أفادت الشرطة الأسترالية اليوم الاثنين بأن المهاجم الذي قتل ستة أشخاص طعنا في مركز تسوق مزدحم في ضاحية بوندي الساحلية بسيدني ربما كان يستهدف النساء، في الوقت الذي أعلنت البلاد الحداد على الضحايا ووضع مئات الأشخاص الزهور بالقرب من مكان الحادث.
وفي الهجوم الذي وقع يوم السبت في مركز ويستفيلد بوندي جانكشن التجاري، قُتل خمسة من الأشخاص الستة وأغلبية المصابين الاثني عشر من النساء.
وقالت كارين ويب مفوضة شرطة ولاية نيو ساوث ويلز لهيئة الإذاعة الأسترالية: "من الواضح بالنسبة لي، ومن الواضح للمحققين... أن الجاني ركز على النساء وتجنب الرجال".
وأضافت: "المقاطع المصورة تتحدث عن نفسها، أليس كذلك؟ هذا بالتأكيد خط للتساؤل بالنسبة لنا".
ووصف شهود كيف قام المهاجم جويل كوتشي (40 عاما)، الذي كان يرتدي سروالا قصيرا وقميصا لدوري الرغبي الوطني الأسترالي، بالركض عبر المركز التجاري حاملا سكينا. وقُتل المهاجم على يد المفتشة إيمي سكوت التي تصدت له بمفردها بينما كان في حالة هياج.
وقالت الشرطة إن كوتشي كان يعاني من مشاكل تتعلق بالصحة النفسية في الماضي، ولم يكن هناك ما يشير إلى الهجوم له دوافع أيديولوجية.
والرجل الوحيد الذي قُتل خلال الهجوم هو حارس الأمن البالغ من العمر 30 عاما في المركز التجاري ويُدعى فراز طاهر، ووصل إلى أستراليا العام الماضي كلاجئ من باكستان، وفقا لبيان صادر عن الجماعة الإسلامية الأحمدية في أستراليا التي كان ينتمي لها.
وقالت حكومة نيو ساوث ويلز إنها ستتبرع بمبلغ 18 مليون دولار أسترالي (12 مليون دولار) لإجراء تحقيق مستقل في الحادث لكن رئيس وزراء الولاية كريس مينز استبعد أي تغيير في القواعد التي من شأنها أن تسمح لحراس الأمن الخاص بحمل الأسلحة النارية.
وجرائم العنف مثل حادث الطعن الذي وقع يوم السبت نادرة في الدولة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 27 مليون نسمة، والتي لديها بعض من أكثر قوانين الأسلحة والسكاكين صرامة في العالم.
وتم تنكيس العلم الوطني الأسترالي في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك في مبنى البرلمان وجسر ميناء سيدني، لتأبين للضحايا. كما سيتم إضاءة أشرعة دار الأوبرا في سيدني بشريط أسود مساء اليوم الاثنين.
أحب وحشا
يشير حساب كوتشي على فايسبوك إلى أنه من توومبا قرب بريزبين، ودرس في ثانوية المنطقة وجامعتها.
ويقول والداه إنه كان يعاني اضطرابات نفسية مذ كان مراهقا.
وقال والده أندرو كوتشي لوسائل إعلام محلية إنه "مفجوع" ولا يعلم الاسباب التي دفعت بابنه للقتل.
وأضاف متحدثا قرب منزله في كوينزلاند: "سخّرت نفسي في خدمة ابني عندما علمت إنه يعاني اضطرابا نفسيا".
ورجح أن يكون ابنه استهدف نساء في المقام الأول "لأنه كان يريد صديقة، ولا يتمتع بمهارات اجتماعية وكان محبطا".
وتابع: "هو ابني وأنا أحب وحشا.... بالنسبة لكم هو وحش لكنه شخص مريض جدا".
وقالت الشرطة إن بين النساء الضحايا أم تبلغ 38 عاما سلمت طفلتها التي كانت تنزف لغرباء قبل نقلها إلى المستشفى حيث فارقت الحياة.
والطفلة في حالة خطيرة وترقد في مستشفى في سيدني.
ولا يزال ثمانية من الجرحى في المستشفى بعضهم حالته خطيرة.
طعن كوتشي ضحاياه خلال نحو نصف ساعة قبل أن تطارده الشرطية إيمي سكوت وتقتله.
ويعتقد أن كوتشي توجه إلى سيدني قبل شهر تقريبا واستأجر وحدة تخزين صغيرة في المدينة، كانت تحتوي على مقتنيات شخصية.
وقال والداه إنه كان يعيش في سيارة ونُزل، وكان يتواصل معهما بين الحين والآخر عبر الرسائل النصية.
وأمام مركز التسوق في بونداي وضعت باقات الزهور تكريما للضحايا.
وقال رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي إنه تحدث إلى عائلات الضحايا.
وقال لإذاعة "إيه بي سي" إن "وجود عدد أكبر من النساء بين القتلى مثير للقلق بالطبع، نشعر بالحزن على كل ضحية"، ووعد بفتح تحقيق "شامل" من قبل الشرطة.
وسيتم إجراء تحقيق قضائي عام في الحادث حسبما قال رئيس وزراء مقاطعة نيو ساوث ويلز كريس مينز للصحافيين.
وأضاف أن التحقيق سينظر في استجابة الشرطة وفي التحقيق الجنائي، وكذلك في اتصالات المهاجم السابقة مع السلطات الصحية بالمقاطعة.