النهار

عطل في "مايكروسوفت" يشلّ العالم
المصدر: النهار العربي
شلّ عطل معلوماتيّ ضخم، اليوم الجمعة، العديد من الشركات عبر العالم، فيما أعلنت مجموعة "مايكروسوفت" العملاقة الأميركية للتكنولوجيا التي طالتها البلبلة أنّها تتخذ "إجراءات للتخفيف" من وطأة الاضطرابات إلى حين تسوية المشكلة.​
عطل في "مايكروسوفت" يشلّ العالم
مسافرون ينتظرون تسجيل الوصول يدوياً في مطار هونغ كونغ الدولي بسبب عطل "مايكروسوفت" (ا ف ب)
A+   A-

شلّ عطل معلوماتيّ ضخم، اليوم الجمعة، العديد من الشركات عبر العالم، فيما أعلنت مجموعة "مايكروسوفت" العملاقة الأميركية للتكنولوجيا التي طالتها البلبلة أنّها تتخذ "إجراءات للتخفيف" من وطأة الاضطرابات إلى حين تسوية المشكلة.

 

وبين الطائرات المتوقفة على المدارج وصفوف الانتظار الطويلة في المطارات، وتعطّل خدمات بعض القطارات، ومشاكل الاتصال التي واجهتها قنوات تلفزيونية مثل "سكاي نيوز" البريطاينة و"إيه بي سي" الأسترالية، وبلبلة بورصة لندن، يتزايد بشكل متسارع عدد الشركات التي تفيد عن أعطال أو اضطرابات.

 

وفي إشعار تحت عنوان "تدهور الخدمة"، أفادت "مايكروسوفت" أن المستخدمين "قد لا يتمكنون من الوصول إلى تطبيقات وخدمات مختلفة لمايكروسوفت 365".

 

ولم تحدد الشركة بشكل واضح المسؤولية عن هذا العطل، لكنها أكدت أنها تنشط "للتعامل مع هذا الحدث كأولوية كبرى وبصورة طارئة مع الاستمرار في معالجة الوطأة المتواصلة على تطبيقات مايكروسوفت 365 المتبقية التي تدهورت خدمتها".

 

عزل المشكلة

وجاء في إخطار أرسلته شركة "كراودسترايك" للأمن السيبراني إلى عملائها أنّ برنامجها "فالكون سينسور" يتسبب في تعطل نظام التشغيل "مايكروسوفت ويندوز" ويعرض شاشة زرقاء، تُعرف بشكل غير رسمي باسم "شاشة الموت الزرقاء".

 

لاحقاً، أعلن رئيس المجموعة الأميركية أنه تم "تحديد" المشكلة التي تسببت بالعطل و"يجري تصحيحها".

 

وكتب جورج كورتز على منصتي "إكس" و"لينكد إن": "كراودسترايك تعمل بشكل نشط مع العملاء المتضررين من ثغرة عثر عليها في تحديث واحد للمحتوى لمستخدمي ويندوز... ليس حادثا أمنيا أو هجوما سيبرانيا"، مؤكداً أنّه "تم تحديد المشكلة وعزلها ونشر تصحيح".

 

كذلك، قالت "مايكروسوفت" إنّه "تم إصلاح السبب الرئيسي للخلل التقني في تطبيقات 365".

 

وأفادت وكالة "أنسي" الفرنسية للأمن السيبراني أن "لا دليل يشير إلى أن العطل أتى نتيجة هجوم إلكتروني".

 

وقال أوليغ غوروخوفسكي مؤسس مصرف "مونوبنك" الرقمي الأوكراني إن العطل "على ارتباط بتفاعل بين برنامج كراودسترايك المضاد للفيروسات ونظام ويندوز".

 

وذكر خبراء دوليون أن "هذا هو العطل التقني الأكبر في ‏التاريخ وستترتب عليه خسائر قياسية". وأضافوا أنّ مشاكل كراودسترايك تزامنت مع خلل بخدمات ‏مايكروسوفت السحابية "آزور و365". ‏

وأشاروا الى أن تحديث بأنظمة شركة الأمن السيبراني "كراودسترايك" أدى لأعطال بأنظمة "ويندوز".

 

أعطال في المطارات

وأعلنت مطارات عدّة أنها تأثرت بالعطل ولا سيما مطارات في الولايات المتحدة وسويسرا وألمانيا وهولندا وإسبانيا وهونغ كونغ وبريطانيا وأستراليا وسكوتلندا، فيما أفادت شركات طيران عدة عن مشكلات تواجهها، ولاسيما شركات "دلتا" و"يونايتد" و"أميريكان إيرلاينز" الأميركية، و"إير فرانس" الفرنسية و"راين إير" الإيرلندية وثلاث شركات هندية.

 

وأعلنت وكالة الطيران الأميركية أنّ الخطوط الجوية أوقفت حركة الطائرات بسبب مشكلة في الاتصالات.

 

وطلبت هيئة الطيران من كل الرحلات الجوية الهبوط بسبب خلل تقني بالحواسيب.

وأثّر العطل على مطارات أميركية عدّة، إذ تم إلغاء نحو 20% من رحلات الطيران، فيما أوقفت شركات كبيرة، مثل "أميركان إيرلاينز" و"دلتا إيرلاينز" و"يونايتد إيرلاينز" و"أليغنت إيرلاينز"، رحلاتها.

 

وأكد متحدث باسم مطار برلين استئناف الملاحة جزئيا عند الظهر، بعدما أفيد سابقاً عن "تأخير في عمليات التسجيل".

 

من جانبها، أعلنت شركة "كاي إل إم" الهولندية تعليق "القسم الأكبر من عملياتها" بسبب العطل المعلوماتي الذي "يجعل من المستحيل إدارة الرحلات".

 

وأفادت شركة "أيينا" المشغلة للمطارات الإسبانية، الأولى في العالم من حيث عدد الركاب، في منشور على "إكس" عن "تأخير" محتمل في الرحلات، مشيرة إلى أنّ هذا "الحادث الفني العالمي يؤثر بصورة رئيسية على نقاط التسجيل والمعلومات للركاب".

 

وبانتظار إصلاح العطل، أعلنت الشركة أنها تنفذ بعض العمليات "بواسطة أنظمة يدوية"، على غرار ما أعلنت أيضاً شركة "سبايس جيت" الهندية للرحلات المخفضة الأسعار والتي تنفذ عمليات التسجيل والصعود إلى الطائرات يدويا.

 

وأوردت وكالة "برس تراست أوف إنديا" أنّ الركاب "عالقين" في منطقة غوا الساحلية السياحية، بسبب مشكلة فنية تطال عمليات التسجيل.

 

من جانبها، نصحت شركة "راين إير" جميع الركاب بالوصول إلى المطار قبل ثلاث ساعات على الأقل من موعد رحلاتهم المغادرة.

 

وفي إدنبره، قال شاهد إنّ الماسحات الضوئية لبطاقات الصعود ظهر عليها رسالة "انقطاع الاتصال بالخادم"، وإنّ إدارة المرفق نصحت الركاب بالتحقق من وضع الرحلات عبر الإنترنت أولاً قبل التوجه إلى المطار.

 

وقال مطار هونغ كونغ الدولي إنّ انقطاع خدمة "مايكروسوفت" أثّر على شركات طيران كثيرة، وإنّه تحوّل إلى تسجيل الركاب يدويا، لكن عمليات الطيران لم تتأثر.

 

وأكّد مطار زوريخ عدم هبوط أي رحلات بسبب العطل، وقال إنّ "الرحلات لم تعد ممكنة"، مضيفاً مع ذلك أن "الرحلات التي هي في طريقها إلى زوريخ لا يزال يُسمح لها بالهبوط".

 

وأعلنت شركة الطيران التركية تأثر خدماتها بالأعطال العالمية.

 

وفي مطار "بوفيه" الفرنسي، الذي تستخدمه شركتا "راين إير" و"ويز إير" للرحلات المخفضة الأسعار، تسير الرحلات بصورة اعتيادية بحسب بيانات الإقلاع والهبوط الآنية على الإنترنت.

 

بدوره، أعلن مطار دبي عودة العمل إلى طبيعته بعد خلّل أثر على عمليات تسجيل المسافرين لبعض شركات الطيران في صالتي السفر 1 و2.

 

وأكدت شركة طيران الإمارات أن "لا تأثير للعطل التقني العالمي ‏على عمليات رحلاتنا".

 

أما مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة فعلّق: "تأثر بعض أنظمة شركات الطيران بالمطار بالخلل التقني العالمي وجاري العمل على حل المشكلة". 

 
في الكويت، أعلن مطار الملك خالد الدولي تأثر عدد من الناقلين الجويين بسبب العطل التقني العالمي. وقالت إدارة الطيران المدني الكويتية: "فعّلنا خطة استمرارية العمل في الأزمات بعد تأثر بعض الرحلات في مطار الكويت".
 

وفي لبنان، أعلن مطار بيروت الدولي أنّه تأثر بالعطل لمدة نصف ساعة فقط، قبل أن تتمّ معالجة الأمر ويعود الوضع إلى طبيعته.

 

‏وتعتمد شركات الطيران على جدول زمني دقيق التنسيق ‏تديره غالبا مراقبة الحركة الجوية. ومجرّد تأخير واحد لبضع ‏دقائق قد يؤدي إلى فوضى شاملة لجدول رحلات الإقلاع ‏والهبوط لمطار أو شركة طيران لبقية اليوم.‏

 

توقّف بعض القطارات

وأعلنت أكبر شركة بريطانية مشغلة للسكك الحديد عن "عمليات إلغاء محتملة في اللحظة الأخيرة" بسبب تعذّر وصول الشركات إلى بعض الأنظمة الخاصة بقيادة القطارات.

 

وجاء في رسالة شركة غوفيا تيمسلينك ريلواي (GTR) أنّ العطل "يطال أيضا أنظمة أساسية أخرى ولا سيما منصات المعلومات الآنية للعملاء"، داعية الركاب إلى الاستعلام قبل التوجه إلى المحطات.

 

كذلك، جرى تعليق جميع خدمات القطارات في ‏واشنطن.

 

بلبلة في المستشفيات

وفي هولندا، أفادت مستشفيات عدّة أنّ العطل طالها وأدى إلى إغلاق قسم للطوارئ وتأجيل عمليات جراحية.

 

وأعلنت بلجيكا تعطّل مستشفيين اثنين بسبب العطل ‏التقني العالمي.

 

وأفيد في إسرائيل، عن خلل في أنظمة إحدى المستشفيات وصندوق المرضى الموحّد.

 

وقال مستشفى "شيبا" الإسرائيلي: "قد يكون هناك ضرر على تشغيل غرف العمليات ومواعيد الانتظار في قسم الطوارئ".

 

وانتقل الموظّفون في المنشآة الصحية إلى العمل اليدوي. وأثّر الخلل أيضاً على مدخل المستشفى وفتح بوابات مواقف السيارات.

 

البنوك والسوق

في أعقاب هذا الحدث، شهدت أسهم شركة "كراودسترايك" انخفاضاً حاداً بنسبة تصل إلى 15% في تداولات ما قبل الافتتاح. كما تراجعت أسهم "مايكروسوفت" بنسبة 2.8%.

 

كذلك، تراجعت البورصات العالمية في ظل أجواء من الضبابية الاقتصادية والسياسية في مواقع مختلفة من العالم، وأيضاً تحت وطأة القلق نتيجة العطل الذي منع مؤشرات بورصتي لندن وميلانو من إعلان معدلات التغيير في بياناتها في التوقيت الاعتيادي عند افتتاح المداولات في  الساعة 7,00 ت غ، ولم تبدأ بعرض أسعار الأسهم إلا بتأخير عشرين دقيقة.

 

غير أن بورصة لندن لا تزال تسجل اضطرابات بحسب مذكرة نشرتها على موقعها الإلكتروني وجاء فيها أن "خدمة المعلومات تواجه حاليا مشكلة فنية عالمية على ارتباط بطرف ثالث، ما يمنع نشر المعلومات".

 

بدوره، أعلن المصرف المركزي الإسرائيلي أنّ أنظمته تأثرت بالأعطال الفنية العالمية، إضافة إلى تأثّر بعض البنوك الأخرى.

 

وقالت 6 مصادر في قطاع النفط والغاز إنّ مقرّات رئيسية عدة لتداول النفط والغاز في لندن وسنغافورة تواجه صعوبات في تنفيذ المعاملات بسبب تعطل الإنترنت.

 

أولمبياد باريس

بدورها، قالت اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس إنّ تعطل الانترنت كان له تأثير محدود على خدماتها المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات، بينما لم تتأثر أنظمة مبيعات التذاكر بهذا العطل.

 

وأضافت اللجنة: "في هذه المرحلة التأثيرات محدودة وتتعلق بصفة خاصة بتسليم الملابس وأوراق الاعتماد... لم يتأثر نظام مبيعات التذاكر الخاص بأولمبياد باريس".

 

وأغلق القسم المسؤول عن أوراق ووثائق الاعتماد في المركز الصحافي، وجرى فحص الأسماء خارج المركز بصورة يدوية باستخدام القوائم.

اقرأ في النهار Premium