النهار

رسمياً... فوز محمد ديبي بالانتخابات الرئاسية في تشاد
المصدر: أ ف ب
هدفت الانتخابات إلى إنهاء ثلاث سنوات ‏من الحكم العسكري في دولة ذات دور محوري في الحرب ‏ضد الجهاديين في الساحل الإفريقي.‏
رسمياً... فوز محمد ديبي بالانتخابات الرئاسية في تشاد
محمد ديبي (أ ف ب)
A+   A-
 
فاز رئيس المجلس العسكري في تشاد محمد إدريس ديبي إتنو ‏في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت هذا ‏الأسبوع، وفقا لنتائج رسمية أولية صدرت الخميس، ما يعزز ‏هيمنة عائلته على السلطة منذ عقود.‏

وهدفت الانتخابات التي جرت الاثنين إلى إنهاء ثلاث سنوات ‏من الحكم العسكري في دولة ذات دور محوري في الحرب ‏ضد الجهاديين في منطقة الساحل الإفريقي.‏

وأفادت اللجنة الانتخابية بأن ديبي حصل على 61,03 في المئة ‏من الأصوات، متفوقا على رئيس وزرائه سوكسيه ماسرا ‏الذي حصل على 18,53 في المئة. ومن المقرر أن يصادق ‏المجلس الدستوري على النتائج.‏
 
 
وقال ديبي في خطاب مقتضب "أنا الآن الرئيس المنتخب لكل ‏التشاديين" متعّهدا الوفاء "بالتزاماته".‏

وكان ماسرا أعلن في وقت سابق فوزه، محذرا فريق ديبي من ‏تزوير النتائج.‏

وأفاد مراسلو وكالة "فرانس برس" أن جنودا أطلقوا النار في ‏الهواء في العاصمة نجامينا ابتهاجا وأيضا لردع المتظاهرين ‏بعد تصريحات ماسرا.‏

وهرب بعض الأشخاص للاحتماء أو عادوا إلى منازلهم ‏وسرعان ما أصبحت شوارع العاصمة خالية.‏

في غضون ذلك، تجمّع أنصار لديبي قرب القصر الرئاسي في ‏وسط نجامينا وغنوا وأطلقوا أبواق السيارات ورشقات من ‏الرصاص في الهواء ابتهاجا، وفق ما أفادت "فرانس برس".‏

وأصيب مراهقان على الأقل برصاص عشوائي.‏

فرز أصوات متواز ‏
وكان أنصار ماسرا، وهو خبير اقتصادي يبلغ 40 عاما، ‏يجرون فرز أصوات خاصا بهم بالتوازي مع الفرز الرسمي. ‏وفي خطاب نُشر على صفحته في فايسبوك قبل ساعات من ‏إعلان النتائج قال ماسرا إن فرز فريقه "يؤسس لفوز من ‏الجولة الأولى لتغيير الوضع الراهن".‏

وأضاف "النصر مدوٍّ ولا عيب فيه"، لكنه توقع أن يعلن فريق ‏ديبي فوزه و"يسرق النصر من الشعب".‏

ودعا ماسرا، وهو زعيم معارضة سابق عُيِّن رئيسا للوزراء ‏في كانون الثاني (يناير)، التشاديين إلى "الاحتجاج السلمي ‏لإثبات انتصارنا".‏

وجاء إعلان النتائج الخميس قبل أسبوعين تقريبا من التاريخ ‏الذي كان محددا سابقا وهو 21 أيار (مايو).‏

وبالإضافة إلى ديبي وماسرا، ترشّح للانتخابات الرئاسية ‏ثمانية آخرين، إما غير معروفين نسبيا أو يعتبرون غير ‏معادين للنظام.‏

وأعلن رئيس الوزراء السابق ألبرت باهيمي باداكي حصوله ‏على المركز الثالث بنسبة 16,91 % من الأصوات في ‏الانتخابات التي شهدت إقبالا بلغت نسبته 75,89 %، وفق ما ‏أعلن رئيس الوكالة الوطنية لإدارة الانتخابات أحمد ‏بارتشيريت.‏
 
 
‏"طيار ومساعد طيار" ‏
ودعت لمعارضة إلى مقاطعة الانتخابات معتبرة أن نتائجها ‏معروفة مسبقا.‏

وبعد إعلانه ترشّحه، قال ماسرا إنه يقوم بذلك من أجل ‏المحافظة على الفريق الحالي المكوّن من "طيار ومساعد ‏الطيار" في طائرة متجهة "نحو الديموقراطية"، متحدّثا عن ‏ديبي وعن نفسه.‏

وكان ماسرا من المعارضين الذين دُفعوا إلى مغادرة البلاد ‏لكنه عاد لاحقا وعُين رئيسا للوزراء في كانون الثاني (يناير).‏

واتّهمه المنتقدون بأنه أداة بيد النظام في غياب أي منافسين ‏فعليين وحملة القمع التي تعرّضت لها المعارضة واستبعاد ‏شخصيات بارزة من الانتخابات.‏

محاربة الجهاديين ‏
وأُعلن ديبي رئيسا انتقاليا من جانب مجلس مشكل من 15 ‏جنرالا في العام 2021 بعد مقتل والده إدريس ديبي إتنو في ‏الجبهة خلال إشرافه على معركة مع متمردين بعد 30 عاما ‏من الحكم.‏

ووعد ديبي الابن بمرحلة انتقالية إلى الديموقراطية مدتها 18 ‏شهرا، لكنه مددها لاحقا لعامين.‏

ومذّاك، فرّ المعارضون أو أسكتوا أو تحالفوا مع ديبي.‏

في تشرين الأول (أكتوبر) 2022، أطلق الجيش والشرطة ‏النار على متظاهرين كانوا يحتجّون على تمديد المرحلة ‏الانتقالية، من بينهم أعضاء في حزب "المغيّرون" الذي ‏يتزعمه ماسرا.‏

وحذّر الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان من أن الانتخابات تبدو ‏‏"غير نزيهة ولا حرّة ولا ديموقراطية"، مشيرة إلى "تزايد ‏انتهاكات حقوق الإنسان" بما في ذلك مقتل ديلو.‏

كما حذّرت مجموعة الأزمات الدولية من أن "عددا من ‏المشكلات التي حدثت في الفترة ما قبل الانتخابات ألقت ‏بظلال من الشك على نزاهتها".‏

وحافظت تشاد على تحالفها الأمني مع فرنسا التي سحبت ‏قواتها في السنوات الأخيرة من مستعمرات إفريقية سابقة بناء ‏على طلب الأنظمة العسكرية التي تحكمها ومن بينها مالي ‏وبوركينا فاسو والنيجر.‏

وتشهد دول الساحل تمردا جهاديا وعززت علاقاتها مع روسيا ‏بعد قطعها مع باريس.‏
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium