أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة أن الهجوم البرّي الذي بدأته موسكو في منطقة خاركيف بشمال شرق أوكرانيا هدفه إقامة "منطقة عازلة" بمواجهة هجمات تطال الأراضي الروسية، مؤكّداً أن جيشه لا يعتزم حالياً غزو المدينة التي تحمل الاسم ذاته.
وقال خلال مؤتمر صحافي في مدينة هاربين بشمال شرق الصين التي يزورها منذ الخميس "لقد قلت علناً إنه في حال استمرار ذلك (الهجمات الأوكرانية)، سنضطر لإقامة منطقة أمنية، منطقة عازلة. هذا هو ما نقوم به".
وأضاف "ما يحصل في اتّجاه خاركيف يتحمّلون هم (الأوكرانيون) أيضاً مسؤوليته، لأنّهم قصفوا ويواصلون قصف المناطق السكنية في المناطق الحدودية (الروسية) بما فيها بيلغورود".
وتتعرّض هذه المنطقة الروسية، ومركزها المدينة التي تحمل الاسم ذاته، لضربات أوكرانية شبه يومية باستخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة. وتؤكّد كييف أن هذه الهجمات تأتي ردّاً على القصف الذي تتعرّض له أراضيها منذ بدء الغزو الروسي في مطلع العام 2022.
ورداً على سؤال بشأن احتمال غزو مدينة خاركيف، مركز هذه المنطقة وثاني كبرى مدن أوكرانيا، أكّد بوتين أن هذا الأمر غير مطروح "في الوقت الحالي".
وقال "لا نخطّط لذلك في الوقت الحالي"، مؤكّداً أن الجيش الروسي يتقدّم "يومياً" في هذه المنطقة "كما هو مخطّط".
إلى ذلك، لفت بوتين إلى أن روسيا تدرس ما يجري بشأن الاجتماع المعلن في سويسرا بشأن أوكرانيا.
وقال: "نحن، بالطبع، نحلّل كل ما يحدث في هذه الخطة، في هذا الاتجاه. نحن ننظر، بالطبع، إلى ما يحدث حول الاجتماع الذي أعلن عنه الجميع في سويسرا، في جنيف".
وأردف: "بحثت مع الرئيس الصيني اقتراح الرئيس الفرنسي بوقف لإطلاق النار في أوكرانيا بمناسبة الألعاب الأولمبية".
وأطلقت روسيا في العاشر من أيار (مايو) هجوما برياً مباغتاً في منطقة خاركيف، لتوسّع بذلك من خطوط التماس مع الجيش الأوكراني الذي كان يتراجع أساساً في مناطق أخرى أمام القوات الروسية، في ظل معاناته نقصاً في العديد والعتاد.
وسبق لموسكو أن احتلّت مناطق واسعة في خاركيف بعيد بدء الغزو، قبل أن تتمكّن أوكرانيا من استعادة السيطرة عليها.