النهار

وزير الداخلية الفرنسي يتوقع استعادة السيطرة على الوضع ‏في كاليدونيا قريباً
المصدر: رويترز
ذكر وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان أن الدولة الفرنسية تتوقع استعادة ‏السيطرة على الوضع في كاليدونيا الجديدة "في الساعات ‏المقبلة".
وزير الداخلية الفرنسي يتوقع استعادة السيطرة على الوضع ‏في كاليدونيا قريباً
أعمال شغب في كاليدونيا الجديدة (أ ف ب)
A+   A-
 
‏ ذكر وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان لتلفزيون ‏‏"فرانس 2" اليوم الخميس أن الدولة الفرنسية تتوقع استعادة ‏السيطرة على الوضع في كاليدونيا الجديدة "في الساعات ‏المقبلة"، وذلك بعد أعمال شغب عنيفة لليلة الثالثة على التوالي ‏أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص في الجزيرة الواقعة في ‏المحيط الهادي‎.‎
 
ودعت دول في منطقة المحيط الهادي مجاورة لكاليدونيا الجديدة ‏إلى وقف التصعيد والعودة إلى الحوار بين فرنسا والأحزاب ‏السياسية في الجزيرة، بعد استمرار أعمال الشغب العنيفة لليلة ‏ثالثة وهي أحداث أسفرت عن مقتل أربعة واعتقال المئات ‏حتى الآن‎.‎

وأعلنت فرنسا حالة الطوارئ في كاليدونيا الجديدة ودخلت ‏حيز التنفيذ الساعة الخامسة صباحا بالتوقيت المحلي (1800 ‏بتوقيت غرينتش أمس الأربعاء) مما منح السلطات صلاحيات ‏إضافية لحظر التجمعات ومنع تنقل الأفراد في أنحاء الجزيرة‎.‎

واندلعت أعمال الشغب بسبب مشروع قانون جديد أقره ‏المشرعون في باريس يوم الثلثاء يسمح للفرنسيين الذين ‏عاشوا في كاليدونيا الجديدة عشر سنوات بالتصويت في ‏الانتخابات فيها وهي خطوة يخشى بعض الزعماء المحليين ‏من أنها ستضعف تأثير أصوات السكان الأصليين‎.‎

ونظّمت الاحتجاجات جهة تسمى (خلية تنسيق العمل الميداني) ‏وندّد بها المفوض السامي الفرنسي لوي لو فرانك اليوم ‏الخميس ونأى بها عن حزب جبهة الكانك للتحرير الاشتراكي ‏المؤيد للاستقلال‎.‎

وقال لو فرانك إن القوات المسلحة تحمي المطارين والميناء ‏في كاليدونيا الجديدة كما تم وضع أربعة على الأقل يعتقد أنهم ‏من المحرضين قيد الإقامة الجبرية‎.‎

وأوضح ممثل عن خلية تنسيق العمل الميداني أن لا علم لهم ‏بمن هم في الإقامة الجبرية‎.‎

وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان اليوم الخميس ‏‏"لن ينتشر الجيش في شوارع كاليدونيا الجديدة. المسألة ‏تتطلب فقط حفظ النظام" وأضاف أن عدد أفراد الشرطة ‏والأمن في كاليدونيا الجديدة سيزيد من 1700 إلى 2700 ‏بحلول مساء غد الجمعة مع استدعاء عدد قليل من الجنود ‏للمساعدة‎.‎

ولقي ثلاثة شبان من السكان الأصليين حتفهم في أعمال ‏الشغب، كما توفي مسؤول في شرطة يبلغ من العمر 22 عاما ‏متأثرا بإصابته بطلق ناري‎.‎

وأضاف دارمانان أن الشرطة ألقت القبض على المسؤول عن ‏إطلاق النار على اثنين من قتلى السكان الأصليين‎.‎

وإصلاح النظام الانتخابي هو أحدث بؤرة توتر في خلاف ‏مستمر منذ عقود بسبب دور فرنسا في الجزيرة الغنية ‏بالمعادن التي تقع في جنوب غرب المحيط الهادي على بعد ‏حوالي 1500 كيلومتر شرقي أستراليا‎.‎

وحضّ وزير الخارجية النيوزيلندي جميع الأطراف على عدم ‏تصعيد الوضع الذي وصفه بأنه "يتسبب في قلق كبير في ‏أنحاء منطقة جزر المحيط الهادي‎".‎

وقال رئيس وزراء فانواتو الذي يترأس مجموعة ميلانيزيا ‏التي تضم أيضا فيجي وبابوا غينيا الجديدة وجزر سليمان إن ‏التدمير العشوائي للممتلكات سيؤثر سلبا على اقتصاد كاليدونيا ‏الجديدة وله تأثير أيضا بالتبعية على أرواح كل سكانها بما ‏فيهم الكانك‎.‎

وأضاف أن على فرنسا أن تجري حوارا مع حزب جبهة ‏الكانك للتحرير الاشتراكي الذي ندد بأعمال العنف وأن تلغي ‏التعديلات الدستورية التي تسببت في الأزمة. وقال "كان من ‏الممكن تجنب تلك الأحداث إذا سمعت الحكومة الفرنسية ‏أصواتهم‎".‎

ودعا وزير الخارجية الأسترالي في البرلمان إلى تهدئة ‏الأوضاع وقال إن بلاده تؤيد النقاش والحوار بين جميع ‏الأطراف‎.‎

وقال لو فرانك في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون إن السلطات ‏ألقت القبض على أكثر من 200 وأصيب 64 من قوات الأمن ‏وأفراد الشرطة كما تسببت حواجز طرق أقامها محتجون في ‏عرقلة وصول الأدوية والغذاء للسكان‎.‎

وأضاف أن طرقا رئيسية وثانوية في العاصمة نوميا أغلقتها ‏حواجز من سيارات محترقة وهياكل سيارات، وبعضها كان ‏مفخخا‎.‎

وتابع أن اشتباكات وقعت أيضا خلال الليل بين أعضاء خلية ‏تنسيق العمل الميداني وجماعات دفاع عن النفس بما انتهك ‏حظرا للتجول وحمل السلاح‎.‎
 
 

اقرأ في النهار Premium