تترقّب المنتجعات السياحية في المكسيك الجمعة وصول الإعصار بيريل ترافقه رياح عنيفة إلى شبه جزيرة يوكاتان بعدما ضرب جامايكا وجزر كايمان.
وحذّر المركز الوطني لمراقبة الأعاصير الساعة الواحدة صباح الجمعة (06,00 ت غ) من أن "الظروف ستتدهور قريبا بالنسبة لشبه جزيرة يوكاتان" مع "رياح شبيهة بإعصار وارتفاع خطر لمستوى مياه البحر وأمواج تلحق أضرارا تبدأ قريبا".
وبعدما خفض إلى إعصار من الفئة الثالثة يواصل بيريل طريقه باتجاه منتجع تولوم السياحي، تصاحبه رياح تصل سرعتها إلى 185 كيلومترا بالساعة و"من غير المتوقع أن تتغير سرعته قبل وبلوغه اليابسة" الجمعة، بحسب مركز مراقبة الأعاصير.
وخلّف الإعصار دمارا في أنحاء منطقة الكاريبي وساحل فنزويلا وأودى بسبعة أشخاص على الأقل.
وبيريل أول إعصار يبلغ الفئة 4 في حزيران (يونيو) منذ بدء تسجيلات المركز الوطني الأميركي للأعاصير، وأبكر إعصار يبلغ الفئة 5 في تموز (يوليو) على الإطلاق.
في المكسيك أغلقت المدارس في المنطقة وأقيمت مراكز إيواء للأهالي والسياح تحسبا لوصول الإعصار.
في كانكون التي تبعد مسافة ساعتين بالسيارة عن تولوم، هرع الأهالي إلى تخزين المواد الغذائية وغيرها من السلع الأساسية لأيام فيما قامت الفنادق بتدعيم نوافذها.
وأُلغيت قرابة 100 رحلة داخلية ودولية بين الخميس والجمعة في مطار كانكون الرئيسي في منطقة الكاريبي المكسيكية.
ويتوقع أن يضرب بيريل شبه جزيرة يوكاتان ويعبر فوق خليج المكسيك قبل أن يصل إلى ولاية تاماوليباس الشمالية المحاذية للولايات المتحدة.
وأجلي مئات السياح من فنادق على ساحل المكسيك فيما لا يزال البعض يحاولون مغادرة المنطقة المهددة في حافلات.
لكن البعض لا يزالون يستمتعون بنهار مشمس على الشاطئ قبل الاحتماء في فنادقهم.
وقالت فرجينيا ريبولار السائحة المكسيكية التي جاءت مع ثلاثة من أفراد عائلتها إلى تولوم "ألغوا رحلتنا واضطرنا لدفع كلفة ليلتين إضافيتين"، مؤكدة "لدينا بعض المخاوف لكننا على قناعة بأن الناس على أهبة الاستعداد ويعلمون ما يتعين فعله".
عاصفة قياسية
أعلن الجيش المكسيكي الذي نشر قرابة 8000 عنصر في تولوم أنه سيوزع مواد غذائية و34 ألف لتر من المياه العذبة على الأهالي.
وتسبّب الإعصار بفيضانات وانزلاقات نربة وسيول في جزر كايمان.
في جامايكا انقطعت الكهرباء عن أكثر من 400 ألف شخص، حسبما ذكرت صحيفة "غلينر" نقلا عن مؤسسة خدمات عامة.
وعبّر ملك بريطانيا تشارلز الثالث عن "أسفه العميق" للدمار الناجم عن الإعصار في منطقة الكاريبي والذي ضرب عددا من جزر دول الكومنولث.
بيريل هو الأول في موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي. وظاهرة مناخية بهذا الحجم نادرة للغاية في وقت مبكر من الموسم الذي يمتد من بداية حزيران (يونيو) حتى نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) في الولايات المتحدة.
وترتبط هذه التوقعات خصوصا بالتطور المتوقع لظاهرة إل نينيا المناخية وكذلك بدرجات الحرارة المرتفعة للغاية في المحيط الأطلسي حيث ترتفع درجات الحرارة في شماله باطراد منذ أكثر من عام مسجلة مستويات قياسية.
وقال سايمن ستيل مسؤول بالمناخ في الأمم المتحدة والذي يقيم عدد من أفراد عائلته في جزيرة كارياكو "من الواضح أن أزمة المناخ تدفع الكوارث إلى مستويات مدمرة قياسية جديدة".
وأوضح أن "كوارث على نطاق كان يعتبر في السابق ضربا من الخيال العلمي أصبحت حقائق مناخية، وأزمة المناخ هي السبب الرئيسي"، مؤكدا أن ممتلكات والديه في الجزيرة تضرّرت.