تواصل القوّات الروسية معاركها ضد القوّات الأوكرانية لليوم الثالث على التوالي اليوم الخميس في أعقاب توغّلها في الحدود الروسية بمنطقة كورسك، في هجوم جريء على أكبر قوة نووية في العالم أجبر موسكو على استدعاء جنود احتياط.
وفي واحدة من أكبر الهجمات الأوكرانية على روسيا في الحرب المستمرة منذ عامين، اخترق حوالي ألف جندي أوكراني الحدود الروسية في الساعات الأولى من صباح السادس من آب (أغسطس) بالدبّابات والمركبات المدرّعة وأسراب من الطائرات المسيرة والمدفعية، وفقاً لمسؤولين روس.
وتوغّلت القوّات الأوكرانية في الحقول والغابات الحدودية باتجاه الشمال من بلدة سودغا، وهي آخر نقطة شحن تعمل حالياً لنقل الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا.
ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهجوم بأنّه "استفزاز كبير". وقال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة، أكبر داعم لأوكرانيا، لم تكن على علم مسبق بالهجوم وتسعى للحصول على مزيد من التفاصيل من كييف.
وقال ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني اليوم إن عدوان روسيا هو سبب أي تصعيد، بما في ذلك الأحداث في منطقتي كورسك وبيلغورود الروسيتين.
وكتب بودولياك على منصة إكس باللغة الإنكليزية: "السبب الجذري لأي تصعيد أو قصف أو أعمال عسكرية أو عمليات إجلاء قسري أو تدمير لأنماط الحياة الطبيعية، بما في ذلك داخل الأراضي الروسية مثل منطقتي كورسك وبيلغورود، هو فقط العدوان الروسي الواضح".
وذكر رئيس هيئة الأركان العامة للقوّات المسلّحة في روسيا فاليري غيراسيموف لبوتين أمس الأربعاء أن الهجوم الأوكراني توقف في منطقة الحدود.
لكن مدوّنون عسكريون مؤيدون لروسيا أكّدوا أن المعارك مستمرة حتى اليوم مع إجلاء المدنيين.
وأفاد حاكم منطقة بيلغورود الروسية فياتشيسلاف غلادكوف على تيليغرام اليوم الخميس بأن رجلا قُتل وأُصيب آخر في قصف أوكراني لبلدة شيبيكينو بالمنطقة.
وتتعرض بيلغورود لقصف وهجمات أوكرانية متكررة بطائرات مسيرة خلال الحرب.
والتزم الجيش الأوكراني الصمت حيال هجوم كورسك. وانتقد بعض المدونّين الروس حالة الدفاع عن الحدود في منطقة كورسك قائلين إنه كان من السهل للغاية على القوات الأوكرانية اختراقها.
وقال الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف إن الهجوم الأوكراني هو محاولة من كييف لإجبار روسيا على نقل قوّاتها من خطوط المواجهة الرئيسية ولأن تظهر للغرب أنهّا لا تزال قادرة على القتال.
وأضاف أنّه نتيجة لهذا الهجوم، يتعيّن على روسيا توسيع أهداف حربها لتشمل أوكرانيا بالكامل.
وتابع "من هذه اللحظة، يجب أن تتوسّع العملية العسكرية الخاصة لتتجاوز الحدود الإقليمية لأوكرانيا"، مضيفاً أنّه يتعين على القوات الروسية الذهاب إلى أوديسا وخاركيف ودنيبرو وميكولايف وكييف و"أبعد من ذلك".