"ولماذا كانت تركض في تلك المنطقة المحظورة؟". ربما يكون هذا السؤال أول ما يتبادر إلى ذهن من يقرأ خبر مهاجمة ثلاثة ذئاب سيدة فرنسية في السابعة والثلاثين من عمرها، فيما كانت تمارس هواية الجري في محمية "واو سفاري ثويري" الفندقية الفاخرة، على بعد نحو 25 ميلاً غرب العاصمة الفرنسية باريس.
وبحسب
"تلغراف" البريطانية، تعرضت هذه المسكينة لعدد من العضات في عنقها وساقها وظهرها، ولم يتضح سبب وجودها في منطقة سفاري يُحظر على زوار المحمية التجول فيها إلا في سياراتهم، "ولا يمكنني الجزم إن كان ذلك خطأها هي نفسها، أم كانت العلامات التحذيرية غير واضحة بما يكفي كي تمنعها من الدخول إلى منطقة الخطر"، بحسب ما تقول ماريڤون كايليبوت، محامية الادعاء العام في المنطقة، للصحيفة البريطانية، مضيفة أن حراس المحمية تدخلوا سريعاً وأنقذوها من الذئاب المفترسة التي أُعيدت إلى موطنها الأصلي.
وفي روايتها لما حصل، تقول كريستيل بيرشيني، رئيسة "واو سفاري ثويري" إن الضحية دخلت "المنطقة الأميركية"، المخصصة للدببة والذئاب الأميركية والذئاب الرمادية من نوع ماكنزي" في المحمية، مضيفةً أن محيط الأمان الكهربائي يمنع الحيوانات من مغادرة منطقتها، لكنه لا يمنع البشر من الدخول إليها، "إلا أن زوار المحمية يتلقون تعليمات واضحة بشأن المخاطر في تلك المنطقة، وبحوزتهم خريطة دالة إلى مناطق الخطر، ويتلقون الإرشادات الدائمة من الموظفين الذين يذكرونهم باستمرار بوجوب توخي الحذر"، مؤكدةً التعاون مع النيابة العامة للتحقيق في ملابسات الحادث.
يقول تقرير "تلغراف" إن الضحية استأجرت كوخاً للإقامة ليلاً في منطقة قريبة من مأوى الحيوانات. ولتصل إلى المنطقة الخطرة، كان عليها أن تتجاوز نظامين للأمان: خندق وعائق كهربائي، مصممان لمنع الحيوانات من الخروج.
افتتح بول دو لا بانوز محمية "ثويري" ومنتجع "سفاري" في عام 1986. وفي المحمية أكثر من 1500 حيوان تنتمي إلى نحو 180 نوعًا، بينها 60 نوعاً مهدداً بالانقراض، وفيها 120 حيواناً أتى بها دو لا بانوز من كينيا، وذلك على مساحة تمتد 150 هكتارًا.
وبنيت الأكواخ الفندقية فوق المحمية، وأُثثت بسرير كبير وزوّدت بمناظير ليلية ليتمكن الزوار من قضاء مغامرة ليلية قرب الحيوانات المفترسة، وبأكياس مليئة بالتفاح لإطعام الدببة والأشبال. وتبلغ أسعار الإقامة في أحد هذه الأكواخ نحو 420 يورو لليلة الواحدة صيفاً.