نقلت وكالة رويترز عن ستة مصادر مطلعة، أن الولايات المتحدة تقود جهوداً دبلوماسية جديدة لإنهاء الأعمال القتالية في قطاع غزة ولبنان، وذلك ضمن مبادرة واحدة، في حين نقلت شبكة "سي إن إن" عن مصادر مطلعة تأكيدها أن الولايات المتحدة تعمل على ذلك بشكل عاجل وإن إدارة الرئيس جو بايدن قريبة للغاية من الانتهاء من خطتها لتهدئة التوترات بين إسرائيل وحزب الله.
وذكر مسؤولان لبنانيان ودبلوماسيان غربيان ومصدر مطلع على تفكير حزب الله ومصدر آخر مطلع على المحادثات أنه يجري وضع التفاصيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وقال ثلاثة مسؤولين إسرائيليين، إن الولايات المتحدة وفرنسا تعملان على مقترحين لوقف إطلاق النار لكن دون إحراز تقدم كبير حتى الآن.
وقالت المصادر إن هذه ستكون المرة الأولى التي يجري فيها ربط الجبهتين ضمن جهود دبلوماسية أميركية.
وقال مسؤول لبناني كبير والمصدر المطلع على تفكير حزب الله والمصدر المطلع على المحادثات إن الاتفاق ربما يؤدي في نهاية المطاف إلى إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) منذ هجوم السابع من تشرين الأول (أكتوبر) على إسرائيل الذي أعقبته الأعمال القتالية في المنطقة.
وتسعى واشنطن إلى احتواء التوتر في الشرق الأوسط منذ هجوم السابع من تشرين الأول (أكتوبر).
وأطلق حزب الله المدعوم من إيران صواريخ على مواقع للجيش الإسرائيلي عبر حدود جنوب لبنان غداة هجوم حماس، قائلا إنه يشن هجماته تضامنا مع غزة.
ومنذ ذلك الحين، دأب حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله على القول بأن الجماعة لن توقف إطلاق النار على إسرائيل حتى توقف إسرائيل هجومها على قطاع غزة.
إسرائيل تكثف هجماتها
وكثفت إسرائيل بشكل كبير حملتها العسكرية على حزب الله في لبنان خلال الأيام القليلة الماضية، إذ قتلت عدة قادة من الجماعة اللبنانية في هجوم يوم الجمعة ونفذت ضربات يوم الاثنين تقول السلطات الصحية اللبنانية إنها أسفرت عن مقتل أكثر من 550 شخصا منهم 50 طفلا.
وقالت المصادر إن تكثيف الهجمات دفع إلى بذل جهود دبلوماسية لوقف الأعمال القتالية على الجبهتين.
وذكر المسؤول اللبناني الكبير والمصدر المطلع على تفكير حزب الله، أن حزب الله "منفتح على كل التسويات التي تشمل غزة ولبنان".
وأضاف المسؤول اللبناني الثاني: "إذا لم تجهزوا حزمة، فإن من المستحيل التوصل إلى اتفاق ولن تتوقف الحرب".
وفي إشارة إلى تسريع الجهود الدبلوماسية، قال نجيب ميقاتي رئيس الوزراء في حكومة تسيير الأعمال بلبنان في وقت متأخر يوم الاثنين إنه سيتوجه إلى نيويورك لحضور اجتماعات بشأن التطورات في الآونة الأخيرة. ولم يكن يعتزم الحضور قبل ذلك.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فوض وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر بإخطار واشنطن أن إسرائيل مستعدة للتفاوض بشأن لبنان ووقف إطلاق نار مؤقت.
وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم" إن تل أبيب تقدر أن احتمالات نجاح المبادرة الأميركية ضئيلة لكنها مستعدة لإبرام اتفاق.
كذلك، نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين أميركيين ومسؤول إسرائيلي قولهم إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تعمل على مبادرة دبلوماسية جديدة لوقف القتال في لبنان واستئناف مفاوضات غزة.
ونقل الموقع عن مصدر أميركي تأكيده أن واشنطن تعمل مع دول عدة على مقترح لحل دبلوماسي بشأن شمال إسرائيل، وعرضت مبادرتها الجديدة على فرنسا وإسرائيل ولبنان ودول عربية أخرى.
وذكر المسؤول الإسرائيلي أن نتنياهو أعطى الضوء الأخضر لبحث المبادرة الأميركية الجديدة بشأن لبنان.
"التأثير الأميركي محدود"
من جهته، ذكر موقع "واللاه نيوز" العبري، أن "مسؤولين أميركيين كبارا يعترفون في محادثات خاصة بأن القتال الضخم في لبنان يبدو وكأنه حرب أخرى، حتى لو لم تسميها إدارة بايدن رسمياً بذلك، وهو الذي بذل الكثير من الجهد لمنع الحرب في غزة من الانتشار إلى ساحات أخرى".
وأشار الموقع إلى "التحرك الكبير الذي بذله المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، خلال الأشهر الأخيرة، نحو التوصل إلى اتفاق لتهدئة القتال بين إسرائيل وحزب الله، لكن ذلك كان مشروطاً بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى الذين تحتجزهم حماس والتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة".
ووأضاف: "عندما وصلت مفاوضات وقف إطلاق النار إلى طريق مسدود قبل بضعة أسابيع، تعثرت معها مبادرة هوكشتاين الذي سافر الأسبوع الماضي، إلى إسرائيل وحذر نتنياهو من العواقب السلبية للحرب في لبنان".
ووفق "واللاه نيوز": "في اليوم التالي، نفذت إسرائيل هجوم أجهزة الاتصال الذي كان الأول في سلسلة من الهجمات القاتلة ضد حزب الله، حيث قال مسؤولون أميركيون كبار إن هوكشتاين كان غاضباً ليس فقط لأن الإسرائيليين قاموا بتهميشه بشأن الهجوم، ولكن في الغالب لأنهم تجاهلوا تماماً كل ما قاله لهم".
وتحدث الموقع عن أن مسؤولين خلصوا إلى أن "تأثير الولايات المتحدة على صنع القرار الإسرائيلي أصبح الآن محدوداً".