النهار

آخر تجمّع انتخابي حاشد للحزب الحاكم في جنوب إفريقيا قبل الاستحقاق
المصدر: ا ف ب
يعوّل حزب المؤتمر الإفريقي الحاكم في جنوب إفريقيا منذ ثلاثة عقود والذي يخوض الانتخابات العامة المقرّرة الأسبوع المقبل في ظل تراجع لشعبيته، على آخر تجمع كبير له ينظّمه السبت لحشد المتردّدين، معتمدا على ما تم تحقيقه منذ نهاية نظام الفصل العنصري.
آخر تجمّع انتخابي حاشد للحزب الحاكم في جنوب إفريقيا قبل الاستحقاق
سيريل رامافوسا (وسط) خلال تجمّع انتخابي حاشد في جوهانسبرغ (ا ف ب)
A+   A-
يعوّل حزب المؤتمر الإفريقي الحاكم في جنوب إفريقيا منذ ثلاثة عقود والذي يخوض الانتخابات العامة المقرّرة الأسبوع المقبل في ظل تراجع لشعبيته، على آخر تجمع كبير له ينظّمه السبت لحشد المتردّدين، معتمدا على ما تم تحقيقه منذ نهاية نظام الفصل العنصري.

بدورها تسعى المعارضة لرص صفوفها في آخر نهاية أسبوع قبل الاستحقاق.

وينظّم حزب "المناضلون من أجل الحرية الاقتصادية" اليساري المتشدد تجمّعا حاشدا في استاد في بولوكواني (شمال شرق) بمشاركة زعيمه المثير للجدل يولويس ماليما.

وبدأ آلاف من مناصري الحزب يتقاطرون إلى الاستاد للمشاركة في التجمّع.

وسعى "المناضلون من أجل الحرية الاقتصادية" خلال الحملة للاستفادة من النقمة الشعبية في صفوف الغالبية الفقيرة ضد النخب السياسية.

كذلك ينظّم حزب التحالف الديموقراطي آخر تجمّع حاشد له الأحد في ضواحي جوهانسبرغ بمشاركة زعيمه جون ستينهاوزن.

وتقاطر مناصرو حزب المؤتمر الإفريقي إلى استاد يتّسع لـ90 ألف شخص ويقع بين سويتو ذات الدور الفاعل في النضال ضد الفصل العنصري وجوهانسبرغ، العاصمة الاقتصادية للبلاد.

وقال رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا: "سنعمل أكثر وعلى نحو أفضل"، واصفا المؤتمر الإفريقي بأنه "الحزب السياسي الوحيد في كل جنوب إفريقيا القادر على حشد هذا العدد الكبير في مكان واحد".

وأضاف: "نجتمع هنا حاملين آمال وتطلعات الملايين"، وتابع: "سيقرر شعبنا ما إذا ستواصل بلادنا المضي قدما مع حزب المؤتمر الإفريقي نحو مستقبل أكثر إشراقا أو تعود إلى الماضي الرهيب".

وقال نكولوليكو سيبيكو (37 عاما) في تصريح لوكالة فرانس برس وبجانبه صديقته: "من الأهمية بمكان الوجود هنا هذه المرة لأن حزب المؤتمر الوطني الإفريقي يواجه صعوبة حقيقية" في الانتخابات المقررة الأربعاء.

وأضاف: "يجب منحهم فرصة أخرى"، معترفا بأن بعض مسؤولي الحزب "تصرفوا بشكل سيء" في إشارة إلى الفساد الذي يعاني منه الحزب الحاكم منذ انتخاب نيلسون مانديلا في العام 1994.

بالنسبة لسيبيكو، فإن الإخفاق الأكبر في عهد الرئيس الحالي سيريل رامابوزا يكمن في عجزه عن توفير الخدمات الأساسية لأكبر عدد ممكن من الناس، مع انقطاع التيار الكهربائي ونقص المياه الذي يعاني منه معظم سكان جنوب إفريقيا.

كذلك تنتقد نوميا نجيتو، وهي امرأة عاطلة عن العمل تبلغ 53 عاما وتعيش في مسكن للرعاية الاجتماعية، الحزب الحاكم، لكنّها تبدي امتنانها لحركة التحرير السابقة التي خلّصت السود من نظام الفصل العنصري والوحشي.
 

"لدي عنوان سكني" 
وتضيف: "على الأقل يحاولون تحسين حياتنا"، وتشدد على أنه في الماضي "كان الأمر محزنا ومؤلما للغاية. لم يكن لدينا شيء. الآن، على الأقل لدي عنوان سكني".

وتتابع: "ليس كل شيء يفعلونه جيدا" فهم بعيدون عن الكمال "لكنهم فعلوا أشياء جيدة".

وتقول إليزابيث امزيزي (74 عاما) التي تعاني صعوبات في المشي وتسير متّكئة على عصا "نحن هنا من أجل مانديلا. لقد جلبوا لنا (حزب المؤتمر الإفريقي) الحرية".

وتبدي كاثرين امزوزا (48 عاما) الحماسة نفسها، مشيرة إلى أنها نشأت على محبة الحزب، وتقول: "لدينا منازل ومدارس ومراكز صحية مجانية، كل ذلك بفضل حزب المؤتمر الإفريقي"، في حين ينتقد كثر رداءة الخدمات العامة.

وكان رامابوزا (71 عاما) قد جال الجمعة في شوارع سويتو، حيث نشأ، وقال إنه "اشتم بالفعل رائحة الفوز الزكية".

وفقا لأحدث استطلاعات الرأي، فإن حزب المؤتمر الإفريقي يواجه خطر فقدان أغلبيته البرلمانية لأول مرة في تاريخه، إذ تفيد الاستطلاعات بأنه سيحصل على ما بين 40 و 46% من نوايا التصويت، ما من شأنه أن يجبره على تشكيل تحالفات للبقاء في السلطة، لأن البرلمان المنتخب هو الهيئة التي ستختار الرئيس المقبل.

وشكّل الرئيس السابق جاكوب زوما (82 عاما) الذي يعد أحد أركان "المؤتمر الإفريقي" والعدو اللدود لرامابوزا، مفاجأة بحصد ما بين 10 و14 بالمئة من نوايا التصويت.

يتزعّم زوما حزب "أومكونتو فيسيزوي" الذي سمّي تيمّنا بالجناح المسلح لحزب المؤتمر الإفريقي إبان نظام الفصل العنصري، لكن ترشحّه أبطل بسبب حكم صدر بحقّه في العام 2021، إلا أن صورته ستكون مدرجة في البطاقات الانتخابية التي طبعت قبل صدور القرار.
 

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium