النهار

99 مليون ناخب يتوجّهون لاختيار أول رئيسة بتاريخ المكسيك
المصدر: أ ف ب
تتفوّق المرشّحتان بفارق كبير على مرشّح الوسط خورخي ألفاريس ماينيس (38 عاماً).
99 مليون ناخب يتوجّهون لاختيار أول رئيسة بتاريخ المكسيك
مركز اقتراع. (أ ف ب)
A+   A-
يستعدّ نحو مئة مليون ناخب الأحد في المكسيك لاختيار أوّل رئيسة في تاريخ أكبر دولة ناطقة بالإسبانيّة في العالم وحيث تُسجّل الأمم المتحدة تسعاً إلى عشر حالات قتل لنساء يومياً.
 
وقد طغى العنف على الحملة الانتخابيّة، إذ قُتل ما لا يقلّ عن 25 مرشّحاً للانتخابات المحلّية في هذا البلد الذي يُقوّضه عنف عصابات المخدّرات، وهو أيضاً أكبر شريك تجاري عالمي للولايات المتحدة.
 
والمرشّحة الأوفر حظاً للفوز في الانتخابات الرئاسيّة هي مرشّحة اليسار الحاكم كلوديا شينباوم من حركة التجديد الوطني (مورينا).

وخلال حملة انتخابيّة استمرّت ثلاثة أشهر، كانت عمدة مكسيكو السابقة (2018-2023) تتقدّم بانتظام، بمتوسّط 17 نقطة في استطلاعات الرأي، على منافستها المرشّحة عن يمين الوسط سوتشيتل غالفيز، المدعومة من ائتلاف من ثلاثة أحزاب.

وتفتح مراكز الاقتراع الأولى الساعة 08,00 (13,00 بتوقيت غرينتش) في شبه جزيرة يوكاتان الجنوبيّة الشرقيّة، ثمّ بعد ساعة في وسط البلاد، بما في ذلك في العاصمة مكسيكو، حيث يسعى اليسار إلى الاحتفاظ برئاسة البلديّة.

وتتفوّق المرشّحتان بفارق كبير على مرشّح الوسط خورخي ألفاريس ماينيس (38 عاماً).
 
وتمّ تسجيل نحو 99 مليون ناخب في أكبر انتخابات على الإطلاق في تاريخ ثاني أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينيّة بعد البرازيل.

وإضافة إلى الانتخابات الرئاسيّة، دُعي المقترعون إلى تجديد الكونغرس ومجلس الشيوخ واختيار حكّام في تسعٍ من أصل 32 ولاية واختيار رؤساء بلديّات.
 
وستعرف الاتجاهات الأولى للانتخابات الرئاسية بعد ساعات قليلة من إغلاق مراكز الاقتراع عند الساعة 18,00 (00,00 ت غ في مكسيكو).
 
 
تعليق الانتخابات
أمس السبت، أعلنت السلطات تعليق إجراء الانتخابات في مدينتين بجنوب شرق البلاد، بعد أعمال عنف حالت دون إقامة مراكز اقتراع.
 
وهذا الإجراء الذي ينطبق على مدينتي بانتيلهو (22 ألف نسمة) وتشيكوموسيلو (34 ألف نسمة) في تشياباس، اتُخذ "في مواجهة حالة العنف وعدم القدرة على الحكم"، حسبما جاء في بيان لمعهد الانتخابات في هذه الولاية المتاخمة لغواتيمالا.

وتحدّثت الهيئة الانتخابية عن "أعمال عنف"، في إشارة إلى إقدام مجهولين صباح الجمعة على إحراق وثائق في مراكز الاقتراع في تشيكوموسيلو. 
 
وتحدّث المسؤولون المنتدبون للانتخابات عن تهديدات في هذه المدينة التي تتنازع عليها عصابات المخدّرات.
 
"زمن النساء"
وقالت كلاوديا شينباوم (61 عاماً) المدعومة بشعبية الرئيس المنتهية ولايته أندريس مانويل لوبيز أوبرادور (70 عاماً) "سندخل التاريخ".

وأضافت مخاطبة المكسيكيات اللواتي يندّدن بهيمنة مجتمع ذكوري "إنّه زمن النساء وزمن التحوّل. ذلك يعني العيش من دون خوف والتحرّر من العنف".

وتفيد هيئة الأمم المتحدة للمرأة بأنه كل يوم، يقتل ما معدّله تسع إلى عشر نساء في المكسيك.

من جهّتها، تندّد سوتشيتل غالفيس وهي من عائلة متواضعة ووالدها من السكّان الأصليين ورئيسة شركة، بفشل السياسة الأمنية للحكومة المنتهية ولايتها متحدّثة عن "مقتل 186 ألف شخص وفقدان 50 ألفاً" منذ العام 2018.

وقالت بلانكا سوسا (31 عاماً) وهي بائعة في متجر في زوكالو، أكبر ساحة في المكسيك، "أن تكون امرأة في منصب رئيس البلاد هو أمر محفّز، فهذا بمثابة دليل على أن ذلك ممكن".

وتعتقد سوسا أن مرشّحتها كلاوديا شينباوم ستواصل السياسة الاجتماعية للرئيس المنتهية ولايته الذي "قام بأمور جيدة مثل زيادة الحد الأدنى للأجور ومساعدة المسنّين".

لكن بخلافها، سيصوّت ريكاردو سانشيز، وهو تاجر يبلغ 55 عاما في مونتيري (شمال) لمصلحة سوتشيتل غالفيس على "رؤيتها للأعمال".
 
 
تحدّيات
ستكون مكافحة عنف الكارتيلات والعصابات التحدي الأول للرئيسة المستقبلية وفقاً للباحث في مركز "ديالوغو إنترأميريكانو" للبحوث ومقرّه في واشنطن مايكل شيفتر.

في المجموع، قُتل حوالى 450 ألف شخص في المكسيك منذ العام 2006 عندما أرسل الرئيس السابق فيليبي كالديرون الجيش لمحاربة العصابات.

وتعهّدت شينباوم مواصلة السياسة الحالية القائمة على مكافحة أسباب العنف بدلاً من القمع الشامل، مع محاربة سياسة "الإفلات من العقاب"، في ما وعدت غالفيس بوضع حد للتساهل مع الكارتيلات.

وسيكون على الرئيسة المنتخبة أيضاً تعزيز دولة الرفاهية الاجتماعية في سياق ميزانية آخذة في التدهور، إذ تشير التوقّعات إلى عجز بنسبة 5,9 % من الناتج المحلي الإجمالي لعام 2024، وهو الأكبر منذ عقود.

وسيتعيّن عليها كذلك إدارة العلاقة الثنائية الحساسة والمعقدة مع الولايات المتحدة، خصوصا في ما يتعلّق بقضايا شائكة مثل تهريب المخدرات والهجرة عبر الحدود.

ويفترض أن يعاود البلدان التفاوض في العام 2026 بشأن معاهدة التجارة الحرة التي توحدهما مع كندا.
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium