بين صورة امرأة حامل تنزف على حمالة خلال إجلائها من مستشفى تعرض للقصف في ماريوبول في آذار (مارس) 2022، ومشاهد من مستشفى الأطفال الذي تعرض للقصف الاثنين، شريط طويل من الاستهدافات للمنشآت الطبية في هذه الحرب التي بدأت في شباط (فبراير) وتستمر بلا أفق لحل قريب.
1700 منشأة طبية أوكرانية تعرضت للقصف منذ بداية الحرب في 24 شباط (فبراير) 2022، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، بما فيها مؤسسات طبية في المناطق الخاضعة للسيطرة الروسية في شرق أوكرانيا.
وزارة الصحة الأوكرانية تقول إن أكثر من 1500 منشأة طبية تضررت نتيجة للحرب واسعة النطاق. علاوة على ذلك، تم تدمير 214 مستشفى بالكامل ولا يمكن استعادتها.
وأعاد قصف المستشفى في كييف تسليط الضوء على المنشآت الهشة التي تحولت أهدافاً حربية من خيرسون على البحر الأسود مستشفى في منطقة خيرسون الى دونيتسك في شرق البلاد وصولاً الى كييف.
كييف اتهمت روسيا صراحة بتعمد قصف مستشفى أوخماتديت في كييف لـ"ترهيب" السكان، فيما نأت روسيا بنفسها عن القصف وقالت إن بقايا صاروخ اعتراضي أو
كراني هو الذي تسبب بـ"مجزرة مستشفى الأطفال".
ويروي كريستوفر ستوكس، منسق الطوارئ لمنظمة أطباء بلا حدود في أوكرانيا لـ"النهار" أن فرق المنظمة سجلت بشكل متكرر هجمات على المستشفيات في مناطق دونيتسك وميكوليف وكييف وخيرسون.
وروى أنه خلال 25 عاماً من العمل في مناطق الحرب، "ربما كانت هناك حالة أو حالتين فقط رأيت فيها دماراً مماثلاً - أماكن مثل الموصل أو غروزني"، مشيراً إلى أنه "على طول خط المواجهة الذي يبلغ طوله 1000 كيلومتر في أوكرانيا، تم مسح بعض المناطق من الخريطة".
وفي بعض البلدات والقرى التي تعمل فيها منظمة أطباء بلا حدود، كان الدمار شاملاً، مما أدى إلى شل البنية التحتية الطبية، الأمر الذي سيكون له تأثير طويل المدى على حصول الناس على الرعاية الصحية.
وتنقل المنظمة عن مواطنين في مناطق احتلتها روسيا عن نهب المستشفيات والصيدليات.
وفرض قصف مستشفى كييف نفسه على جدول أعمال قمة حلف شمال الأطلسي المنعقدة في واشنطن، وعقد مجلس الأمن جلسة مشاورات طارئة، شهدت جدلاً حاداً بين ممثل أوكرانيا والدول الداعمة لها والمندوب الروسي فاسيلي نيبيزيا. كما أن الحادث سبب حرجاً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين كونه أتى متزامناً مع استقباله رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في موسكو، والذي لم يسعه سوى التنديد بالقصف والدعوة إلى ضرورة بقاء المستشفيات خارج نطاق الاستهدافات.
الأمينة العامة المساعدة للشؤون الإنسانية ونائبة منسق الإغاثة في حالات الطوارئ في الأمم المتحدة جويس مسويا اعتبرت أن تنفيذ هجمات عمداً على مستشفى محمي (بالقانون الدولي) هو جريمة حرب ويجب محاسبة مرتكبيها، معتبرة أن هذه الحوادث هي جزء من نمط مقلق لهجمات منهجية تستهدف مراكز الرعاية وغيرها من البنى التحتية المدنية في كل أنحاء أوكرانيا".
وانتهز الرئيس الأميركي جو بايدن قصف المستشفى ليعلن عن تحالف بقيادة الولايات المتحدة سيعمل على تزويد أوكرانيا بمنظومات جديدة من الصواريخ التكتيكية للدفاع الجوي على نحو عاجل، من أجل تمكينها من صد الهجمات الروسية المتكررة.