تجتاح موجة شديدة الحرارة مناطق من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هذا الصيف تجاوزت خلالها درجات الحرارة 40 درجة مئوية في بعض دول المنطقة.
وقال حمدي حشاد الخبير التونسي في مجالي البيئة والمناخ "نحن في انتظار أن تكون سنة 2024 السنة الأكثر حرارة على الإطلاق".
وأضاف: "خلال السنة الماضية وقع تسجيل سنة 2023 كالسنة الأعلى على مستوى درجات الحرارة وكذلك يوم ستة من شهر سبعة تموز (يوليو) في السنة الماضية وقع تسجيل أعلى مستوى لدرجات الحرارة العالمية ومعدل درجة حرارة الأرض كان في حدود 17.23 درجة (أعلى من المستويات الطبيعية) يوم ستة من شهر سبعة، والآن نحن تقريبا بصدد متابعة الوضع وممكن درجات الحرارة خلال هذه الفترة الصيفية تسجل درجات قياسية لم نسجلها من قبل".
وذكر حشاد أن المنطقة العربية بأكملها تقريبا تعاني من ندرة المياه، وحذّر من أن درجات الحرارة المرتفعة يمكن أن تشكّل ضغطا إضافيا على الموارد المائية.
وأردف: "تقريبا معظم المنطقة العربية تعاني من شح في المياه، وبالتالي درجات حرارة مرتفعة وعلى امتداد فترات طويلة ممكن أن تشكل ضغط إضافي على الموارد المائية وتبخر مياه السدود مثل ما حصل في المغرب وتونس خلال الأسبوع الماضي".
وذكر أن تونس سجلت في 17 حزيران (يونيو) معدّل تبخر من السدود بلغ 0.6 مليون متر مكعب في يوم واحد، كما سجل المغرب معدلا قريبا جدا من ذلك.
وأضاف "درجات حرارة مرتفعة تمتد على حيز زمني طويل من شأنها أن تشكل إجهاد مائي كبير يعني أن تساهم في ارتفاع الطلب على المياه وكذلك ارتفاع الطلب على الكهرباء وهو ما سيشكل تحدي للحكومات لتلبية الاحتياجات الأساسية للمستهلك وبالتالي بعض الدول ستكون في مأزق يعني ستضطر إلى قطع الكهرباء خلال الفترات التي تكون فيها درجات الحرارة مرتفعة".
ويسعى الناس في ظل الحر القائظ إلى تخفيف شدة الحرارة من خلال شرب المشروبات الباردة والتوجه إلى النوافير العامة وحمامات السباحة والشواطئ.
غير أن آخرين ليس لديهم القدرة على التمتع بهذه الامتيازات، ولا يمكنهم تخفيف شدة الحر إلا من خلال رش الماء على أنفسهم. لكن علماء يقولون إن رش الماء يكون فعالا فقط عندما تكون درجات الحرارة أقل من 35 درجة مئوية.
وعبَر المواطن الليبي وليد أبو صلاح عن قلقه من ارتفاع درجات الحرارة.
وقال أبو صلاح وهو على البحر إلى حيث يفرّ من الحر في مصراتة "للحقيقة درجة الحرارة ارتفعت أكثر من قبل في السنوات الماضية، ارتفعت ارتفاع ملحوظ، يعني عندما تصل في مدينة ساحلية على البحر لعند 47 أصبح الموضوع مخيف، يعني معناه تغير مناخي، الأمر محتوم بالإضافة إلى أنه في بلادنا ترى أن الغطاء النباتي يتقلّص الشجرة التي تقطع لا ينبت مكانها شجرة ثانية... وهذا كله له يرتدّ سلباً على الطقس".
وفي دول أخرى، مثل مصر والعراق، يعاني السكان من انقطاع الكهرباء الذي زاد بسبب الأحوال الجوية القاسية.
وأوضح المصري طارق حمادة "هذا العام الطقس حار جداً ونعاني أيضا من انقطاع الكهرباء، ولا نملك المال الكافي لشراء مكيفات".
وأصبحت موجات الحر أكثر سخونة وتواترا وأطول أمدا بسبب تغير المناخ. وكشفت نتائج سابقة توصل إليها علماء من مجموعة " ورلد ويذر أتريبيوشن " أن موجة الحر زادت 1.2 درجة مئوية في المتوسط على مستوى العالم عما كانت عليه في أوقات ما قبل الثورة الصناعية.
ويتّجه العالم الآن لمسار سيجعل درجات الحرارة ترتفع 1.5 درجة مئوية في ثلاثينيات القرن الحالي.