أكد الكرملين اليوم الاثنين أن المؤتمر الذي استضافته سويسرا حول حرب أوكرانيا لم يسفر عن نتائج تذكر وأظهر عدم جدوى إجراء محادثات دون مشاركة روسيا.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين إن نتائج الاجتماع "قريبة من الصفر".
وأضاف أن روسيا لا تزال مستعدة للمشاركة في محادثات مع أي دول تنوي إجراءها وستواصل إيصال موقفها إلى هذه الدول.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي إن روسيا مستعدة لإنهاء الحرب، لكنه وضع شروطا لأوكرانيا، وهي التخلي عن طموحاتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وسحب قواتها من أربع مناطق تسيطر عليها روسيا، وهي شروط رفضتها كييف باعتبارها بمثابة استسلام.
وفي القمة التي عقدت مطلع الأسبوع في سويسرا، نددت القوى الغربية وحلفاؤها بالغزو الروسي لأوكرانيا لكنها أخفقت في إقناع الدول الكبرى التي تتبنى سياسة عدم الانحياز بالانضمام إلى البيان الختامي للقمة، ولم تظهر أي دولة استعدادها لاستضافة قمة أخرى مماثلة في المستقبل.
وحضرت المحادثات نحو 90 دولة. واستمرت المحادثات يومين في منتجع بجبال الألب السويسرية بناء على طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ووُصف المؤتمر بأنه "قمة سلام" رغم عدم دعوة موسكو.
وسخرت روسيا من الفعالية. وكان قرار الصين بعدم المشاركة في القمة يضمن إلى حد كبير إخفاقها في تحقيق هدف أوكرانيا المتمثل في إقناع الدول الكبرى من "دول الجنوب" بالانضمام إلى جهود عزل روسيا.
وحضرت البرازيل بصفة "مراقب". وفي النهاية، امتنعت الهند وإندونيسيا والمكسيك والسعودية وجنوب أفريقيا عن التوقيع على بيان القمة الختامي.
ومع ذلك، أتاح المؤتمر لكييف فرصة لإظهار دعم حلفائها الغربيين لها والذي تقول إنها بحاجة إليه لمواصلة قتالها ضد عدو أكبر منها كثيرا.
"تصعيد"
من جهة ثانية، قالت الرئاسة الروسية اليوم إن تصريحات ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، حول محادثات لنشر مزيد من الأسلحة النووية تمثل تصعيدا.
وصرح ستولتنبرغ لصحيفة "تليغراف" البريطانية بأن الحلف يجري محادثات لنشر مزيد من الأسلحة النووية وإخراجها من المستودعات ووضعها في حالة الاستعداد، وذلك في مواجهة تهديد متزايد من روسيا والصين.
وقال بيسكوف إن تصريحات ستولتنبرغ تتناقض على ما يبدو مع بيان مؤتمر أوكرانيا الذي قال إن أي تهديد أو استخدام للأسلحة النووية فيما يخص ما يحدث في أوكرانيا غير مقبول.
وأضاف بيسكوف عن تصريحات ستولتنبرغ: "هذا ليس سوى تصعيد آخر للتوتر".
وتقول روسيا إن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين يدفعون العالم إلى حافة مواجهة نووية من خلال منح أوكرانيا أسلحة بمليارات الدولارات، يستخدم بعضها ضد أراض روسية.
وبحسب اتحاد العلماء الأميركيين، تعد روسيا والولايات المتحدة أكبر قوتين نوويتين في العالم بفارق كبير، حيث تمتلكان نحو 88% من الأسلحة النووية في العالم.
ووفقا لمجلة علماء الذرة، تمتلك الولايات المتحدة نحو 100 سلاح نووي غير استراتيجي من طراز "بي61" منتشرة في خمس دول أوروبية هي إيطاليا وألمانيا وتركيا وبلجيكا وهولندا. وتمتلك الولايات المتحدة 100 سلاح آخر من هذا القبيل داخل حدودها.
وتمتلك روسيا نحو 1,558 رأسا نوويا غير استراتيجية، رغم أن خبراء الحد من الأسلحة يقولون إن من الصعب للغاية تحديد عدد تلك الرؤوس بسبب سرية البيانات.