النهار

النهار

روسيا وفيتنام تتعهدان تعزيز العلاقات خلال زيارة بوتين
المصدر: أ ف ب
تعهّدت روسيا وفيتنام الخميس تعميق العلاقات أثناء زيارة دولة يقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتعزيز تحالفاته في مواجهة عزلة موسكو المتزايدة على خلفية حرب أوكرانيا.
روسيا وفيتنام تتعهدان تعزيز العلاقات خلال زيارة بوتين
رئيس فيتنام مستقبلً فلاديمير بوتين. (أ ف ب)
A+   A-

تعهّدت روسيا وفيتنام الخميس تعميق العلاقات أثناء زيارة دولة يقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتعزيز تحالفاته في مواجهة عزلة موسكو المتزايدة على خلفية حرب أوكرانيا.

توجّه بوتين إلى فيتنام، حليفة موسكو المقرّبة منذ مرحلة الحرب الباردة، بعد قمة مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون في بيونغ يانغ حيث حصل على تعهّد بالحصول على "دعم كامل" بشأن أوكرانيا ووقع اتفاقية للدفاع المشترك.

ولم يحصل الرئيس الروسي على دعم صريح في هانوي، لكن الرئيس الفيتنامي تو لام أشار إلى رغبته في تعزيز التعاون الدفاعي.

وقال لام للصحافيين بعد محادثات مع بوتين إن "الجانبين يريدان دعم التعاون في الدفاع والأمن وكيفية التعامل مع التحديات الأمنية التقليدية على أساس القانون الدولي من أجل السلم والأمن في المنطقة والعالم".

بقيت موسكو أكبر مزوّد للأسلحة لفيتنام على مدى عقود، إذ بلغت حصتها أكثر من 80 في المئة من الواردات بين العامين 1995 و2023، لكن الطلبات تراجعت في السنوات الأخيرة مع تزايد العقوبات الدولية المفروضة على روسيا على خلفية نزاع أوكرانيا.

وأفاد الطرفان في بيان مشترك بأن تعاونهما الدفاعي والأمني "ليس موجّها ضد أي دولة ثالثة" ويساهم في "السلام والاستقرار والتنمية المستدامة" في المنطقة.

وقّع لام وبوتين حوالى عشرة اتفاقات تعاون في مجالات تراوح بين التعليم والقضاء ومشاريع الطاقة النووية للاستخدامات المدنية.

وقال بوتين للصحافيين إن المحادثات كانت بنّاءة وإن مواقف الجانبين "متطابقة أو متقاربة جدا" في ما يتعلّق بالقضايا الدولية الرئيسية.

وأفاد بأنهما ناقشا بناء "هندسة أمنية مناسبة يمكن الاعتماد عليها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ استنادا إلى مبادئ عدم اللجوء إلى القوة وحل الخلافات سلميا".

وأجرى بوتين لاحقا محادثات مع نغوين فو ترونغ، الأمين العام النافذ للحزب الشيوعي الحاكم، ووضع إكليلا من الزهور على نصب مقام لتكريم قائد الاستقلال هو تشي منه.

 
 

 زيادة الدعم 

تأتي جولة بوتين الآسيوية في وقت كثّفت القوى الغربية العقوبات الهادفة لتقييد الحرب الروسية في أوكرانيا.

وأعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي عن عقوبات جديدة في الفترة الأخيرة، بينما اتفقت بلدان مجموعة السبع على استخدام أرباح الأصول الروسية المجمّدة لتقديم قرض جديد لكييف بقيمة 50 مليار دولار.

وفي أول زيارة يقوم بها إلى كوريا الشمالية المعزولة منذ 24 عاما الأربعاء، وقّع بوتين معاهدة استراتيجية مع كيم تضمنت التزاما أن تساعد كل دولة الأخرى في حال تعرّضها لهجوم.

وتتّهم واشنطن وحلفاؤها كوريا الشمالية بتزويد روسيا الذخيرة والصواريخ من أجل حربها في أوكرانيا، وعززت المعاهدة الجديدة المخاوف من إمكانية تزويدها شحنات جديدة.

ووصفت الخارجية الأميركية تعميق العلاقات الروسية الكورية الشمالية بالأمر "المقلق للغاية" بينما اتّهم مسؤول أوكراني كبير بيونغ يانغ بمساعدة موسكو في "القتل الجماعي للأوكرانيين".

يرتبط البلدان بتحالف منذ تأسست كوريا الشمالية بعد الحرب العالمية الثانية وتقاربا أكثر منذ أدى الغزو الروسي لأوكرانيا العام 2022 إلى عزل بوتين على الساحة الدولية.

تعهّد كيم "الدعم والتضامن الكاملين" في ما يتعلّق بحرب أوكرانيا التي أدت إلى فرض سلسلة عقوبات أممية على موسكو.

أما بوتين، فدعا إلى إعادة النظر في العقوبات الأممية المفروضة على كوريا الشمالية وقال إن البلدين لن يخضعا  "للابتزاز" الغربي.

وفي رد فعل على زيارة بيونغ يانغ، قال ناطق باسم الخارجية الأميركية إن على أي دولة ألا "توفر منصة للسيد بوتين لدعم حربه العدوانية على أوكرانيا".

وأكدت اليابان بأنها تشعر "بقلق بالغ" حيال الاتفاقية الجديدة بين روسيا وكوريا الشمالية.

وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخائيلو بودولياك إن زيارة بوتين بمثابة جولة في "البلدان التي كانت تدور بالأمس في فلك الاتحاد السوفياتي" بحثا عن "المساعدة العسكرية والتقنية ووقود المدافع".

 
 

 تجارة وأسلحة 

لقي بوتين استقبالا حارا في العاصمة الكورية الشمالية إذ عانقه كيم لدى نزوله من طائرته فيما رحّبت به حشود ومجموعة من الراقصين والأطفال الذين لوّحوا بالأعلام.

استُقبل بتحفّظ أكبر في فيتنام التي تعد مركزا صناعيا رئيسيا على مستوى العالم وسعت لإقامة علاقات وديّة مع جميع الأطراف من دون أن تضطر لموالاة أي جهة.

سعت هانوي خصوصا إلى تجنّب التحالف مع طرف على حساب آخر في إطار المنافسة المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين في وقت تسعى القوتان لتعزيز نفوذهما في جنوب شرق آسيا.

وزار الرئيس الأميركي جو بايدن هانوي في أيلول (سبتمبر) لدعم العلاقات في وقت تسعى إدارته لتصبح فيتنام مزوّدا بديلا للمكوّنات الرئيسية لمنتجات التكنولوجيا المتقدمة لخفض الاعتماد الأميركي على الصين.

وسارعت بكين للقيام بخطوة مماثلة إذ قام الرئيس شي جينبينغ بزيارة دولة بعد أقل من ثلاثة شهور على زيارة بايدن.

وامتنعت فيتنام عن التصويت في جلسات الأمم المتحدة المخصصة لإدانة الغزو الروسي لأوكرانيا. وفي مقال نشرته صحيفة "نان دان" الناطقة باسم الحزب الشيوعي، شكر بوتين هانوي على "موقفها المتوازن من أزمة أوكرانيا".

الكلمات الدالة