النهار

المكسيك... فوز شينباوم بالرئاسة يُعزز مواقع اليسار في أميركا اللاتينية
المصدر: أ ف ب
بذلك، تبقى أكبر دولتين وأكبر اقتصادين في أميركا اللاتينية، البرازيل والمكسيك، تحت حكم اليسار.
المكسيك... فوز شينباوم بالرئاسة يُعزز مواقع اليسار في أميركا اللاتينية
كلاوديا شينباوم (أ ف ب).
A+   A-
يبقي فوز كلاوديا شينباوم، أول امرأة تنتخب رئيسة في تاريخ المكسيك، هيمنة اليسار في أميركا اللاتينية في منطقة منقسمة تفتقر إلى التكامل الاقتصادي.

وستتولى شينباوم منصبها في الأول من تشرين الأول (أكتوبر)، لتحل محل مرشدها السياسي الرئيس المنتهية ولايته أندريس مانويل لوبيز أوبرادور الذي أوصل حركة التجديد الوطني (مورينا) إلى السلطة عام 2018.

وبذلك، تبقى أكبر دولتين وأكبر اقتصادين في أميركا اللاتينية، البرازيل والمكسيك، تحت حكم اليسار.

ورحب الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا بحرارة بفوز شينباوم معلناً أنه "يعتزم التوجه إلى المكسيك هذا العام لتعزيز علاقاتنا التجارية".

في مجال العلاقات التجارية، تمضي الدولتان في اتجاهين متعاكسين، الصين بالنسبة للبرازيل، والولايات المتحدة بالنسبة للمكسيك.

وجاء في مذكرة للادارة العامة للخزانة الفرنسية في شباط (فبراير) أن مبيعات البرازيل للصين "أكبر زبون للبلاد، تجاوزت مئة مليار دولار، في رقم قياسي تاريخي في مجال التدفقات الثنائية".

في المقابل، تجاوزت المكسيك الصين كأول شريك تجاري عالمي للولايات المتحدة، والتي تجتذب 80% من صادراتها في إطار اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية.

دعت شينباوم بعيد فوزها الأحد الى إقامة "علاقة صداقة واحترام متبادل ومساواة" مع الولايات المتحدة.

ويمكن للرئيسة التي تتحدث الانكليزية بطلاقة، أن تقدم صورة أكثر انفتاحاً على العالم من سلفها، بحسب الكاتب والمحلل المكسيكي خورخي زيبيدا باترسون.

وقال إنَّ لوبيز أوبرادور (70 عاماً) "ناشط اجتماعي من خلفية ريفية"، على عكس شينباوم المتحدرة من "الطبقة الوسطى المدنية، ولها اطلاع أكبر على العالم".

تحولت تشيلي وكولومبيا وغواتيمالا وهندوراس إلى اليسار في السنوات الأخيرة، بينما تحكم كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا أنظمة استبدادية تقدم نفسها على انها اشتراكية مثل بوليفيا.

في إطار هذا المشهد، تصدرت الارجنتين التي انتخبت في تشرين الثاني (نوفمبر) الرئيس الليبرالي والمحافظ خافيير ميلي، كتلة اليمين في أميركا اللاتينية مع الاكوادور والباراغواي والسلفادور برئاسة نجيب بوكيلة.
 

تناوب
وعدت شينباوم التي انتخبت تحت شعار "فلنواصل كتابة التاريخ" بمواصلة سياسة لوبيز أوبرادور القائمة على "الفقراء أولاً" و"التقشف الجمهوري".

وتسير المكسيك عكس الاتجاه السائد في أميركا اللاتينية، حيث كانت التناوب سياسياً هو القاعدة منذ سنوات.

بين 22 عملية انتخابات رئاسية نظمت في المنطقة منذ 2019، نتجت عن أربع فقط استمرارية سياسية بحسب تحليل أجرته المؤسسة الدولية للديموقراطية والمساعدة الانتخابية، وهي منظمة حكومية دولية لترويج الديموقراطية.

تؤكد مارسيلا ريوس، المديرة الإقليمية لهذه المؤسسة أن "التناوب أصبح الآن هو القاعدة في أميركا اللاتينية".

وتضيف ريوس التي كانت وزيرة للعدل في عهد الرئيس التشيلي غابرييل بوريتش، أنه في أميركا اللاتينية يبدو ان ما يطغى هو "البحث عن التغيير بسبب خيبة الأمل إزاء عدم فعالية الحكومات في الوفاء بوعودها".

وأكدت أن "هذا أمر إيجابي لانه يظهر ان المؤسسات الانتخابية تؤدي دورها".

لعل التغيير الأكبر كان في الأرجنتين، مع هزيمة البيرونيين ووصول ميلي في نهاية 2023، وسط أزمة الديون والتضخم والفقر.

بين الرؤساء الذين ظلوا في مناصبهم، أعيد انتخاب المحافظ نجيب بوكيلة في السلفادور في مطلع السنة، وهو الذي عرف عنه خوض "حرب" بلا هوادة ضد العصابات التي كانت تروع البلاد.

وشارك ميلي في حفل تنصيبه السبت.
 

تحدي ترامب
تواجه أميركا اللاتينية المنقسمة تحديات تتطلب المزيد من التكامل الاقليمي والتعاون، مثل التغير المناخي وانعدام الأمان والهجرة نحو الولايات المتحدة.

لكن المنطقة لا تستطيع أن تتحدث "بصوت واحد"، بحسب ريوس.

وفي نيسان (أبريل) 2023، أطلقت المكسيك مبادرة "تحالف دول أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي ضد التضخم". استجابت حوالى عشر دول فقط للدعوة، معظمها من التي يحكمها اليسار.

وقالت ريوس إنَّ العودة المحتملة للجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في الولايات المتحدة في تشرين الثاني (نوفمبر) "ستشكل تحدياً كبيراً".

وأضافت: "أعتقد أن هذا سيغير شكل التحالفات مجددا"ً، قائلةً: "يجب أن تكون أميركا اللاتينية مستعدة".

اقرأ في النهار Premium