.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium